ثقافة

مؤرخ باكستاني يجيد 35 لغة

يعتبر المؤرخ الباكستاني الدكتور أحمد حسن داني (20 يونية 1920- 26 يناير 2009) مرجعا علميا لكل ما يتعلق بالتاريخ والحضارة الآسيوية حيث ولد وترعرع في شبه القارية الهندية أمام كم هائل من الثقافات واللغات، وقد أعانته ذاكرته القوية على إجادة 35 لغة محلية ودولية.

 

فمن اللغات التي كان يجيدها واني على المستوى العالمي الفرنسية والألمانية والإيطالية والتركية والفارسية وبطبيعة الحال الإنجليزية. أما على صعيد اللغات المحلية المنتشرة في شبه القارة الهندية فإن واني يتحدث العشرات منها ومن ذلك لغة الأردو والهندي والبنغالي والبنجابي والبشتو والسنكريتي والسندي والتاميل والسيك ولغة بودا الأصلية التي ضاعت هذه الأيام من ذاكرة أهلها، ولغات أخرى كثيرة.

 

وقد أعانت داني كثرة أسفاره الخارجية وإقامته في كثير من الدول للبحث أو الدراسة في مجال الحضارة والتاريخ على التمرس بعدة لغات أجنبية، فيما تعود أسباب إجادته للغات المحلية إلى تاريخ حياته التي بدأت في كشمير الهندية حيث ولد مرورا بدكا حيث درس وتعلم وانتهاء بباكستان حيث استقر بعد انفصال باكستان عن الهند عام 47 بعد أن طلب منه رئيس باكستان الأسبق الجنرال أيوب خان التوجه معه إلى باكستان للتدريس هناك.

 

ولداني 65 كتابا معظمها في تاريخ آسيا ومئات المقالات العلمية المنتشرة في أرجاء العالم وهو عضو في العشرات من مراكز الأبحاث العالمية ويفتخر واني بأنه هو مكتشف آثار وصول الآريين إلى مدينة بيشاور الباكستانية.

 

وقد حصل على شهادات تقدير تملأ مكتبه من دول شتى مثل فرنسا واليابان وبنغلاديش وكوريا والصين وألمانيا وغيرها. وكان سينال شهادة تقدير من الهند لولا أن الحكومة الباكستانية منعته من تسلمها لأسباب سياسية.

 

واللافت أن داني تعود أصوله إلى الهندوسية حيث كان أجداده من طائفة البراهمن الذين يسكنون مدينة أميرستار الهندية على حدود باكستان الشرقية وقد أسلمت عائلته قبل 500 عام.

 

وأصبح لزاما على جميع أفراد العائلة من بعد حفظ القرآن الكريم التوجه إلى المدارس كعرف ساد في العائلة وهو ما يشير إلى التمسك بالإسلام وتعاليمه.

 

ويرى داني في القرآن كنزا للمعرفة والتاريخ ويدعو الناس إلى قراءة القرآن الذي يقول إن دعوته قائمة على المساواة التي تتناسب وفطرة البشر.

 

وتضم شبه القارة الهندية ثقافات ولغات متعددة إذ يزيد عدد اللغات فيها عن 300 لغة فيما يتعدى عدد اللغات في باكستان وحدها عشرين لغة من أبرزها لغة الأردو التي أصبحت لغة مشتركة لسكان البلاد.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى