هجوم باهالجام: الهند ممزقة بين الاعتراف بالفشل الأمني أو إلقاء اللوم على باكستان
الرد المتأخر من جانب القوات الهندية يثير تساؤلات خطيرة

هجوم باهالجام في جامو وكشمير المحتلة، ترك الهند في حالة من الحيرة بشأن ما إذا كان عليها الاعتراف بوجود خلل أمني كبير أو اللجوء إلى تكتيكها المعتاد المتمثل في اتهام باكستان.
وبحسب كشمير للخدمات الإعلامية، فإنه في أعقاب إلغاء المادة 370، كانت الهند تصور بشكل زائف عودة إلى الوضع الطبيعي في الأراضي المحتلة.. وتضلل المجتمع الدولي من خلال روايات ملفقة على الرغم من حقيقة أن أكثر من مليون جندي هندي منتشر في المنطقة لإسكات أصوات الشعب الكشميري.
في حين تزعم الهند بشكل متكرر حدوث تسلل عبر خط السيطرة، فإن السؤال الرئيسي يظل قائما:
كيف يمكن للمتسللين المزعومين عبور المنطقة ذات التسليح الكثيف والوصول إلى باهالجام، على مسافة طويلة من خط السيطرة، دون اكتشافهم؟
أفاد شهود عيان أن المهاجمين نفذوا عمليتهم لمدة تقارب العشرين دقيقة، وحددوا هوية الأفراد بشكل انتقائي قبل إطلاق النار.
وقد أثار طول مدة الهجوم وغياب رد فوري من القوات الهندية مخاوف وشكوكًا جدية.
مرة أخرى، شنّت وسائل الإعلام الهندية، بتوجيهات من أجهزة الاستخبارات، حملةً متحيزةً ومضللةً، في محاولةٍ للتأثير على الرأي العام الدولي.
والجدير بالذكر أن مسلمًا كشميريًا قد لقي حتفه في الهجوم، إلا أن وسائل الإعلام الهندية -الموالية لنظام مودي- تجاهلت هذه الحقيقة تمامًا.
بعد دقائق من الحادث، بدأت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بوكالة الاستخبارات الهندية (RAW) -مثل «بابا بنارس»- بتوجيه أصابع الاتهام إلى باكستان وجماعة لشكر طيبة.
مع ذلك، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ولا يوجد دليل موثوق يربط باكستان بالحادث.
الهند، التي تواصل ارتكاب أعمال إرهابية واسعة النطاق ضد الأبرياء من الكشميريين والسيخ، تتهم باكستان بلا خجل بالإرهاب، مصوِّرةً نفسها على أنها ضحية.
في الواقع، تمتلك باكستان أدلة دامغة على تورط الهند في أنشطة إرهابية على أراضيها،
بما في ذلك أسر كولبوشان جادهاف في بلوشستان قبل عدة سنوات، وهو دليل واضح على الإرهاب الذي ترعاه الهند. لم تعد العلاقة بين جيش تحرير بلوشستان والهند سرًا.
باكستان تدين الإرهاب دومًا
لطالما أدانت باكستان بشدة الإرهاب بجميع أشكاله. وتُصدر وزارة الخارجية الباكستانية باستمرار ردودًا رسمية على مثل هذه الحوادث.
في المقابل، تلتزم وزارة الخارجية الهندية الصمت المطبق تجاه الأنشطة الإرهابية التي تحدث داخل باكستان – وهو صمت مدروس وواضح.
لقد خلقت وسائل الإعلام الهندية، بتأثير من وكالاتها الإعلامية، حالة من الهستيريا الحربية،
في محاولة لاستفزاز رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ودفعه إلى اتخاذ إجراءات عدوانية ضد باكستان.
ومع ذلك، يجب على الحكومة الهندية ووسائل إعلامها أن تتذكر أن باكستان ملتزمة تمامًا بالدفاع عن كل شبر من أراضيها.
وأي مغامرة ضد باكستان ستكون لها عواقب وخيمة، وستكون باهظة الثمن على الهند.
الهند تحتل كشمير بالقوة المفرطة
لا تزال الهند تحتل جزءًا كبيرًا من جامو وكشمير بالقوة المفرطة.
ويقاوم شعب الإقليم هذا الاحتلال غير الشرعي منذ 77 عامًا.
ورغم أن الهند قد تفرض صمتًا مؤقتًا تحت تهديد السلاح، إلا أنها لن تستطيع إخماد رغبة الشعب الكشميري العميقة في الحرية.
في الانتخابات الأخيرة، رفض الكشميريون بشدة إلغاء المادتين 370 و35أ،
ووجهوا رسالة واضحة بمقاطعة حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) وأجندته التفرقة.
يجب على الهند أن تدرك أن قمع تطلعات كشمير بالقوة العسكرية أمرٌ لا طائل منه.
بدلاً من ذلك، يجب عليها منح شعب جامو وكشمير حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وهو حق أقرته الأمم المتحدة.