نيودلهي تضغط لتوسيع استخدام اللغة الهندية في كشمير المحتلة
في محاولة لمحو الهوية الثقافية للشعب المسلم في الولاية

في خطوة أخرى ينظر إليها على أنها جزء من سياسة الاستيعاب الهندية الأوسع نطاقا التي يقودها الهندوتفا، أعلنت سلطات الاحتلال الهندي عن تدابير جديدة لتوسيع استخدام اللغة الهندية في جميع أنحاء كشمير،
مما يمثل تحولا حادا عن المشهد اللغوي والثقافي التقليدي في الإقليم.
وبحسب كشمير للخدمات الإعلامية، ذكرت سلطات الاحتلال أن المواقع الرسمية لمختلف الإدارات والبوابات ذات الصلة يتم تحويلها إلى ثلاثية اللغات – الهندية والأردية والإنجليزية – بحجة “الشمول” ولكن بهدف واضح هو دمج اللغة الهندية في جميع الأعمال الرسمية.
وفي رد مكتوب على عضو الهيئة التشريعية لحزب بهاراتيا جاناتا رانبير سينغ باثانيا، أبلغ النظام الجمعية أن جميع المراسلات الرسمية الواردة باللغة الهندية
يتم الرد عليها الآن ثنائي اللغة – باللغتين الهندية والإنجليزية – بما يتماشى مع قانون اللغات الرسمية لجامو وكشمير لعام 2020، والذي اعترف بشكل مثير للجدل باللغة الهندية كواحدة من اللغات الرسمية للأراضي المحتلة.
ويرى المراقبون أن هذه الخطوة تشكل جزءا من جهد ممنهج لتهميش اللغة الأردية – اللغة التاريخية والإدارية لجامو وكشمير – ومواءمة مؤسسات المنطقة مع الإطار الثقافي الهندوسي الأوسع الذي يروج له حزب بهاراتيا جاناتا ومنظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ.
أفادت التقارير أن لجنةً شُكِّلت عام ٢٠٢٢ لتحديد مجالات استخدام اللغات الهندية والأردية والكشميرية والدغرية والإنجليزية في الإدارة قد قدمت توصياتها، والتي تخضع حاليًا للمراجعة تمهيدًا لتطبيقها.
وكشفت الحكومة أيضًا عن توسيع نطاق وحدات اللغات في مختلف الإدارات، ودمج وحدات اللغة الهندية في نظام المكاتب الإلكترونية لتعزيز اعتماده تدريجيًا.
وقال المسؤولون أيضًا إن ورش عمل تدريبية ستُعقد بالتعاون مع أكاديمية جامو وكشمير للفنون والثقافة واللغات لتعزيز استخدام اللغة الهندية في المراسلات الرسمية اليومية، في حين ستنشئ المكتبات العامة في جميع أنحاء الأراضي المحتلة أقسامًا مخصصة للغة الهندية.
وأضاف البيان أن إتقان اللغة الهندية قد يصبح قريبا جزءا من معايير التوظيف في الوظائف الحكومية، مما يزيد من تشديد السيطرة الثقافية على الهيكل البيروقراطي في المنطقة المحتلة.
ويشير المحللون إلى أن خطة تعزيز اللغة الهندية، إلى جانب اقتراح الحكومة بإنشاء أكاديمية للغة السنسكريتية، تعكس محاولة نيودلهي المتعمدة لفرض هوية لغوية موحدة ومحو التراث الثقافي واللغوي المتميز لجامو وكشمير.
وصف المراقبون السياسيون ونشطاء المجتمع المدني في المنطقة هذه الخطوة بأنها مظهر آخر من مظاهر السياسة الاستعمارية الهندية في جامو وكشمير المحتلة، والتي لا تهدف إلى الشمول، بل إلى فرض هيمنة الهندوتفا من خلال وسائل بيروقراطية وثقافية.



