أخبار

بعد زيارته لواشنطن.. خان ينجح في عودة العلاقات والدعم لباكستان

كتب- السيد التيجاني

بعد توتر العلاقات بين باكستان الولايات المتحدة الأمريكية لقرابة العام بسبب اتهام الأخيرة بأنها توفر ملاذات آمنة للإرهابيين في أفغانستان، وهو ما نفته إسلام أباد, وعلي هذا فقد ألغت واشنطن معظم المساعدات الأمنية التي تقدمها لباكستان والتي تقدر بمليار دولار.

ولكن بعد أيام من زيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلي واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافقت الولايات المتحدة الجمعة الماضية على تقديم 125 مليون دولار دعما للجيش الباكستاني، وذلك لتوفير الدعم التقني لأسطول طائراتها من طراز إف-16″ حسب إعلام محلي في إسلام آباد.

واهتمت الصحف الباكستانية الصادرة أمس السبت وسلطت الضوء على تحسن العلاقات الثنائية بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية عقب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء عمران خان إلى واشنطن.

ولإنجاح عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان أبرزت الصحف عزم باكستان على دعم الجهود الجارية لإنهاء الحرب الجارية في هذا البلد منذ سنوات.

وبشكل متزامن وافقت الإدارة الأمريكية، أيضاً على دعم عسكري، بقيمة 670 مليون دولار لطائرات نقل هندية من طراز «سي- 17».

وأعلنت أمريكا من خلال وزارة الخارجية، ووكالة التعاون الأمني الدفاعي، موافقتهما على تقديم الدعم للطائرات الأمريكية الصنع التي تمتلكها الدولتان الخصمتان جنوبي آسيا.

وقال بيان للخارجية، إن الصفقتين المحتملتين تساعدان السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة «من خلال حماية التقنية الأمريكية عبر الوجود المستمر للكوادر التي توفر مراقبة الاستخدام النهائي يومياً طوال أيام الأسبوع».

كانت أسلام أباد قد قدمت طلبًا إلى واشنطن للحصول علي خدمات الدعم التقني وخدمات أخرى متعلقة بالدعم اللوجيستي لجيشها.

في مايو 2018، علقت وزارة الخارجية الأمريكية معظم المساعدات الأمنية التي تقدر بمليار دولار إلى باكستان بعد أن زعمت أن الأخيرة توفر ملاذات آمنة للإرهابيين في أفغانستان، وهو ما نفته إسلام أباد.

كما أعلن الجيش الأمريكي أنه ألغى 300 مليون دولار من المساعدات المقدمة لباكستان نظرا لعدم اتخاذ إسلام آباد “إجراءات حاسمة” تدعم الإستراتيجية الأمريكية في جنوب آسيا، وتحويلها “لصالح أولويات عاجلة أخرى”، كما قال اللفتنانت كولونيل كون فوكنر في رسالة.

وأضاف فوكنر: “نُواصل الضغط على باكستان من أجل أن تستهدف جميع الجماعات الإرهابية بلا تمييز”، إذ إن واشنطن تتهم المسؤولين الباكستانيين بأنهم يتجاهلون أو ينسقون مع الجماعات الجهادية التي تنفذ اعتداءات في أفغانستان من قواعدها على طول الحدود بين البلدين، خصوصا شبكة حقاني، الأمر الذي تنفيه إسلام آباد.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة مع باكستان في ينايرعندما اتهم دونالد ترامب إسلام آباد بإطلاق “أكاذيب” وبـ”النفاق” في الحرب على الإرهاب، وعلق المساعدة الأمريكية للأمن في هذا البلد والتي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات.

وكتب ترامب في تغريدة آنذاك أنّ “الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات في السنوات الـ15 الأخيرة” مضيفا: “أنهم يقدمون ملاذا آمنا للإرهابيين الذين نتعقبهم في أفغانستان. الأمر انتهى!”.

ويأتي هذا الإعلان قبل أيام قليلة من زيارة مقررة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسلام آباد للقاء رئيس الوزراء الجديد عمران خان.

وشنت إسلام آباد حملات شرسة ضد الجماعات الجهادية المسلحة التي نشأت على أراضيها، وهي تقول إنها فقدت آلاف من الأشخاص وأنفقت مليارات الدولارات في حربها طويلة الأمد على التطرف.

لكن واشنطن تتهم المسؤولين الباكستانيين بأنهم يتجاهلون أو ينسقون مع الجماعات الجهادية التي تنفذ اعتداءات في أفغانستان من قواعدها على طول الحدود بين البلدين، خصوصا شبكة حقاني، الأمر الذي تنفيه إسلام آباد.

ويعتقد البيت الأبيض أن وكالات الاستخبارات الداخلية في باكستان وهيئات عسكرية أخرى ساعدت لفترات طويلة في تمويل وتسليح حركة طالبان لأسباب ايديولوجية، وكذلك لمواجهة النفوذ الهندي في أفغانستان المحاذية. كما يعتقد أن الحملة الباكستانية ضد الجماعات الجهادية ستكون أساسية في تحديد نتيجة الحرب طويلة الأمد في أفغانستان.

وحذر بعض الخبراء من أنه لن يكون هناك سبيل حقيقي للضغط على إسلام آباد وقالوا إن تعليق المساعدات قد يجعل واشنطن تفقد نفوذها في باكستان التي ستبحث في المقابل عن دعم دول أخرى، خصوصا حليفها على الأمد البعيد الصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى