بعد أن زعم نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي أن إسلام آباد ستستخدم صواريخها النووية لأغراض عدائية، وصفت باكستان اليوم السبت هذه المزاعم بأنها “لا أساس لها من الصحة، وخالية من العقلانية والإحساس بالتاريخ”.
وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية: “لقد أوضحت باكستان بوضوح تام أن برنامجنا الاستراتيجي وقدرات حلفائنا تهدف فقط إلى ردع وإحباط تهديد وجودي واضح ومرئي من منطقتنا، ولا ينبغي اعتباره تهديدًا لأي دولة أخرى”.
وأضافت أن “أي افتراض غير عقلاني بوجود نوايا عدائية من جانب باكستان من جانب أي دولة أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة هو أمر محير وغير منطقي”.
قال مسؤول كبير في البيت الأبيض ونائب مستشار الأمن القومي جون فينر يوم الخميس إن باكستان تعمل على تطوير قدرات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والتي قد تسمح لها في نهاية المطاف بضرب أهداف خارج جنوب آسيا، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقال فاينر إن سلوك إسلام آباد أثار “تساؤلات حقيقية” حول نواياها. وأضاف في كلمة ألقاها أمام مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “بصراحة، من الصعب علينا أن ننظر إلى تصرفات باكستان باعتبارها أي شيء آخر غير التهديد الناشئ للولايات المتحدة”.
وجاءت تعليقاته بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة تتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى في باكستان، بما في ذلك على وكالة الدفاع المملوكة للدولة التي تشرف على البرنامج.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن الإجراءات التي فرضت على المجمع الوطني للتنمية وثلاث شركات فرضت بموجب أمر تنفيذي “يستهدف ناشري أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها”.
ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية في أحدث بيان لها، إن التهديد المزعوم الذي أثاره المسؤول الأمريكي من قدرات الصواريخ الباكستانية ووسائل توصيلها أمر مؤسف.
علاوة على إن “هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وتخلو من العقلانية والحس التاريخي”. وأضاف البيان أن باكستان والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات إيجابية وواسعة النطاق منذ عام 1954.
قالت وزارة الخارجية البريطانية إن الموجة الأخيرة من الاتهامات الأمريكية تجاه حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن تكون مفيدة للعلاقة بشكل عام، وخاصة في غياب أي دليل في هذا الصدد.
وجاء في البيان أن “باكستان لم تكن أبدا أي نية سيئة تجاه الولايات المتحدة بأي شكل أو طريقة، وهذا الواقع الأساسي لم يتغير”.
وعلى العكس من ذلك، فقد ذكرت أن باكستان قدمت تضحيات هائلة من أجل هذه العلاقة، وتستمر في المعاناة بشكل كبير في تحمل تداعيات السياسات الأميركية في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية إنه من المؤسف أن يلمح المسؤول الأمريكي إلى وضع باكستان مع أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم في علاقة عدائية مع الولايات المتحدة.
وفي حين يتم تجاهل وإخفاء مظاهر القدرة الصاروخية الأكثر قوة في جوارنا الشرقي، فإن المخاوف بشأن القدرات الباكستانية تثار على ما يبدو بناء على طلب آخرين من أجل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي الهش بالفعل في المنطقة.
وأضاف البيان “نتمنى أن نؤكد مجددا أن القدرات الاستراتيجية الباكستانية تهدف إلى الدفاع عن سيادتها والحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب آسيا”.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن باكستان لا تستطيع التنازل عن حقها في تطوير القدرات التي تتناسب مع الحاجة إلى الحفاظ على الحد الأدنى من الردع الموثوق به وكذلك التهديدات المتطورة والديناميكية.
وقالت وزارة الخارجية إنه منذ عام 2012، عندما بدأ المسؤولون الأمريكيون في التطرق إلى هذا الموضوع، سعت الحكومات والقيادات والمسؤولون الباكستانيون المختلفون من وقت لآخر إلى معالجة المخاوف الأميركية غير المبررة وإزالتها بشكل إيجابي.