قبل 20 عامًا كان حديث العالم الإسلامي لا ينقطع عن كشمير، وما يتعرض له أهلها، وقد تجد من يكتب عن كشمير،
ومن يطرح قضيتها دوليًا، انشغل الجميع بمقاعدهم، وتناسوا قضايا المسلمين،
حتى أصبح الخبر الرئيسي في كل وسائل الإعلام، عجمية وعربية، مقتل مسلم على يد قوات احتلال، أو تحت سياط التعذيب في سجن دولته،
وهكذا، يوميًا، دون انقطاع، وكأنها مهمة رسمية يقومون بها، واليوم في كشمير،
زاد الكيل وطفح، بين قتل واقتحامات، واتخاذ الكشميريين دروعًا بشرية، لحماية قوات الأمن الهندوسية، من حجارة الأطفال في كشمير.
ليس هذا فقط، بل ما زالت الهند تتجاهل وتحتقر جميع قرارات الأمم المتحدة والتزاماتها الدولية باحترام رغبة الشعب الكشميري،
وعمدت إلى ضم الولاية إلى الاتحاد الهندي عن طريق الغش والاحتيال وادعت أن نواب الشعب المنتخبين صوتوا على جانب الانضمام إلى الهند..
ولكن من هؤلاء النواب؟
إنهم الذين وصولوا إلى البرلمان عن طريق التزوير أو في ظل بنادق الجيش الهندي وحرابه.
كما أن نسبة من أدلى بأصواتهم في آخر انتخابات لم تتعد نسبة 10% من مجموع السكان.
يوجد الآن أكثر من 800 ألف جندي هندي في «كشمير المحتلة»،
وهذه النسبة تعتبر أعلى نسبة على الإطلاق في العالم لتواجد عسكري لبلد خارج حدوده،
وهم يوميًا يرتكبون جرائم ضد الشعب الكشميري، يحرقون مساكنهم ومتاجرهم وينهبون أموالهم ويعتدون على أعراض المسلمين ويعتقلون الآلاف من الشبان في غارات ليلية أو في ساعات حظر التجول التي تفرض يوميًا على سائر مدن الولاية،
وخاصة عاصمتها «سرينغر»، إن غاية هذا الاضطهاد الهندي، هو إبادة الوجود الإسلامي وتغيير تركيبة سكان الولاية، لتصبح ولاية هندوسية كبقية ولايات الهند.
وقد لوحظ أنه بين كل إحصائية تجري للسكان كل عشر سنوات تتناقص نسبة المسلمين 5% في كل مرة حتى أصبحت نسبته 80%، بعد أن كانت أكثر من 95% قبل انتقل الحكم إلى الهندوس.
ولكن الشعب المسلم الغيور على دينه أدرك هذه المؤامرة الدنيئة ضد تعاليم الإسلام،
فتصدى الشباب المسلم الواعي لهذا الغزو الهندوسي الانحلالي، فكانت الصحوة الإسلامية المباركة..
فراح الشباب المسلم يحطم الخمارات وغيرها من أماكن اللهو تحت قيادة حركة التحرير الكشميرية.
حال الهند.. لا أريكم إلا ما أرى
لقد أعلن الشباب الكشميري المسلم الجهاد لتحرير بلاده من ربقة الاحتلال الهندي والذود عن دينه الحنيف،
وهاهم يقاومون البنادق والأسلحة الفتاكة بالحجارة وقذائف ملوتوف. وفرضت قوات الاحتلال تعتيمًا إعلاميًا كاملاً
فقامت بطرد مندوبي وكالات الأنباء العالمية من الولاية ولم تسمح إلا لعدد قليل من مندوبي وكالة الأنباء الهندية،
فارضة عليهم رقابة إعلامية صارمة لا تسمح بخروج أي خبر عما يحدث، إلا ما تصرح به السلطات، وفرضت ستارًا حديديًا محكمًا حول الولاية.
من منّا لم يسمع بالمظاهرات التي يقوم بها المسلمون في كشمير رجالاً ونساءً وشيوخًا وأطفالاً
-يخرجون إلى الشوارع حتى خلال ساعات حظر التجول التي تفرضها قوات الاحتلال-
مُتحَدِّين رصاص الجنود الهنود؟ فمثلاً في الأشهر الماضية سارت مظاهرة سلمية كبيرة لتسليم التماس إلى مندوبي الأمم المتحدة في مقر المراقبين الدوليين في العاصمة ‘سرينغار’،
وتصدت لهم قوات الاحتلال وحصدت برشاشاتها أرواح خمسين متظاهرًا مسالمًا،
بينهم محامون وأطباء ومهندسون ونساء وأطفال.. سقطوا جميعًا شهداء في سبيل الله،
وهذا مجرد مثال واحد، مما يحدث الآن في مدن كشمير المحتلة.
كل ذلك يحدث والهند تدعي أمام العالم بأن باكستان هي وراء هذه الأحداث.
إن الشعب الكشميري المسلم بكامله، هو الذي خرج يقاوم الاحتلال الهندي الغاشم ليسترد هويته الإسلامية التي حرم منها.
إن ذبح البقرة في كشمير المحتلة يعتبر عملاً غير قانوني يحكم على مرتكبه بالسجن المؤبد،
لأنه ينافي تعاليم الهندوسية، بينما يعتبر ما يرتكبه الهندوس ضد الإسلام أمرًا مباحًا.
قانون الأحوال الشخصية الإسلامي
إن الحكومة الهندية تتدخل في قانون الأحوال الشخصية الإسلامي،
وترغم المسلمين على العيش حياة غير إسلامية -بل ومنافية للإسلام-
فبينما تمتلئ الكتب المدرسية بالأساطير الهندوسية جرى تحريف لتاريخ المسلمين
-فمثلاً- يصورون الحكام المسلمين بأنهم طغاة مستبدون واستغلاليون، بينما يضعون الهالات حول زعماء الهندوس ويصورونهم كأبطال،
لقد أغلقوا إقامة الصلاة في المدارس وأهملوا تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية،
بل استبدلوا لغة الأوردو ـ لغة المسلمين في شبه القارة الهندية ـ بلغة الهندوس،
وفي عام 1975م أغلقوا (125) مدرسة إسلامية والنسبة الحالية بهذا الخصوص دخلت نسبة الألوف،
بينما تلقى المدارس الهندوسية الخاصة كل تشجيع ودعم من الحكومة.
إن ما ندعو إليه الآن،
هو بذل التأييد المعنوي والمادي لمساعدة مسلمي كشمير على نيل حريتهم ومزاولة حقهم في تقرير المصير،
إن اضطهاد المسلمين في هذه البلاد لا يقل أهمية عن اضطهاد المسلمين في فلسطين وسوريا وبورما والفلبين وأفريقيا الوسطى وأفغانستان والعراق، وغيرها.