
لماذا تقتل الهند مسلمي كشمير؟.. السؤال إجابته معروفة سلفًا، كون الهند تسعى للقضاء على المسلمين حتى يتسنى لها أن يقرر الهندوس مصير الولاية.
فبقتل المسلمين في الولاية المحتلة، أو تهجيرهم إلى باكستان، وتكثيف هجرة الهندوس إلى الولاية، يؤدي ذلك إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح الهندوس.
وعند هذا الوضع يسهل لحكومة الهند المتطرفة السيطرة على الولاية، والانتهاء من صداع طالما يؤرق الهندوس منذ العام 1947.
حيث كانت كشمير موضع توتر للهند حتى قبل الاستقلال عن بريطانيا عام 1947.
لماذا يقتل الهندوس مسلمي كشمير؟ pic.twitter.com/yJgTwSDBT9
— سمير حسين زعقوق (@abozakok) January 24, 2023
كشمير حرة في اختيار
وبموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون استقلال الهند، كان لدى كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلى الهند أو باكستان.
واختار وقتها حاكمها «هاري سينغ»، الهند، التي دخلت الحرب عام 1947 لاحتلال كامل الولاية،
إلا أن الكشميريون خاضوا مقاومة من النوع الثقيل على عسكر الهندوس، فاضطرت الهند إلى اللجوء لمجلس الأمن.
لمَ كل هذا الاضطراب في الهند؟
معظم سكان الإقليم في كشمير لا يحبذون العيش تحت إدارة الهند، بل يفضلون الاستقلال أو الاتحاد مع باكستان.
ويشكل المسلمون في ولاية جامو وكشمير المحتلة، أكثر من 80 في المائة من نسبة السكان، مما يجعلها الولاية الوحيدة داخل الهند ذات الغالبية المسلمة.
وأدى تفاقم المشكلة إلى ارتفاع معدلات البطالة والشكاوى من انتهاكات حقوق الإنسان من قبل قوات الأمن، التي تواجه المتظاهرين والمتمردين في الشوارع.
استشهاد «برهان واني» يشعل المقاومة من جديد
وبدأت المقاومة بالظهور في الولاية منذ عام 1989، وتجددت في عام 2016 بعد استشهاد المجاهد «برهان واني»، الذي كان يبلغ من العمر 22 عاماً،
وكانت له شعبية واسعة بين جيل الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبر على نطاق واسع أنه وراء حالة المقاومة الشرسة في المنطقة.
ومنذ ذلك الحين، اشتدت المقاومة في الولاية، وخاصة بعد أن استشهاد نحو ثلاثين كشميريًا
كانوا قد حضروا جنازة «برهان واني» في مسقط رأسه، سريناغار في أعقاب اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن.
وفي عام 2018، استُشهد أكثر من 500 كشميري مدني، وكان ذلك أعلى عدد من الضحايا خلال عقد من الزمن.
هل هناك بريق أمل للسلام؟
في عام 2003، وافقت الهند وباكستان على وقف إطلاق النار بعد سنوات طويلة من الصراع الدموي، على طول الحدود الفعلية بين البلدين، والمعروفة باسم خط المراقبة.
ووعدت باكستان لاحقاً بوقف تمويل المتمردين في الإقليم إذا ما عفت الهند عنهم في حال تخليهم عن التشدد.
وفي عام 2014، جاءت حكومة هندية جديدة إلى السلطة،
وأقرت القيام بإجراءات متشددة ضد باكستان، وفي الوقت نفسه أبدت استعدادها للخوض في محادثات سلام.
وحضر نواز شريف، رئيس وزراء باكستان آنذاك، مراسم أداء اليمين الدستورية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في دلهي.
لكن بعد مرور عام، ألقت الهند باللائمة على أن هناك جماعات تتخذ من باكستان مقرا لها، شنت هجومًا على قاعدتها الجوية في باثانكوت بولاية شمال البنجاب.
وألغى مودي زيارة كانت مقررة وقتها إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد،
لعقد قمة إقليمية في عام 2017. ومنذ ذلك الحين، لم يحدث أي تقدم في المحادثات بين الجارتين.
العودة إلى المربع صفر
كان عام 2016 عاماً مليئاً بالصراعات وحالات العنف في إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية، وتراجعت آمال تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وفي عام 2018، انسحب حزب «بهارتيا جاناتا» الذي كان يتزعمه مودي من حكومة ائتلافية يديرها «حزب الشعب الديمقراطي».
ومنذ ذلك الحين، يخضع القسم الهندي من كشمير لحكم مباشر من دلهي، مما أدى إلى زيادة التوتر بين البلدين.
وفي 26 فبراير شنت الهند غارات جوية على الأراضي الباكستانية التي قالت إنها استهدفت قواعد للمتشددين.
ونفت باكستان أن تكون الغارات قد تسببت في أي أضرار أو إصابات كبيرة، لكنها وعدت بالرد.
وفي اليوم التالي، قالت إنها أسقطت طائرتين تابعتين للقوات الجوية الهندية في مجالها الجوي.
تسلسل زمني للتوتر بين الهند وباكستان
أول حرب بين الهند وباكستان
في أكتوبر 1947، أول حرب بين الهند وباكستان حول كشمير بعد شهرين فقط من استقلالهما عن بريطانيا.
أغسطس 1965، خاض البلدان حرباً قصيرة لكن مريرة حول كشمير.
ديسمبر 1971، دعمت الهند حرباً في باكستان الشرقية التي كانت تسعى للاستقلال، وانتهت بإنشاء بنغلاديش.
مايو 1999، حاول جنود باكستانيون ومقاتلون التسلل إلى مواقع هندية عسكرية في جبال كارجيل، لكن الهند ردت بغارات جوية وبرية ونجحت بطردهم منها.
أكتوبر 2001، أدى هجوم مدمر من قبل باكستان على مجلس الولاية في إقليم كشمير الخاضع للهند إلى مقتل 38 شخصاً،
وبعد شهرين، تسبب هجوم ثانٍ على البرلمان الهندي في دلهي في بمقتل 14 شخصاً.
نوفمبر 2008، أدت الهجمات المنظمة على محطة سكة الحديد الرئيسية في مومباي والفنادق الفاخرة والمركز الثقافي اليهودي إلى مقتل 166 شخصاً.
وألقت الهند باللائمة على جماعة “عسكر طيبة” التي تتخذ من باكستان مقرا لها.
حقبة حزب بهارتيا جاناتا
يناير2016، أدى الهجوم الذي استمر مدة أربعة أيام على القاعدة الجوية الهندية في باثانكوت إلى مقتل سبعة جنود هنود وستة مسلحين.
سبتمبر 2016
18 سبتمبر 2016، هجوم على قاعدة للجيش الهندي في أوري في كشمير (الجزء التابع للإدارة الهندية) أسفر عن مقتل 19 جنديا.
30 سبتمبر 2016، قالت الهند إنها نفذت ضربات على المسلحين في كشمير (الجزء التابع للإدارة الباكستانية)، لكن الأخيرة نفت حدوث أي ضربات.
6 أكتوبر، الجيش الهندي يطلق النار على ثلاثة مسلحين مشتبه بهم ويرديهم قتلى أثناء محاولتهم دخول معسكر للجيش في شمال كشمير.
نوفمبر 2016،
منظمة هيومن رايتس ووتش تدعو إلى وضع حد لحرق المدارس في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية،
بعدما وصل إجمالي الحرائق المضرمة منذ اندلاع موجة الاضطرابات المؤيدة للانفصاليين في يوليو إلى 25 حريقا.
نوفمبر 2016، إجلاء آلاف القرويين في كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان بعد تصاعد العنف،
عقب مقتل سبعة جنود باكستانيين في تبادل لإطلاق النار بين الهند وباكستان على طول خط التماس.
مايو 2017، الآلاف يتحدّون حظر التجول في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية لحضور جنازة قائد المقاتلين صابزار أحمد بهات.
يوليو 2017
اندلعت اشتباكات عنيفة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية في ذكرى وفاة القائد المقاتلين برهان واني.
مسلحون يهاجمون الحجاج الهندوس، مما أسفر عن مقتل سبعة على الأقل وإصابة 16، في أسوأ هجوم من نوعه منذ عام 2000.
تجريد كشمير المحتلة من الوضع الخاص
أغسطس 2019
الحكومة الهندية تجرد ولاية جامو وكشمير من الوضع الخاص الذي منحها استقلالية كبيرة.
أغسطس 2020،
فرض حظر التجول في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية تحسباً للاحتجاجات قبل 5 أغسطس،
وهو اليوم الذي جردت فيه الحكومة ولاية جامو وكشمير من وضعها الخاص.
أكتوبر 2021،
الجيش الهندي يعلن عن مقتل خمسة من أفراده برصاص مسلحين مشتبه بهم في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية.