مقالات

حان الوقت لعلماء المسلمين بالهند للاستيقاظ

بقلم: محمد علي

أكتب هذه الرسالة بألم وقلق عميقين، ليس فقط باعتباري عضوًا في الأمة الإسلامية،

بل كصوت يردد المعاناة الصامتة والإذلال والتهميش الذي يواجهه مجتمعنا اليوم.

نشهد في جميع أنحاء العالم تصعيدًا مُقلقًا في التجريد الممنهج من الإنسانية تجاه المسلمين. تنتهك حقوقنا الدستورية، وتشكك كرامتنا،

ويحرم شبابنا من العدالة. يدفع مجتمعنا عمدًا بعيدًا عن ركب التقدم التعليمي والاقتصادي.

تدنّس أماكن عبادتنا، وتشوّه هويتنا، وتنسى مساهماتنا. هذا ليس مجرد إهمال، بل هو محوٌّ.

ومع ذلك، في خضم هذا الهجوم الشرس، ما زلنا منقسمين – عالقين في خلافات أيديولوجية، وطموحات شخصية، وتنافسات تافهة.

لقد أضعف القادة الذين كان من المتوقع منهم حماية مصالحنا قضيتنا الجماعية، وكثيرًا ما تنازلوا من أجل مكاسب مؤقتة، بينما يدفع المجتمع الأوسع ثمنًا باهظًا.

هذا التشرذم الداخلي جعلنا عرضة للخطر، سهل التلاعب بنا، وغير قادرين على تشكيل جبهة موحدة ضد الظلم المتزايد.

والأسوأ من ذلك، أن فئة صغيرة مضللة داخلنا انحرفت عن القيم الديمقراطية والوطنية،

مما أضرّ بصورتنا الجماعية،

وأعطى ذخيرة لمن يرغبون في تشويه سمعة المجتمع بأكمله.

لقد حان وقت الاستيقاظ.

هذا نداءٌ ملِحٌّ لجميع القادة المسلمين، سياسيًا ودينيًا واجتماعيًا وفكريًا، لنتجاوز المصالح الشخصية والاختلافات الأيديولوجية.

علينا أن نتكاتف من أجل بقاء مجتمعنا وكرامته ومكانته المُستحقة في الأمة.

يجب علينا:

حماية قوانيننا الشخصية، وهويتنا الثقافية، وحقوقنا الدينية.

الحفاظ على الدستور الذي يضمن المساواة والعدالة لكل مواطن.

العمل بإخلاص ووحدة من أجل التقدم الاقتصادي والتعليمي لشعبنا.

إعادة بناء الثقة – ليس فقط داخل المجتمع ولكن أيضًا مع الأقليات الأخرى والمجموعات المهمشة،

حتى نتمكن معًا من مقاومة سياسات الكراهية والانقسام.

دعونا نتذكر:

وحدتنا قوتنا. صمتنا خيانتنا. إن لم نتكاتف الآن، فقد نخسر ليس حقوقنا فحسب، بل هويتنا ذاتها في المستقبل.

نحن بحاجة إلى القيادة – ليس من أجل الألقاب أو الهيبة، ولكن من أجل الشجاعة والرؤية.

نحن بحاجة إلى الوحدة – ليس التوحيد، ولكن الهدف المشترك.

ونحن بحاجة إلى العمل، ليس غدًا، بل اليوم.

نسأل الله أن يهدي قادتنا ويحفظ مجتمعنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى