
دعت باكستان، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى المطالبة بوقف الحرب الإبادة الجماعية في القطاع وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 15 يناير، بعد أن أدانت الضربات الإسرائيلية الشرسة على غزة والتي أسفرت عن مقتل 400 فلسطيني.
وقال السفير منير أكرم، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، أمام المجلس المكون من 15 عضوا والذي عقد جلسة عاجلة لمناقشة استئناف الهجمات الإسرائيلية في غزة: يجب أن تتوقف عدوان إسرائيل وهجماتها ومجازرها ضد الفلسطينيين.
وقد تم عقد هذا الاجتماع بدعوة من الجزائر والصومال ودعمته باكستان وبعض أعضاء المجلس الآخرين، وكان من المفترض في الأصل أن يركز على المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة المحاصر والحصار الذي تفرضه إسرائيل في مواجهة محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة.
وفي كلمته، قال السفير أكرم إن الحرب في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وصلت إلى نقطة مأساوية أخرى.
وأضاف أن هذه الحرب والطريقة التي يستجيب بها مجلس الأمن والمجتمع الدولي للفظائع والإجراءات التي اتخذت سيكون لها تأثير دائم على طبيعة النظام العالمي الذي نرثه نحن والأجيال القادمة،
مشيرا إلى عدد القتلى والجرحى الذين نتجوا عن الصراع وتأثيره على المدنيين.
وقال إن أكثر من 50 ألف شخص قتلوا في غزة، وأصيب 150 ألف شخص، وثلثيهم من النساء والأطفال، وسلط الضوء على الهجوم على المستشفيات والمدارس والمساجد والمراكز المدنية.
وأضاف أن كل مبدأ وكل مادة من مواد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي انتهكت بشكل صارخ مع الإفلات من العقاب، في تحد لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.
وحذر السفير أكرم من أنه ما لم يستجب المجتمع الدولي بعدالة لما حدث ويحدث في المنطقة، فإن نظامنا العالمي من المرجح أن يتراجع إلى الهمجية التي كان من المفترض أن ينقذنا ميثاق الأمم المتحدة منها.
وقال المبعوث الباكستاني إن بصيص الأمل بالسلام الذي ولّده وقف إطلاق النار وخطة السلام العربية لم يكن من الواضح أنه يروق للقادة المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل اليوم، حيث يرون بقائهم في استمرار الحرب.
لكن هل هذا في مصلحة الرهائن؟ هل هذا في مصلحة الشعب الإسرائيلي؟ هل هذا في مصلحة الفلسطينيين؟ وهل هذا في مصلحة النظام العالمي؟ أعتقد أن الإجابة واضحة.
وقال إن أول تكتيك لتآكل اتفاق وقف إطلاق النار هو فرض الحصار الإنساني، وهي محاولة لابتزاز تنازلات تتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار من خلال منع الشاحنات وقطع الكهرباء والمياه وتقييد المنظمات غير الحكومية ومنع وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك.
قال السفير أكرم: هذه كلها تكتيكات من الظالم. والآن، صعّدوا انتهاكاتهم الصارخة لوقف إطلاق النار، واستأنفوا هجماتهم على الفلسطينيين العاجزين في غزة العائدين لتوهم لإعادة بناء منازلهم.
ودعا المبعوث الباكستاني إلى التنفيذ الكامل لجميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك وقف دائم وشامل للأعمال العدائية الإسرائيلية، وعودة النازحين إلى ديارهم،
وانسحاب القوات الإسرائيلية، وفتح جميع المعابر، وتوفير الوصول الإنساني الكافي إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ووضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة واستئناف المساعدات الإنسانية.
وفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن قرار إسرائيل بمنع المساعدات الإنسانية عن غزة يُعدّ جريمة حرب، ويرقى إلى مستوى العقاب الجماعي للسكان المدنيين.
إنه استمرار لسياسة فرض ظروف معيشية قاسية على الفلسطينيين، تهدف إلى تدميرهم جسدياً. هذه إبادة جماعية.
وأضاف المبعوث الباكستاني أن العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية يجب أن ينتهي.
وأضاف السفير أكرم: يجب علينا ضمان إحياء عملية سياسية موثوقة لا رجعة فيها، نحو حل الدولتين
وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ضمن حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف. هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم.