إفشال حملة لتشويه سمعة باكستان و«كشمير المحتلة» في المحافل الدولية
نجحت منظمة لمراقبة المعلومات المضللة، مقرها أوروبا، في الكشف وإفشال حملة عمرها 15 عاما، عملت على تشويه سمعة باكستان و«كشمير المحتلة» في المحافل الدولية.
وكشفت منظمة «EU DisinfoLab»، وهو مختبر أوروبي لمراقبة المعلومات في بروكسل، طبيعة عمل حملة «ذا إنديان كرونيكالز»،
التي قالت عنها إنها قامت بتضليل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عبر أكثر من 750 وسيلة إعلامية محلية وهمية، وما يزيد عن 10 منظمات غير حكومية لا وجود لها.
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته الخميس، إن الحملة المضللة «قامت بإحياء المنظمات غير الحكومية المتوقفة عن العمل ولكنها مسجلة لدى الأمم المتحدة، كما انتحلت صفة الاتحاد الأوروبي».
وأشارت إلى قيام الحملة بإعادة نشر محتويات أنتجتها وسائل إعلام مزيفة لتعطيها طابع حقيقي؛ وإيصالها للملايين في جنوب آسيا وجميع أنحاء العالم.
الحشد ضد باكستان
وحسب التقرير، ضبطت المنظمة الرقابية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، 265 موقعًا مؤيدًا للهند تعمل في 65 دولة، وثبت أنها مواقع مسئولة عن الحشد ضد باكستان في فعاليات نظمت بأوروبا.
ولفتت إلى أن وسائل الإعلام المشار إليها تعود إلى مجموعة «سريفاستافا»، ومقرها العاصمة الهندية نيودلهي، موضحةً أن الحملة المعلوماتية المضللة عملت على استراتيجية ذات شقين.
وفي جنيف، استعانت الحملة بالمراكز الفكرية والمنظمات غير الحكومية للضغط والاحتجاج وأخذ الكلمة في مجلس حقوق الإنسان نيابة عن المنظمات المعتمدة.
وفي بروكسل، كان التركيز على أعضاء البرلمان الأوروبي، الذين نظمت لهم رحلات دولية، وعليه تمت مطالبتهم بكتابة مقالات رأي لوسائل إعلام مزيفة مثل «EU Chronicle».
كما كشف التقرير كيف نظمت هذه المنظمات غير الحكومية المزيفة رحلات لأعضاء البرلمان الأوروبي إلى الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير، إضافة إلى رحلات لبنغلاديش والمالديف.
وأوضح أن بعض هذه الرحلات «أدت إلى الكثير من الجدل المؤسسي»،
حيث يتم تقديم وفود أعضاء البرلمان الأوروبي في كثير من الأحيان على أنها وفود رسمية من الاتحاد الأوروبي عندما كانوا في الواقع لا يسافرون نيابة عن البرلمان.
كما لفت إلى أنه يتم تضخيم المقالات التي يكتبها أعضاء البرلمان الأوروبي الذين يستفيدون من هذه الرحلات، ودعمها من قبل وكالة الأنباء الهندية المعروفة باسم «وكالة آسيا الدولية للأنباء» (ANI).
أساليب مضللة
وانتشرت شبكة المعلومات المضللة عبر 116 دولة مع محررين وصحفيين مزيفين يعملون مع 10 منظمات غير حكومية معترف بها من قبل الأمم المتحدة، حسب المصدر ذاته.
وبينما تجنبت المنظمة الرقابية الأوروبية تسمية أي جهاز استخبارات بشكل علني،
قالت في تقريرها إنّ شركة «أغلايا» الغامضة والمملوكة لمجموعة «سريفاستافا» لديها علاقات محتملة مع أجهزة المخابرات الهندية.
ووفقا لما ورد في تقرير المنظمة، لم يعد متاحا الوصول إلى الموقع الإلكتروني لشركة أغلايا منذ فبراير/ شباط من العام الجاري على الأقل،
لكن في الماضي أعلنت الشركة عن منتجات بينها «أدوات اختراق/ تجسس» و«خدمات حرب المعلومات».
كما ظهر اسم «لويس سون» المعروف بأنه «جد القانون الدولي لحقوق الإنسان» في تفاصيل التحقيقات التي كشفت حقيقة هذه الحملة المضللة.
وقالت المنظمة الرقابية إن الحملة روجت أن «سون» سيشارك في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العام 2007،
كما سيحضر حدث في العاصمة الأمريكية 2011، وذلك رغم أنه توفى عام 2006 عن عمر يناهز 92 عاما.
ترحيب باكستاني
من جهتها، رحبت باكستان بالكشف الهائل عن نشاط حملة «ذا إنديان كرونيكالز»، وأعلنت سعيها لمضاعفة جهودها لكسب ثقة المجتمع الأوروبي الذي تأثر بسبب حملة التضليل الإعلامي.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، إنه «لم يتفاجأ» من هذا الاكتشاف، لافتا أن الهند «تتربع على قمة أكبر شبكة تضليل في العالم».
وربط مؤيد يوسف، مستشار الأمن القومي الباكستاني، شبكة التضليل الهندية المزعومة بـ «الإرهاب الذي ترعاه الدولة (الهند) داخل باكستان»، حسبما أفاد مراسل الأناضول.
وقدمت باكستان مؤخرًا إلى الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات ملفا يفيد بأن الهند وراء مئات الحوادث الإرهابية في باكستان.
المصدر: جريدة الأمة الإلكترونية