أخبار

“نيويورك تايمز”: الهند تمارس “التطهير العرقي” ضد مواطنيها المسلمين

اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز في مقال للكاتب الصحفي أنيس أحمد تجريد الهند لما يقارب مليوني شخص من مواطنيها، وأغلبهم من المسلمين، في ولاية آسام من الجنسية تطهيرا عرقيا يستهدف المسلمين فيها.

 

 

وأشارت الصحيفة  إلى أن الحكومة الهندية أقدمت على تجريد 1.9 مليون مواطن من ولاية آسام شمالي شرقي البلاد ذات الأغلبية المسلمة من الجنسية الهندية الشهر الماضي بحجة محاربة الهجرة غير النظامية، رغم أن السواد الأعظم ممن طالهم الإجراء مواطنون ولدوا في الهند ولم يعش أغلبهم خارج حدودها.

 

 

وقال الكاتب إن هذا الإجراء الخطير يهدد أمن الهند ومنطقة جنوب آسيا حيث يمهد الطريق لتجريد الأقليات العرقية في بلدان أخرى من الجنسية وتركها دون وطن.

 

 

لا وطن ولا جنسية

وانتقد الكاتب الطريقة التي اتبعتها السلطات لإحصاء السكان وإدراجهم في السجل الوطني للولاية التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة، حيث جرى حذف مئات الآلاف من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم دون جنسية ودون وطن.

 

 

وقال إن عملية تسجيل السكان شابتها عيوب كثيرة وغلب عليها التحيز والتسييس إلى حد كبير، وإن كون الغالبية العظمى ممن تم استبعادهم من سجل السكان ومن ثم تجريدهم من الجنسية مسلمين يحيل إلى أن هذا الإجراء يرقى إلى التطهير العرقي وليس مجرد تعداد للسكان.

 

 

 

ورغم ادعاء السلطات الهندية أن الذين أسقطوا من سجل السكان هم مهاجرون من أصول بنغالية، فإنها لا تملك أي دليل يثبت ذلك، وفقا للكاتب.

 

 

استهداف ممنهج

ويرى الكاتب أن الإجراء الأخير حلقة من حلقات الاستهداف الممنهج الذي تتبعه حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التي لم تدخر جهدا منذ انتخابه في سبيل استهداف المسلمين في الهند والتضييق عليهم، فقد أقدمت على إغلاق إقليم كشمير وإلغاء الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به.

 

 

 

وأشار إلى أن الحكومة الهندية لا تبذل الكثير من الجهد لتنفي عن نفسها تهمة استهداف المسلمين، فقد وصف رئيس حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم أميت شاه في خطاب له قبل الانتخابات العامة في وقت سابق من هذا العام المهاجرين بالمتسللين، ووصفهم بـ”النمل الأبيض” وهدد بإلقائهم في خليج البنغال.

 

 

وفي يوليو الماضي توعد شاه خلال جلسة للبرلمان بترحيل من وصفهم بـ”المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون على كل شبر من هذا البلد وفقا للقانون”.

 

 

 

أين يذهبون؟

وأشار إلى أن تجريد ما يقارب مليوني هندي من الجنسية يثير أسئلة كثيرة قد يكون أكثرها إلحاحا هو إلى أين سيذهب هذا العدد الكبير من الناس الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها دون وطن؟

 

 

 

وبحسب الكاتب فإن الهند تخطط لبناء مخيمات اعتقال كبيرة لتكون سجنا لآلاف المواطنين الذين جردتهم من الجنسية. كما تشي تصريحات بعض المسؤولين بالكثير من التخبط بشأن مرحلة ما بعد تجريد المواطنين من الجنسية والذين لا يعرف أغلبهم وطنا غير الهند، حيث اقترح أحد الوزراء بولاية آسام إرسالهم إلى بنغلاديش.

 

 

 

واختتم الكاتب مقاله بأن بنغلاديش التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الهند التزمت الصمت حتى الآن إزاء ما يجري في آسام، وأن ما ستقدم عليه الهند لاحقا بشأن مواطنيها الذين جردتهم من الجنسية هو ما سيحدد ردة فعل بنغلاديش وقد يشكل تهديدا لعلاقات الجوار بين البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى