2024-08-11
في حادثة أخرى مثيرة للقلق تكشف عن تراخي الهند في التعامل مع المواد المشعة، ألقت الشرطة في بيهار القبض على ثلاثة أفراد في منطقة جوبالجانج، وصادرت 50 جرامًا من المادة المشعة الخطيرة والمكلفة للغاية “كاليفورنيوم”.
وبحسب كشمير للخدمات الإعلامية، فإن هذه المادة، الضرورية لبدء تشغيل المفاعلات النووية، وتحسين محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وعلاج السرطان، وحفر النفط، تقدر قيمتها بملايين الروبيات، مما يجعل حيازتها غير المشروعة مثيرة للقلق العميق.
وقد جرت الاعتقالات في منطقة بالثاري التابعة لمركز شرطة كوتشيكوت في منطقة جوبالجانج، بعد ورود معلومات.
وإلى جانب الكاليفورنيوم، تم أيضًا العثور على أربعة هواتف محمولة. وقد أخطرت شرطة جوبالجانج إدارة الطاقة الذرية واستدعت خبراء الطب الشرعي لفحص المواد المشعة.
ومع ذلك، فإن هذه الحادثة تسلط الضوء بشكل أكبر على فشل الهند المثير للقلق في منع التجارة غير المشروعة وسوء التعامل مع المواد الخطرة.
ورغم أن الشرطة سجلت قضية ضد المتهمين، فإن العواقب الأوسع نطاقاً لهذه القضية مقلقة للغاية.
ذلك أن البيئة التنظيمية المتساهلة في الهند لا تزال تعرض المواد الخطرة للتجارة غير المشروعة،
الأمر الذي يثير شكوكاً خطيرة حول قدرة نيودلهي على تأمين المواد المشعة وإدارتها على نحو مسؤول.
وبما أن الهند تواجه خروقات متكررة للسلامة الإشعاعية، فإن هذه الحادثة لابد وأن تكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي.
ذلك أن عجز نيودلهي عن تنظيم وحماية المواد الحيوية على نحو فعال لا يعرض مواطنيها للخطر فحسب،
بل ويشكل أيضاً تهديداً كبيراً للسلامة العالمية.
سمعة الهند النووية معرضة للخطر
والواقع أن سمعة الهند كدولة نووية مسؤولة أصبحت معرضة للخطر على نحو متزايد، والعواقب المحتملة المترتبة على سوء التعامل مع المواد المشعة وخيمة.
فضلاً عن ذلك فإن السرقات المتكررة للمواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصب والمعدات الحيوية، أثارت مخاوف جدية بشأن أمن الترسانة النووية الهندية وأنظمة القيادة والتحكم فيها.
والواقع أن مصادرة المواد المشعة مؤخراً في بيهار، إلى جانب سرقة سابقة من منشأة دابا النووية في مومباي، تثير تساؤلات حول صمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية.
وتؤكد هذه الحوادث على المخاوف المتزايدة بشأن قدرة الهند على حماية أصولها النووية على نحو فعّال، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تآكل الثقة في إطار الأمن النووي.
