
قال مسؤولون اليوم السبت إن 5 أشخاص بينهم مسؤول إداري كبير أصيبوا بعد أن أطلق مسلحون مجهولون النار على قافلة مساعدات كانت في طريقها إلى منطقة باكستانية مضطربة شهدت اشتباكات طائفية في الأسابيع الأخيرة.
وتهز اشتباكات قبلية وطائفية منطقة كورام الواقعة في شمال غرب البلاد والتي يسكنها نحو 600 ألف شخص في إقليم خيبر بختونخوا منذ 21 نوفمبر عندما هاجم مسلحون قافلة ركاب شيعة مما أسفر عن مقتل 52 شخصا.
وأثار الهجوم المزيد من العنف وإغلاق طريق رئيسي يربط بلدة باراتشينار الرئيسية في كورام بالعاصمة الإقليمية بيشاور
مما تسبب في نقص في الأدوية والغذاء والوقود في المنطقة حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 136 شخصا.
وقع الهجوم المسلح في منطقة متوترة
ووقع الهجوم المسلح اليوم السبت بالقرب من باجان وهي منطقة متوترة في وسط المنطقة حيث قاد نائب مفوض الشرطة جافيد الله محسود ومسؤولون آخرون قافلة مساعدات إلى كورام مما أسفر عن إصابة كبار المسؤولين وأربعة من رجال الأمن.
وقال محمد علي سيف المتحدث باسم حكومة إقليم خيبر بختونخوا “تم نقل نائب المفوض من مستشفى عليزاي إلى مستشفى تال سي إم إتش العسكري المشترك”.
وأضاف “لا تزال عملية نائب المفوض جارية، لكن حالته ليست خطيرة”.
وقال رياض خان المتحدث باسم شرطة كورام إن الهجوم أدى إلى إصابة محسود وحارسه وثلاثة أعضاء من قوة شبه عسكرية تابعة لحرس الحدود.
وقال مسؤول الشرطة “أصيب نائب المفوض بطلق ناري في ساقيه وكتفه”.
وكان محسود يقود قافلة من 17 شاحنة كانت تحمل خيامًا وبطانيات ومستلزمات طبية وقماشًا مشمعًا ومصابيح شمسية وأكياس نوم.
وقال سيف توقفت القافلة مؤقتًا. عملية التطهير جارية، وسيتم إرسال القافلة إلى كورام قريبًا.
وكانت السلطات الإقليمية قد أسقطت في السابق مواد إغاثة جواً ونقلت مرضى ومصابين من كورام إلى بيشاور عبر طائرات الهليكوبتر.
التوصل إلى اتفاق سلام
ويأتي الهجوم المسلح الذي وقع يوم السبت بعد أيام من نجاح مجلس شيوخ القبائل الذي شكلته حكومة إقليم خيبر بختونخوا في التوصل إلى اتفاق سلام بين القبائل الشيعية والسنية المتحاربة، بعد أسابيع من الجهود.
وبموجب اتفاق السلام الذي تم توقيعه يوم الأربعاء، اتفق الجانبان على هدم المخابئ وتسليم الأسلحة الثقيلة للسلطات في غضون أسبوعين،
ولكن الهجوم على قافلة المساعدات ألقى بظلاله مرة أخرى على السلام في المنطقة المضطربة.
وقال سيف: الوضع تحت السيطرة والأمن في حالة تأهب قصوى.
وستعمل الحكومة على استعادة السلام في المنطقة بأي ثمن،
وحث الجانبين السني والشيعي على الحفاظ على السلام وعدم الوقوع فريسة «للمؤامرة».
وبموجب اتفاق السلام، فإن أي طرف يشن هجوما بعد توقيع الاتفاق سيعتبر “إرهابيا” وسيتم اتخاذ إجراءات ضده.
وتقول نقطة أخرى من الاتفاق إنه سيتم فرض غرامة قدرها 10 ملايين روبية (35933 دولارا) على أولئك الذين ينتهكون شروط الاتفاق باستخدام الأسلحة ضد بعضهم البعض.
تسوية النزاعات في المنطقة المضطربة
ووفقا لاتفاق السلام، سيتم تسوية النزاعات على الأراضي في المنطقة المضطربة على أساس الأولوية بالتعاون مع القبائل المحلية وإدارة المنطقة.
وسيتم حظر فتح مكاتب للجماعات المحظورة في المنطقة،
في حين سيتم تثبيط حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر الكراهية من خلال الجهود الجماعية المدعومة من الحكومة.
وأدان رئيس الوزراء شهباز شريف ورئيس وزراء ولاية خيبر بختونخوا علي أمين غاندابور حادث إطلاق النار بالقرب من باغان.
ونقلت وكالة أنباء شينخوا عن غاندابور قوله “إن الحادث محاولة متعمدة وشريرة ولكنها غير ناجحة لتخريب جهود السلام”.
وأضاف “ستواصل الحكومة الإقليمية، بالتعاون مع شيوخ المنطقة، جهودها حتى استعادة السلام الكامل في المنطقة”.