كل يوم يومًا لكشمير: مسؤولية وطنية
أفتاب أحمد
إن يوم الخامس من فبراير، الذي يُحتفل به باعتباره يوم التضامن مع كشمير، هو بمثابة تذكير سنوي بالتزام باكستان بنضال الشعب الكشميري من أجل تقرير المصير.
وعلى مر السنين، حمل هذا اليوم قيمة رمزية هائلة، حيث لفت الانتباه إلى محنة الكشميريين تحت الاحتلال الهندي
وأكد على دعم باكستان الأخلاقي والسياسي والدبلوماسي لقضيتهم.
على مدى أكثر من سبعة عقود، عانى شعب جامو وكشمير المحتلة من القمع في ظل أحد أكثر الأنظمة وحشية وعسكرة في التاريخ الحديث.
إن صرخة الشعب الكشميري من أجل الحرية تجد صدى عميقًا في باكستان، التي لا تشترك في القرب الجغرافي مع المنطقة فحسب،
بل تشترك أيضًا في الروابط الثقافية والتاريخية والدينية.
وفي حين كان هذا اليوم تقليديًا منصة للتعبير عن الدعم للقضية الكشميرية،
فقد حان الوقت لإعادة التفكير في دوره وتحويله إلى حجر الزاوية في الدعوة على مدار العام،
والحفاظ على كشمير في قلب الجهود المحلية والدولية الباكستانية.
الخامس من فبراير نقطة انطلاق للعمل على مدار العام
إن نهجنا الحالي، الذي ينطوي في كثير من الأحيان على العطلات الرسمية والأنشطة الاحتفالية،
لا ينجح في خلق التأثير الدائم اللازم للحفاظ على الاهتمام العالمي أو تعزيز الشعور بالملكية بين الباكستانيين.
قد يعطي يوم عطلة وهمًا بالتضامن، لكنه لا يفعل الكثير لإشراك الجمهور بشكل هادف في هذه القضية.
بدلاً من ذلك، نحتاج إلى إعادة تصور الخامس من فبراير كنقطة انطلاق للعمل على مدار العام.
تخيل يومًا لا يسلط الضوء على الظلم الذي يواجهه الكشميريون فحسب، بل يحفز الأمة بأكملها على الدعوة المستمرة والعملية لقضيتهم.
يتعين على الحكومة أن تبدأ بدمج رواية كشمير في نسيج أنظمتنا التعليمية والثقافية.
وبدلاً من إغلاق المدارس في الخامس من فبراير، يتعين علينا أن نخصص هذا اليوم لاستضافة برامج تثقف الطلاب حول تاريخ وثقافة كشمير والتحديات المستمرة التي تواجهها.
ويمكن للمدارس والكليات أن تنظم أنشطة مثل المناقشات وجلسات سرد القصص والمعارض التي تغرس في عقول الشباب فهماً عميقاً لهذه القضية.
ويتعين على الشباب أن يكبروا وهم يحملون شعوراً بالمسؤولية تجاه هذا النضال،
وأن يدركوا أن كشمير ليست مشكلة سياسية بعيدة بل قضية شخصية ووطنية.
حملات وطنية تستمر طوال العام
وبعيداً عن التعليم، ينبغي أن يصبح الخامس من فبراير منصة لإطلاق حملات وطنية تستمر طوال العام.
ومن الممكن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، وهي واحدة من أقوى أدوات العصر الحديث، لإبقاء كشمير في طليعة المناقشات العالمية.
ويتعين على الحكومة والمجتمع المدني والأفراد التعاون في إنتاج محتوى يسلط الضوء على النضال الكشميري، من القصص الشخصية عن الصمود إلى التعبيرات الفنية عن الخسارة والأمل.
وبدلاً من السماح لكشمير بالتلاشي من الوعي العام بعد الخامس من فبراير،
يتعين علينا أن نجعلها قصة يومية من خلال حملات مبتكرة تصل إلى الجماهير المحلية والدولية.
التفاعل مع المجتمع الدولي
إن البعد الحاسم الآخر هو تفاعلنا مع المجتمع الدولي. ولا ينبغي أن يقتصر الخامس من فبراير على الخطب والتجمعات داخل باكستان؛
بل ينبغي أن يكون يوماً تعمل فيه السفارات الباكستانية في مختلف أنحاء العالم بلا كلل لتضخيم أصوات كشمير.
ولا ينبغي أن يتوقف هذا الجهد عند أحداث تستغرق يوماً واحداً. وعلى مدار العام، ينبغي للبعثات الدبلوماسية أن تنظم ندوات، وتنشر التقارير،
وتتواصل مع الحكومات الأجنبية ووسائل الإعلام للحفاظ على الزخم.
ولابد وأن يُذكَّر العالم مراراً وتكراراً بالحاجة الملحة إلى حل لقضية كشمير، ولابد وأن تكون باكستان في طليعة هذا الجهد.
ولكي نجعل كشمير جزءاً ثابتاً من وعينا الجماعي، فإننا في احتياج أيضاً إلى إضفاء الطابع المؤسسي على المبادرات التي تعالج الجانب الإنساني للصراع.
ومن الممكن أن تنشئ الحكومة صناديق وبرامج دائمة تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية للكشميريين الذين يعانون تحت الاحتلال أو النزوح.
ومن شأن هذه البرامج، إلى جانب التعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية، أن تقدم الدعم المادي فحسب،
بل وترسل أيضاً رسالة قوية إلى العالم حول التزام باكستان الثابت بإخوانها الكشميريين.
وسائل الإعلام تلعب أيضاً دوراً هاماً
ويتعين علينا أن نضمن عدم تهميش قضية كشمير في دائرة الأخبار.
ومن الممكن أن تساعد التغطية المنتظمة للتطورات في المنطقة، إلى جانب القصص الإنسانية التي تسلط الضوء على حياة الكشميريين العاديين، في إبقاء القضية حية في الخطاب العام.
ولابد من تشجيع المزيد من الأفلام الوثائقية والتقارير الاستقصائية والتعبير الفني، الأمر الذي يجعل من المستحيل على أي شخص في باكستان أو في الخارج تجاهل حقائق الحياة في كشمير.
إن استعادة الخامس من فبراير باعتباره يوماً للعمل وليس مجرد يوم للمراقبة السلبية يتطلب تغييراً في المنظور.
ويتطلب منا أن ننظر إلى هذا اليوم ليس باعتباره نقطة نهاية بل باعتباره شرارة الدعوة المستمرة والتعليم والدعم.
ولا ينبغي أن تظل مأساة كشمير حية في خطابات الحكومة أو المناسبات الاحتفالية فحسب، بل وفي حياتنا اليومية وقراراتنا وأفعالنا.
إذا استطاع كل باكستاني أن يستيقظ كل صباح وهو عازم على المساهمة في القضية الكشميرية سواء من خلال التعليم أو الدعوة أو الفن أو الجهود الإنسانية، فإن التأثير سيكون تحولياً.
وسوف يرى العالم أن تضامن باكستان ليس رمزياً بل متأصل بعمق في أخلاقها الوطنية.
والأمر الأكثر أهمية هو أن الشعب الكشميري سوف يدرك أنه ليس وحيداً.