سلايدركشمير

وفاة عبد الغني بوت تشعل قيودًا أمنية في كشمير

شهدت كشمير خلال الساعات الأخيرة حالة من التوتر الأمني بعد الإعلان عن وفاة البروفيسور عبد الغني بوت، الرئيس السابق لمؤتمر “هورييات” الذي يُعد من أبرز الكيانات السياسية المطالبة بالاستقلال.

وفاة البروفيسور عبد الغني بوت

الرجل كان شخصية محورية في المشهد السياسي الكشميري على مدى عقود، واشتهر بخطابه الداعي للحوار والتسوية السلمية للنزاع المستمر في الإقليم.

فور انتشار خبر الوفاة، سارعت السلطات في جامو وكشمير إلى فرض قيود صارمة على حركة السكان. ووفق مصادر محلية، تم إعلان حظر تجول غير معلن في عدة مناطق حساسة،

كما فُرضت إجراءات رقابية مشددة على مداخل القرى والبلدات لمنع أي تجمعات كبيرة قد تتحول إلى احتجاجات.

اللافت أن السلطات وضعت عددًا من القادة السياسيين المحليين تحت الإقامة الجبرية، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها تهدف إلى منعهم من زيارة منزل الفقيد أو المشاركة في جنازته.

هذه الخطوة اعتبرها البعض إشارة واضحة إلى قلق الحكومة من أن تتحول مراسم التشييع إلى منصة للتعبير عن السخط الشعبي، أو لإحياء الخطاب الانفصالي الذي حاولت السلطات تقييده خلال السنوات الماضية.

مراسم دفن عبد الغني بوت جرت ليلًا وسط حضور محدود للغاية وتحت مراقبة أمنية مكثفة. وبحسب روايات محلية، فإن القوات الأمنية حرصت على أن يتم الدفن بعيدًا عن الحشود، ما حال دون مشاركة عدد كبير من أنصاره أو المتعاطفين معه.

هذا المشهد يعكس بوضوح الحساسية الكبيرة التي ما تزال تحيط بالقضية الكشميرية، حيث يمكن لحدث إنساني مثل وفاة شخصية سياسية أن يتحول إلى شرارة احتجاج واسعة.

عبد الغني بهات لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل مثّل صوتًا يدعو إلى الحوار بين مختلف الأطراف، بما في ذلك الحكومة الهندية وباكستان، بحثًا عن حل سلمي للنزاع الطويل.

ومع ذلك، ظل موقفه مثيرًا للجدل داخل أوساط الحركة الانفصالية، إذ اعتبره البعض أكثر اعتدالًا من قيادات أخرى طالبت بمواقف أكثر تشددًا.

رحيله يترك فراغًا ملحوظًا في معسكر القوى المطالبة بتقرير المصير، كما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل هذه الحركة، خصوصًا مع استمرار القبضة الأمنية التي تحد من قدرتها على التعبير أو التنظيم.

بكلمات أخرى، وفاة بوت ليست مجرد خسارة لشخصية سياسية بارزة، بل قد تكون محطة جديدة في مسار معقد تشهده كشمير، حيث يمتزج البعد الإنساني بالسياسي، وتبقى تطلعات السكان محاصرة بين تضييق أمني من جهة، وصراع إقليمي طويل الأمد من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى