
خرج وزير الإعلام والإذاعة الباكستاني عطا الله تارار ليعلن أن رئيس الوزراء شهباز شريف أصدر توجيهات عاجلة للسلطات بتعزيز نظام الإنذار المبكر،
وتسريع عمليات الإغاثة لمواجهة الفيضانات العارمة التي ضربت أجزاء واسعة من إقليم البنجاب. التوجيهات جاءت وسط قلق متزايد من تضخم مستويات المياه في الأنهار الرئيسية، وما ترتب عليها من نزوح جماعي وخسائر في البنية التحتية.
تزامن الإعلان مع حضور كل من المدير العام للعلاقات العامة للجيش الفريق أحمد شريف شودري ورئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الفريق إنعام حيدر مالك، في مشهد يعكس حجم التعاون المدنيالعسكري لمواجهة الأزمة.
وأوضح الوزير أن ثلاثة أنهار رئيسية في البنجاب تعاني فيضانات مفاجئة، بينما تشهد بعض المناطق تدفقات غير مسبوقة للمياه.
في التفاصيل، سجلت منطقة خانكي تدفقًا تجاوز المليون قدم مكعب في الثانية، وهو رقم وصف بالاستثنائي، بينما تدفق أكثر من نصف مليون قدم مكعب في الثانية من نهر تشيناب عند مارالا، قبل أن يبدأ في الانحسار.
أما نهر رافي، فقد سجل في جاسار 200 ألف قدم مكعب في الثانية وفي شهدارا 78 ألفًا، ما أدى إلى ضغوط كبيرة على السدود والمنشآت المائية.
كذلك شهدت نقاط أخرى مثل غاندا سينغ والا، سليمانكي، وهيد إسلام مستويات مرتفعة للفيضانات، دفعت السلطات المحلية إلى بدء عمليات إخلاء جماعي.
رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أكد أن الوضع في نهري السند وجيلوم لا يزال طبيعيًا، لكنه حذر من أن استمرار التدفقات العالية في تشيناب وسوتليج قد يفاقم الوضع. وأشار إلى أن الهيئة زودت إدارة الكوارث في البنجاب بخمسة آلاف خيم.
فيما تم إجلاء أكثر من مئتي ألف شخص إلى مناطق آمنة حتى الآن. كما لفت إلى أن الجيش والمهندسين العسكريين يدرسون تنفيذ اختراق محكم في محطة قادر آباد لتخفيف الضغط على البنية التحتية المائية.
الجيش الباكستاني، من جانبه، أطلق عملية إغاثة واسعة النطاق. وبناءً على توجيهات قائد الجيش المشير سيد عاصم منير، تم نشر لواء مهندسين وثلاثين وحدة متخصصة من المشاة والهندسة والفرق الطبية.
وأوضح المتحدث العسكري أن 29 معسكرًا طبيًا يعمل حاليًا في البنجاب وخيبر بختونخوا وجيلجيت بلتستان وكشمير، حيث عولج أكثر من 20 ألف شخص، فيما أُنقذ نحو 28 ألفًا آخرين من المناطق المنكوبة.
وإلى جانب الجهود الطبية والإنسانية، قام الجيش بتوزيع أكثر من 225 طنًا من المواد الغذائية، وإصلاح جسور وطرق رئيسية تضررت بفعل السيول، حيث جرى تطهير 104 طرق حتى الآن.
كما أُنشئت مراكز إغاثة في مناطق مختلفة مثل كارتاربور صاحب، كاسور، وبهاولبور، حيث تم إجلاء الآلاف من السكان، إلى جانب نقل آلاف رؤوس الماشية التي تهددها الفيضانات.
اللافت أن الجيش، رغم انشغاله بجهود الإغاثة، أكد أنه لم يخلُ أي موقع حدودي، مشددًا على أن حالة التأهب الأمني مستمرة حتى لا تستغل “عناصر خارجية” الأزمة الجارية.
في الوقت نفسه، شدد مسؤولو الحكومة والجيش على أن الشعب الباكستاني والقوات المسلحة يقفون معًا في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية، وأن التعاون بين المؤسسات الفيدرالية والإقليمية والإدارات المحلية يجري بأعلى درجات التنسيق.
ومع توقع هيئة الأرصاد هطول موجة جديدة من الأمطار بين الجمعة والتاسع من الشهر المقبل، تستعد باكستان لمرحلة أكثر صعوبة، بينما يخطط رئيس الوزراء شهباز شريف لزيارة المناطق المتضررة ميدانيًا للاطلاع على سير عمليات الإنقاذ والإغاثة.