مقالات

تآكل القيم الديمقراطية في الهند: تهديد لتقرير مصير كشمير

2024-04-28

م عمر بوت

م عمر بوت

تشهد الهند، التي تسمى أكبر ديمقراطية في العالم، انخفاضا مطردا في قيمها الديمقراطية، لا سيما في جامو وكشمير المحتلة.

إن الانتخابات البرلمانية الجارية في المنطقة هي مجرد واجهة، تهدف إلى تحويل الانتباه عن حركة الحرية التي طال أمدها.

لقد طالب الشعب الكشميري باستمرار بإجراء استفتاء تقره الأمم المتحدة لتحديد مستقبله،

لكن الهند كانت مصرة على حرمانه من هذا الحق الأساسي.

أدت إجراءات الحكومة الهندية في 5 أغسطس 2019، والتي ألغت المادتين 370 و35 أ، إلى تعزيز قبضتها على المنطقة،

مما يدل على تجاهل صارخ لتطلعات الشعب الكشميري.

إن تنظيم الانتخابات في كشمير المحتلة هو محاولة يائسة لإضفاء الشرعية على الاحتلال الهندي غير القانوني،

لكنه لا يمكن أن يغير الطبيعة المتنازع عليها لكشمير.

اتسمت تصرفات الحكومة الهندية بالقمع المنهجي للأصوات المعارضة.

ويتورط النشطاء السياسيون والإعلاميون والمدافعون عن حقوق الإنسان وحتى الكشميريون العاديون في قضايا مزيفة ويعتقلون بشكل تعسفي.

يتم استخدام القوانين الصارمة، مثل قانون السلامة العامة وقانون (منع) الأنشطة غير القانونية، لاحتجاز الأشخاص إلى أجل غير مسمى.

إن موجة الاعتقالات الأخيرة في بارامولا، حيث تم اعتقال ثمانية أشخاص على الأقل،

هي شهادة على الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الهندية لإسكات أصوات الكشميريين المحبين للحرية.

وقد أدى خطاب الكراهية الذي أطلقه رئيس الوزراء الهندي، حيث استهدف المسلمين ووصمهم، إلى تفاقم الوضع.

لقد أدت أيديولوجية حزب بهاراتيا جاناتا، المتجذرة في القومية الهندوسية، إلى إدامة سرد خطير للتهديد الديموغرافي،

ووصف المسلمين بأنهم «متسللون».

وقد أدى هذا الخطاب إلى تمرير قوانين مناهضة للتحول إلى الإسلام في العديد من الولايات

التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا، وصم وتهديد الأقليات الدينية.

الشعب الكشميري يرفض الدراما الانتخابية

لقد أوضح الشعب الكشميري أنه لا يؤمن بالنظام السياسي الهندي ويرفض الدراما الانتخابية التي يتم تنظيمها في كشمير المحتلة.

يجب على المجتمع الدولي أن يدرك خطورة الوضع وأن يضغط على الهند لمنح الشعب الكشميري حقه في تقرير المصير

من خلال استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة.

وختاما، فإن انتهاك الهند للقيم الديمقراطية في كشمير المحتلة لا يشكل تهديدا للشعب الكشميري فحسب،

بل أيضا لنسيج الديمقراطية ذاته.

ومن الضروري مساءلة الهند عن أفعالها وضمان سماع أصوات الشعب الكشميري واحترام حقوقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى