
نظم مركز الشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الدراسات الاستراتيجية بإسلام آباد، بالتعاون مع السفارة الإيرانية، ندوة بعنوان «العلاقات الباكستانية الإيرانية: آفاق التجارة والاتصال».
أدارت الندوة السيدة أمينة خان، مديرة مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتحدث في الندوة السفير سهيل محمود، المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية؛ والسفير رضا أميري مقدم، سفير إيران في باكستان؛ والسفير مدثر تيبو، سفير باكستان في إيران؛ والسيد حمزة ساروش، نائب الرئيس الأول السابق لغرفة تجارة راولبندي؛ والسيد دامانباك جامي، زميل أول في معهد الدراسات السياسية والدولية، إيران؛ والدكتور نذير حسين، عضو مجلس إدارة المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، كولومبو-سريلانكا. وكان المتحدث الرئيسي في هذه المناسبة هو السفير رفعت مسعود، سفير باكستان السابق في إيران.
الاستفادة من القرب الجغرافي
أكد السفير سهيل محمود، المدير العام للمعهد الباكستاني للصناعات الأساسية، على الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية العميقة بين باكستان وإيران،
وسلط الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من القرب الجغرافي في بناء شراكة اقتصادية دائمة.
وأشار إلى التقدم الكبير الذي تحقق منذ عام 2021، بما في ذلك تشغيل سوق الحدود، والتعاون في مجال الطاقة من خلال خط نقل بولان-جابد، وتوسيع تجارة المقايضة،
إلى جانب الالتزامات التي تم التعهد بها خلال زيارة الرئيس رئيسي عام 2024، مثل هدف التجارة البالغ 10 مليارات دولار،
وتسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، والمناطق الاقتصادية الحرة.
كما أكد على أهمية الاستفادة من المنصات الإقليمية مثل منظمة التعاون الاقتصادي، ومجموعة الدول الثماني النامية، ومنظمة شنغهاي للتعاون،
ومبادرة الحزام والطريق لتعزيز التجارة وتطوير البنية التحتية، وخاصة من خلال التعاون بين ميناء جوادر وجابهار.
وبينما أقر بالتحديات، بما في ذلك العقوبات والتجارة غير الرسمية والقيود اللوجستية، دعا إلى تعزيز البنية التحتية الحدودية،
وإضفاء الطابع الرسمي على شبكات التجارة، واستكشاف آليات مالية بديلة.
وأكد على تحول باكستان إلى نهج جيواقتصادي، وشدد على أن الحوار المستدام والمبادرات السياسية المستهدفة يمكن أن تحول التحديات إلى فرص،
مما يعزز منطقة أكثر تكاملا وازدهارا واستقرارا.
التحديات الرئيسية
وفي كلمتها الرئيسية، سلطت السفيرة رفعت مسعود الضوء على التحديات الرئيسية،
بما في ذلك اختلال التوازن التجاري، والعقوبات الأمريكية، والمعابر الحدودية المحدودة،
مع الإشارة إلى التنافس الإقليمي والعلاقات التجارية المتوسعة بين الهند وإيران.
وعلى الرغم من هذه العقبات، سلطت الضوء على التطورات الإيجابية مثل 39 مذكرة تفاهم، وإحياء قطار ITI، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة.
وحثت على تعزيز أمن الحدود، وتعزيز الثقة المتبادلة، وتعزيز مشاريع مثل جوادر تشابهار ومبادرة الحزام والطريق لإطلاق العنان لإمكانات التجارة الكاملة.
مشاريع الطاقة الرئيسية
وسلطت السيدة أمينة خان الضوء على هدف التجارة البالغ 10 مليارات دولار ومشاريع الطاقة الرئيسية باعتبارها خطوات مهمة في تعزيز العلاقات.
وفي حين لا تزال التحديات قائمة، أكدت أن المشاركة المنظمة والاحترام المتبادل يوفران أساسًا قويًا لشراكة مرنة ودائمة.
وأكد السفير رضا أميري مقدم على أهمية التجارة والاتصال باعتبارهما مفتاح النمو الاقتصادي، مشددًا على الحاجة إلى الاستثمار في ممرات العبور.
وأشار إلى الموقع الاستراتيجي لباكستان وإيران كجسور تجارية بين آسيا وأوروبا، ودعا إلى إزالة الحواجز البيروقراطية، وتعزيز البنية الأساسية للنقل، وتعميق التعاون.
كما قدم تحديثًا حول مجموعة من المبادرات الثنائية بما في ذلك فتح المعابر الحدودية،
وإنشاء أسواق إمدادات حدودية، وأهداف جديدة للتجارة الثنائية، وخيارات ممكنة للاتصال بين إيران وباكستان.
وسلط السفير مدثر تيبو الضوء على الإمكانات التجارية المتنامية بين باكستان وإيران، وخاصة في مجال الزراعة وتطوير البنية الأساسية.
وأكد على ضرورة توقيع اتفاقية التجارة الحرة، وتحسين مرافق الحدود، وتعزيز المشاركة التجارية.
وشدد السيد حمزة ساروش على الحاجة إلى علاقات أقوى بين الشركات، مشيرًا إلى أنه على الرغم من القرب الجغرافي والتكامل الاقتصادي، فإن التجارة الرسمية تظل محدودة.
وحث كلا البلدين على تبسيط سياسات التجارة، وتعزيز القنوات المصرفية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص.
وأشار السيد دامانباك جامي إلى أن القرب الجغرافي بين باكستان وإيران يوفر ميزة تجارية طبيعية،
وقال إن بندر عباس يمكن ربطها بجابهار وجوادار، مما يعزز الاتصال الإقليمي ويمهد الطريق لشراكة استراتيجية بين البلدين.
وأكد الدكتور نذير أنه يجب النظر إلى جوادار وجابهار باعتبارهما مركزين متكاملين لتعزيز الاتصال الإقليمي بين جنوب وغرب آسيا.
كما أكد على أهمية تعزيز التفاعل بين مجتمعات الأعمال وكذلك زيادة التبادلات بين الناس.