مقالات

طيبة برويز موغال تكتب: كشمير.. والإعلان العالمي لحقوق الإنسان

2023-12-16

طيبة برويز موغال

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948. ومنذ ذلك الحين، ظل الإعلان بمثابة منارة للأمل، تبشر بعالم يتمتع فيه الناس بكرامتهم المتأصلة وحرياتهم الأساسية وحمايتهم. من العنف.

يعد الإعلان وثيقة مقبولة دوليًا حيث اعتمدت العديد من الدول الأحكام ضمن أطرها الدستورية الخاصة. ويمنعهم من انتهاك أي من حقوق الإنسان الأساسية.

الحرية والعدالة والمساواة والكرامة

وكان المقصود من المبادئ الأساسية للإعلان، والتي تضمنت الحرية والعدالة والمساواة والكرامة، أن تفتح الباب أمام مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا. لكن بعد 75 عاماً، لا يزال الواقع بعيداً عن المُثُل التي تضمنها الإعلان.

لا يزال العالم يعاني من صراعات تتسم في كثير من الأحيان بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وهي ليست مجرد نتيجة ثانوية للحرب ولكنها محورية في طبيعة الصراع.

ولا يزال انتشار التطهير العرقي والفصل العنصري والإرهاب الذي ترعاه الدولة والاحتلال غير القانوني للأراضي يزيد من المعاناة الإنسانية.

إن هذا الواقع المرير يشكك في فعالية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي التزام المجتمع الدولي بدعم مبادئه.

الذكرى الخامسة والسبعين

بينما يحتفل العالم بالذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تظل محنة الأبرياء في ولاية جامو وكشمير المحتلة وصمة عار صارخة على ضمير الإنسانية.

وفي خضم اللامبالاة العالمية، يجد شعب كشمير نفسه بلا صوت ومنسيًا.

إن الاحتلال غير القانوني لكشمير من قبل الحكومة الهندية لأكثر من سبعة عقود ينتهك مواد متعددة من حقوق الإنسان الأساسية الثلاثين المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

توفر هذه المواد الثلاثين الحقوق الأساسية في الهوية، وتكوين الجمعيات، والبقاء، والحركة، وحرية التعبير،

والشعور بالأمان، والمساواة أمام القانون وحماية القانون. لأكثر من سبعة عقود، دأبت الحكومة الهندية على انتهاك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان دون عقاب.

سلطت الأمم المتحدة في تقريرها لعام 2018 الضوء على أن الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان وتوفير العدالة هما التحديات الرئيسية في كشمير المحتلة.

القوانين سيئة السمعة

إن القوانين الصارمة في الولاية، مثل قوانين السلامة العامة لجامو وكشمير (1978) والتي تمكن حكومة الولاية من احتجاز شخص دون محاكمة لمدة عامين،

وقانون السلطة الخاصة للقوات المسلحة (1990)، وغيرها الكثير قد خلقت هياكل عرقلة المسار الطبيعي للقانون وعرقلة المساءلة.

تنص المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على الحق في العيش في حرية وأمان لكل فرد في العالم،

لكن قوات الاحتلال الهندية في كشمير المحتلة تواصل قتل المدنيين الأبرياء بشكل غير قانوني.

ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة حول كشمير في عام 2019، قتلت قوات الاحتلال الهندية 305 مدنيين في الفترة من يوليو 2016 إلى أبريل 2019.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أنها تستهدف الأطفال والنساء بالأسلحة الكيميائية وبنادق الرش.

إن الأسلحة المستخدمة ضد المدنيين العزل خطيرة للغاية، واستخدامها يشكل انتهاكًا واضحًا للمادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

التعذيب المنهجي

ويشكل التعذيب المنهجي، بما في ذلك 11,170 حالة اغتصاب تم الإبلاغ عنها، انتهاكًا واضحًا للمادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،

التي تنص على الحق في عدم التعرض للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية.

إن فرض حظر التجول بعد إلغاء المادتين 370 و35 أ يخالف المادة 13 التي تنص على الحق في حرية التنقل.

علاوة على ذلك، فإن التحول القسري لسكان كشمير وتدمير المساجد، وقطع الاتصالات، والقيود المفروضة على حقوق التجمع وتكوين الجمعيات،

يعد انتهاكًا واضحًا للمواد 18 و19 و20 و21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،

مما يشكل تهديدًا مباشرًا للنظام الديمقراطي في البلاد. -أعلنت أكبر ديمقراطية في العالم.

ضرورة وضع حد للإفلات من العقاب

وبينما تغض الحكومة الهندية الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان الطويلة الأمد والمتفشية في كشمير،

يؤكد أكار باتيل، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الهند، على ضرورة وضع حد للإفلات من العقاب الذي يتم من خلاله تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان هذه بشكل منهجي.

وأصر على خلق مجتمع شامل وآمن بدلا من إدامة فكرة زائفة عن الحياة الطبيعية.

وذكر باتيل، لم يفت الأوان بعد بالنسبة لحكومة الهند لاتخاذ خطوات هادفة نحو إنشاء مجتمع شامل وآمن بدلاً من الترويج لفكرة زائفة عن الحياة الطبيعية في المنطقة والتشجيع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

وحتى ذلك الحين، فإن الفشل التاريخي للحكومة الهندية في حماية شعب كشمير سيستمر في تغذية هذه الدورة التي لا تنتهي من الانتهاكات والإفلات من العقاب.

العنف المتزايد على الكشميريين

كما رفع بعض الأعضاء البارزين الآخرين في الجالية الهندية أصواتهم ضد العنف المتزايد على الكشميريين من قبل حكومة ولايتهم. وأكدت مؤسسة مركز حقوق الإنسان والعدالة العالمية، جيتا ساهجال، على أن؛

«لدى الحكومة الهندية تاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير. ويجب أن تتوقف هذه الانتهاكات. إن شعب كشمير يستحق أن يعيش في سلام وأمن».

وعلى العموم، كان هناك صمت مطبق من جانب المجتمع الدولي بشأن هذه القضية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول انتقائية الدفاع عن حقوق الإنسان.

وبينما يتفاعل العالم بسرعة مع الانتهاكات في بعض المناطق، كما هو الحال في روسيا وأوكرانيا، يبدو أن معاناة الكشميريين لا تلقى آذاناً صاغية.

ويشير إلى فشل النظام الدولي في الوفاء بالتزاماته تجاه حقوق الإنسان.

ومع ذلك، فإن الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجب أن تكون بمثابة تذكير للحكومة الهندية والمجتمع الدولي بأن حقوق الإنسان ليست مجرد شعارات،

ولكنها مسؤولية مشتركة. إنه التزام أخلاقي على أبطال حقوق الإنسان أن يتجاوزوا اعتباراتهم السياسية وأن يعالجوا مظالم الشعب في كشمير.

لا يمكننا سد الفجوة بين الوعود والواقع القاسي لحقوق الإنسان إلا من خلال العمل الجماعي، والتحليل الدقيق،

والاستعراض الصادق للماضي، والالتزام المتجدد بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

هناك حاجة ماسة إلى تجاوز مجرد الكلام، وضمان أن هذه الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لا تمثل مجرد إحياء لذكرى الماضي،

بل لمستقبل حيث تصبح حقوق الإنسان حقيقة واقعة للجميع.

الكاتبة يسعى طالبة ماجستير في دراسات السلام والصراع وباحث مشارك في معهد كشمير للعلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى