استمرار إرهاب الدولة الهندي في كشمير بينما يخرق العالم الصمت

همايون عزيز سانديلا
مع استمرار إرهاب الدولة الهندي في كشمير أشعلت وفاة فردوس أحمد مير، وهو أب لثلاثة أطفال من هجين في بانديبورا، والذي زُعم أنه تعرّض للتعذيب حتى الموت أثناء احتجازه لدى الجيش الهندي، ثم عُثر عليه لاحقًا في نهر جيلوم، احتجاجاتٍ واسعة.
وهذا ليس عبثًا. لا يمكن تجاهل هذه المأساة كحادثةٍ معزولة. إنها تعكس نمطًا طويل الأمد من الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء والقمع الوحشي الذي لطخ سمعة جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند منذ عام ١٩٨٩.
لقد قتلت القوات الهندية أكثر من 96467 كشميريًا منذ عام 1989، بما في ذلك حوالي 7401 شخصًا ماتوا أثناء الاحتجاز أو في “مواجهات وهمية” مدبرة.
تتوافق هذه الإحصاءات مع مزاعم طويلة الأمد لمنظمات حقوق الإنسان المحلية، التي توثق أنماط التعذيب والاختفاء والوفيات أثناء الاحتجاز.
وقد وصف تقرير صدر عام ٢٠١٩ عن جمعية أهالي المختفين (APDP) وائتلاف جامو وكشمير للمجتمع المدني (JKCCS) حالات تعذيب وإساءة معاملة ممنهجة في ظل الاحتجاز الأمني الهندي، بما في ذلك حالات وفاة.
قضية فردوس أحمد مير مُرعبة للغاية. أُبلغ عن اختفائه، ثم عُثر على جثته لاحقًا في جيلوم، وعليها آثار اعتداء جسدي، كما يزعم المعزون
كان رد الفعل في هجين فوريًا وعنيفًا، إذ طالب الناس بالعدالة والمساءلة، لكن السلطات التزمت الصمت المطبق. يُحاكي هذا السيناريو المواجهة المميتة التي وقعت في بانديبورا قبل أسابيع، والتي زُعم أنها أسفرت عن مقتل اثنين من الكشميريين في ظروف غامضة (زعم المسؤولون وقوع مواجهة)، بينما لم يتأثر السكان غير المحليين.
يبدو أن الرواية الرسمية دائمًا ما تُصمم خصيصًا: تُصوّرها الدولة على أنها قانون ونظام، بينما يراها المواطنون قمعًا.
هذه الممارسات ليست مجرد انتهاكات أخلاقية، بل إنها تنتهك القانون الدولي. تحظر اتفاقيات جنيف، وخاصة المادة الثالثة المشتركة، التي تُعد الهند طرفًا فيها، الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية “في جميع الظروف”، بما في ذلك جرائم القتل والمعاملة القاسية وتعذيب المعتقلين.
وينص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي وقّعت عليه الهند، على الحماية من الحرمان التعسفي من الحياة والتعذيب.
وبموجب معايير الأمم المتحدة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، تُحظر حالات الاختفاء القسري والوفيات أثناء الاحتجاز حظرًا صريحًا.
وعلاوة على ذلك، حددت العشرات من التقارير والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن كشمير، بما في ذلك تقرير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لعام 2018، مجموعة مرعبة من الانتهاكات: الاختفاء القسري، واستخدام القوة المفرطة ضد السكان المدنيين، والقتل خارج نطاق القضاء، وإفلات الجناة من العقاب.
قد يجادل البعض بأن هذه الوفيات عرضية أو مؤسفة، لكن البيانات والأنماط تُشير إلى خلاف ذلك: هذه سياسة حكومية مُصممة. منذ 22 أبريل 2025.
وردت تقارير عن استشهاد 44 كشميريًا، واعتقال أكثر من 3190 شخصًا، وهدم 81 منزلًا في أعقاب أحداث باهالغام.
لا يزال الكشميريون صامدين في عزيمتهم. وتشهد احتجاجات هجين وسوبوري والعديد من القرى والهجر على شعب يرفض أن يكون غائبًا عن الأنظار. ودعواتهم للعدالة والمساءلة والتدخل الدولي ليست علامات ضعف، بل هي روحٌ لا تلين.
ما الذي يجب على المجتمع الدولي فعله؟ أولًا، المطالبة بتحقيقات مستقلة في كل حالة وفاة أثناء الاحتجاز، وكل مزاعم عن لقاءات وهمية. تفتقر الهيئات المحلية الهندية إما إلى الحياد أو القدرة، أو كليهما، على تقديم الإنصاف.
ثانيًا، يجب على الأمم المتحدة تجاوز التقارير والنظر في الإجراءات العملية: بعثات لتقصي الحقائق، وآليات رصد قادرة على الوصول إلى المنطقة، وفضح الانتهاكات على أعلى المستويات.
ثالثًا، يجب على الهيئات القانونية الدولية والمجتمع المدني الضغط من أجل المساءلة بموجب القانون الدولي.
فالتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري ليست أخطاء إدارية، بل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عندما تكون واسعة الانتشار وممنهجة.
في قضية فردوس أحمد مير، يرى الآلاف أكثر من مجرد عنوان مأساوي. إنهم يرون دليلاً آخر على كيف تسعى الدولة الهندية، تحت ستار “مكافحة التمرد”، إلى محو الكشميريين من خلال تقويض حقوقهم وكرامتهم.
وربما هويتهم نفسها. هذه ليست معركة من أجل شعارات سياسية، بل هي صراع من أجل الإنسانية. وعلى العالم أن يختار بين أن يكون شاهداً، أو أن يصبح متواطئاً في فظائع مستمرة بصمت.