سلايدرطريق الحرير

باكستان وتركيا وأذربيجان تتعهد بتعزيز العلاقات من أجل الرخاء المتبادل

تعهدت باكستان وتركيا وأذربيجان بمواصلة تعزيز العلاقات التاريخية العميقة الجذور فيما بينهم من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة لشعوبهم والسلام والازدهار في المنطقة.

تم التوصل إلى هذا التفاهم خلال القمة الثلاثية بين باكستان وتركيا وأذربيجان التي عقدت اليوم في لاتشين بأذربيجان.

وفي كلمته أمام القمة، دعا رئيس الوزراء محمد شهباز شريف إلى الاستفادة من روح العلاقة التي ثبتت فعاليتها بين الدول الثلاث للمضي قدمًا بشكل جماعي في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقال إن باكستان تتطلع بشغف إلى رفع هذه العلاقات الثلاثية إلى آفاق جديدة.

وقال رئيس الوزراء إن قوتنا تكمن في تضامننا حيث وقفت الدول الثلاث إلى جانب بعضها البعض في الآونة الأخيرة سواء بشأن قضايا كاراباخ أو كشمير أو شمال قبرص.

قال إن باكستان محظوظة بوجود أشقاء مثل أذربيجان وتركيا، اللتين لطالما وقفتا إلى جانبنا كالصخرة المنيعة، ويمكننا أن نثق بهما دون تردد. وأضاف أننا متحدون في السلام والعدالة والأخلاق.

قال شهباز شريف إنه في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات كالنزاعات المسلحة وتغير المناخ والأمراض والأزمات الاقتصادية، فإننا نختار هنا التعاطف ونرفض الصراع. وأضاف أن الصبر والحكمة سيقودان في نهاية المطاف إلى السلام والازدهار.

وفي معرض إشارته إلى التوتر الأخير بين الهند وباكستان، قال شهباز شريف إن الهند لم تفشل فقط في تقديم أي دليل موثوق ضد باكستان، بل رفضت أيضًا عرضنا الصادق للغاية بإجراء تحقيق دولي محايد وشفاف في حادثة بَهَلْجام.

وأعرب شهباز شريف عن امتنانه لرئيسي تركيا وأذربيجان وشعبي البلدين على دعمهم وتضامنهم مع باكستان خلال تلك الفترة.

وأشاد بدور المشير سيد عاصم منير الذي قاد القوات المسلحة الباكستانية بشجاعة واحترافية مثالية خلال العدوان الهندي على باكستان.

قال شهباز شريف إن الهند حاولت استغلال معاهدة مياه نهر السند كسلاح، وهددت بوقف تدفق المياه إلى باكستان. وأضاف أن هذا لم ولن يكون ممكنًا.

أكد بشدة أن باكستان ستواصل العمل من أجل السلام.

وشدد على ضرورة حل جميع القضايا العالقة مع الهند، بما في ذلك نزاع جامو وكشمير، عبر الحوار ووفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وفيما يتعلق بالإرهاب، قال شهباز شريف إنه إذا كانت الهند تريد التحدث مع باكستان بشأن مكافحة الإرهاب بصدق، فإن باكستان ستكون على استعداد لذلك.

وقال إنه من المؤكد أن باكستان هي الضحية الأكبر للإرهاب في العالم ولا يمكن أن يكون هناك التزام وعزيمة أكبر للتغلب على خطر الإرهاب مما لدى باكستان.

وفي كلمته أمام القمة، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إننا نهدف إلى تحقيق الأهداف المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والطاقة والاستثمار المتبادل والنقل والدفاع والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وجميع القطاعات التي توجد فيها فرص لتعزيز تعاوننا من خلال المشاريع المشتركة.

وأعلن أن أذربيجان تخطط لاستثمار ملياري دولار في الاقتصاد الباكستاني.

وقال الرئيس الأذربيجاني إننا نريد تعزيز التعاون مع باكستان في صناعة الدفاع لأن هناك إمكانات كبيرة لذلك،

وستضمن مشاريعنا العسكرية المشتركة ومناوراتنا وتعاوننا الدفاعي السلام والاستقرار في جميع أنحاء جغرافيتنا الشاسعة.

وأكد أيضًا على ضرورة توسيع التعاون الأكاديمي والثقافي.

وفي كلمته بهذه المناسبة، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بباكستان لإظهارها الحكمة خلال التوتر مع الهند.

أعرب عن ارتياح تركيا لوقف إطلاق النار بين باكستان والهند، وأملها في أن يتطور إلى سلام دائم. وأكد استعداد تركيا لتقديم كل ما في وسعها لتحقيق ذلك.

وفي إشارة إلى انجراف النظام الدولي نحو أزمة الشرعية، أشار الرئيس التركي إلى قسوة إسرائيل المتواصلة وسياساتها التوسعية في فلسطين.

ودعا العالم أجمع إلى زيادة الضغط على إسرائيل لتثبيت وقف إطلاق النار الدائم في غزة.

وحول التعاون الثلاثي بين باكستان وتركيا وأذربيجان، قال الرئيس التركي إن الدول الثلاث ستعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على تعاونها من خلال عقد قمم ثلاثية منتظمة واجتماعات وزارية.

وقال إننا سنعمل على تعميق تعاوننا في مجال الدفاع وسنحافظ على التزامنا المشترك بمكافحة الإرهاب.

وأشار أيضًا إلى اتخاذ خطوات مشتركة لتسهيل التجارة وتشجيع الاستثمار والتحول الرقمي.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى