السيد مالك يكتب: الكشميريون ينتظرون حقهم في تقرير المصير
القرار أصدرته الأمم المتحدة في 05 يناير 1949

2024-01-11

يواصل شعب جامو وكشمير المحتلة نضاله البطولي من أجل ضمان حقه المعترف به دوليا في تقرير المصير على مدى العقود السبعة الماضية.
لقد أخضعتهم الهند لأسوأ إرهاب دولة لتحدي قبضتها غير القانونية على وطنهم طوال هذه الفترة.
ومن المؤسف تماما أن المجتمع الدولي فشل فشلا ذريعا في الوفاء بوعوده التي قطعها لهم فيما يتعلق بحل نزاع كشمير وفقا لتطلعاتهم.
وحتى الهيئة المهيبة في العالم، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم تتمكن من تنفيذ قراراتها بشأن كشمير التي تم تبنيها قبل عدة عقود من الزمن.
حق تقرير المصير
في 05 يناير 1949، أصدرت لجنة الأمم المتحدة للهند وباكستان (UNCIP) قرارًا مهمًا يعترف بحق تقرير المصير لشعب جامو وكشمير.
ومنذ ذلك الحين، يحتفل الكشميريون على جانبي خط السيطرة وفي جميع أنحاء العالم بيوم 05 يناير باعتباره الحق في تقرير المصير.
ويهدف هذا الاحتفال إلى تذكير المجتمع الدولي بأن قرارات الأمم المتحدة بشأن كشمير لا تزال دون تنفيذ حتى بعد مرور عدة عقود.
احتلال كشمير
وكانت الهند قد غزت جامو وكشمير في 27 أكتوبر عام 1947 واحتلتها ووقفت ضد تطلعات الكشميريين، مما أدى إلى نشوء نزاع كشمير.
قاوم شعب جامو وكشمير هذا الغزو بقوة وأطلقوا حركة لتحرير وطنهم من النير الهندي.
وقد أجبرت صمودهم الهند على طلب المساعدة من المجتمع الدولي لتسوية نزاع كشمير.
شعرت الهند بهزيمة مذلة لقواتها المسلحة، فتوجهت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 1 يناير 1948، طالبة مساعدته في حل النزاع.
وقد أبطلت الهيئة العالمية في قراراتها المتعاقبة الغزو الهندي، ودعت إلى تسوية النزاع سلمياً.
إجراء استفتاء محايد بإشراف الأمم المتحدة
يحمل القرار الصادر في 05 يناير الذي اعتمدته لجنة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أهمية كبيرة
لأنه ينص على أن مسألة انضمام جامو وكشمير إما إلى الهند أو باكستان سوف يقررها الشعب الكشميري من خلال ممارسة حقه في تقرير المصير بطريقة حرة.
وإجراء استفتاء محايد تحت إشراف الهيئة العالمية.
وعلى الرغم من قبول هذا القرار، فإن الهند تطبق كل الأساليب الوحشية في كشمير المحتلة
لترهيب الكشميريين ومواصلة احتلالها غير القانوني لجامو وكشمير.
إلغاء الوضع الخاص لكشمير
في 05 أغسطس 2019، ألغت الحكومة الهندية الفاشية بقيادة ناريندرا مودي الوضع الخاص للأراضي المحتلة،
وضمتها بشكل غير قانوني وغير دستوري إلى الهند ووضعتها تحت حصار عسكري وشرطي صارم.
ومنذ ذلك الحين، كثفت القوات الهندية إرهاب الدولة في إقليم كشمير الإسلامي لإجبار الكشميريين على الاستسلام.
مقتل نصف مليون كشميري
أدى استمرار إرهاب الدولة الهندية منذ عام 1947 إلى مقتل حوالي 500 ألف كشميري،
واعتقال وإصابة مئات الآلاف، واختفاء آلاف آخرين في الحجز.
ومع ذلك، فإن أسوأ أنواع الأعمال الوحشية الهندية فشلت في إخضاع مشاعر الحرية لدى الشعب الكشميري،
وهم ملتزمون بأخذ حركتهم المستمرة من أجل الحرية إلى نهايتها المنطقية بأي ثمن.
لا يمكن إنكار حقيقة أن الأمم المتحدة لعبت دورًا مهمًا في تسوية العديد من النزاعات الدولية بما في ذلك تيمور الشرقية وكوسوفو وجنوب السودان.
ومع ذلك، فقد فشلت تمامًا في الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بحل نزاع كشمير الذي طال أمده، مما أدى إلى استمرار معاناة شعب جامو وكشمير.
وبتشجيع من الصمت الإجرامي الذي تبناه المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن أعمالها الوحشية في كشمير المحتلة،
تواصل نيودلهي إيذاء الكشميريين لمطالبتهم بحقوقهم المشروعة بما في ذلك الحق في تقرير المصير.
ويجب على الأمم المتحدة أن تتخذ خطوات عملية دون أي إضاعة للوقت لتنفيذ قراراتها لتسوية نزاع كشمير
وفقا لرغبات الشعب الكشميري لإنقاذه من إرهاب الدولة الهندية وضمان السلام والاستقرار الدائمين في جنوب آسيا.
ويتعين عليها أن تفي بمسؤولياتها عاجلاً وليس آجلاً لإنقاذ المنطقة من الكارثة،
حيث أن النزاع في كشمير يشمل قوتين نوويتين ـ باكستان والهند.
خلفية حق الكشميريين في يوم تقرير المصير
ويعتبر الخامس من يناير يوما مهما في نضال الشعب الكشميري من أجل تقرير المصير.
في مثل الخامس من يناير عام 1949، اعتمدت «لجنة الأمم المتحدة للهند وباكستان» قرارًا يدعو إلى إجراء استفتاء حر وعادل في جامو وكشمير.
تم إنشاء «لجنة الأمم المتحدة للهند وباكستان» بموافقة كل من الهند وباكستان وتم الاتفاق على القرار الصادر في 5 يناير 1949 وقبله كلا البلدين.
ولذلك، فقد أرسى القرار الأساس القانوني لحق شعب جامو وكشمير في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر ونزيه ونزيه.
ولهذا السبب يحتفل شعب جامو وكشمير بيوم 5 يناير باعتباره «يوم الحق في تقرير المصير».
ومن الجدير بالذكر أن الهند هي التي رفعت الأمر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأول من يناير عام 1948،
بعد أن قاوم شعب جامو وكشمير بشدة احتلالها غير القانوني لأراضيهم في أكتوبر عام 1947.
وشعرت بالهزيمة المذلة في أعقاب وفي ظل الحركة القوية التي أطلقها الكشميريون،
طلبت الهند تدخل الهيئة العالمية لوقف إطلاق النار.
قرارات متتالية أبطلت الغزو الهندي
وأدى ذلك إلى صدور قرارات متتالية من الأمم المتحدة في أبريل وأغسطس 1948 أبطلت الغزو الهندي،
ودعت إلى وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية وتسوية النزاع سلميا وفقا لإرادة شعب ولاية جامو وكشمير.
إن القرار الصادر في 5 يناير 1949، الذي اعتمدته لجنة الأمم المتحدة لبناء السلام في الهند، له أهمية كبيرة
لأنه ينص على أن مسألة انضمام جامو وكشمير إما إلى الهند أو باكستان سوف يقررها الشعب الكشميري
من خلال ممارسة حقه في تقرير المصير في استفتاء حر ونزيه يجرى تحت إشراف الأمم المتحدة.
وكانت الهند وباكستان قد اتفقتا مسبقا على قبول هذا القرار.