باكستان: انتعاش سوق الأسهم مع اغتنام المستثمرين الفرصة بعد الخسائر التاريخية
شهدت أسواق المال انتعاشا اليوم الجمعة، حيث ارتفعت من خسائرها القياسية في اليوم السابق، حيث استغل المستثمرون التقييمات الجذابة والمؤشرات الاقتصادية المشجعة.
اجتاحت موجة من التفاؤل المتجدد قاعة التداول، مما أدى إلى زيادة نشاط الشراء في مختلف القطاعات الرئيسية. وسلط هذا التعافي الضوء على ثقة المستثمرين في إمكانات السوق لتحقيق نمو مستدام وطويل الأجل، على الرغم من التقلبات الأخيرة.
ارتفع مؤشر بورصة باكستان القياسي KSE-100 بمقدار 2,996.39 نقطة، أو 2.82%، ليصل إلى أعلى مستوى خلال اليوم عند 109,271.36، مع عودة المستثمرين إلى قاعة التداول. وجاء التعافي القوي بعد أسبوع اتسم بالتقلبات الشديدة وجني الأرباح مما أدى إلى انخفاضات حادة.
وقال سامي الله طارق، رئيس الأبحاث في شركة باكستان الكويت للاستثمار، إن السوق يتعافى بعد جني الأرباح حيث أصبحت التقييمات جذابة، عازياً الاهتمام المتجدد إلى تحسن المشاعر ونقاط الدخول المقنعة للمستثمرين.
كشفت بيانات حديثة صادرة عن بنك الدولة الباكستاني عن زيادة بنسبة 112% على أساس سنوي في تحويلات الأرباح والأرباح من قبل الشركات المتعددة الجنسيات، لتصل إلى 1.128 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية 2025.
وبلغت قيمة التحويلات في شهر نوفمبر وحده 321.6 مليون دولار، بزيادة 586% على أساس سنوي، على الرغم من أن هذا يمثل انخفاضًا بنسبة 22.3% على أساس شهري بسبب تسوية المدفوعات المعلقة وتخفيف القيود المفروضة على تدفقات الدولار.
قدمت الحكومة مشروع قانون تعديل قوانين الضرائب لعام 2024، والذي يقترح تدابير صارمة ضد المتخلفين عن السداد. ويشمل التشريع منع المتخلفين عن السداد من شراء المركبات التي تزيد سعتها عن 800 سي سي، والعقارات، والأسهم بما يتجاوز حدودًا معينة، مع تقييد قدرتهم أيضًا على فتح حسابات مصرفية أو تنفيذ معاملات مالية كبيرة.
وقد مُنِحَت هيئة الإيرادات الفيدرالية صلاحيات تجميد الحسابات والممتلكات في حالة عدم الامتثال. وقد أثارت هذه التدابير مخاوف بشأن انخفاض السيولة والإنفاق، مما ساهم في حذر المستثمرين.
وقالت سناء توفيق، رئيسة قسم الأبحاث في شركة عارف حبيب المحدودة: “لقد لاحظنا تصحيحاً كبيراً في السوق خلال الأيام القليلة الماضية، مع جني أرباح كبير. والآن، بعد جني الأرباح، ظلت الأساسيات سليمة، وأصبحت التقييمات أرخص”.
وعلى الرغم من التقلبات الأخيرة في السوق، فإن أساسيات الاقتصاد الكلي في باكستان تستمر في التعزيز. فقد سجلت البلاد فائضًا في الحساب الجاري بلغ 729 مليون دولار في نوفمبر، وهو الأكبر منذ فبراير 2015.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية 2025، بلغ الفائض 944 مليون دولار، مقارنة بعجز بلغ 1.67 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
ويعود هذا التحسن إلى انخفاض العجز في التجارة والخدمات وانخفاض تحويلات الفوائد والأرباح.
وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 31% على أساس سنوي إلى 1.124 مليار دولار، مع تدفقات كبيرة من الصين وهونج كونج والمملكة المتحدة.
وفي الوقت نفسه، نمت التحويلات المالية بنسبة 29% على أساس سنوي في نوفمبر إلى 2.9 مليار دولار، ليصل إجماليها خلال الأشهر الخمسة الأولى إلى 14.8 مليار دولار.
يعكس خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 200 نقطة أساس من قبل بنك الدولة الباكستاني، والذي أدى إلى خفض سعر الفائدة إلى 13%، الجهود المبذولة لتحفيز النمو الاقتصادي وسط تخفيف التضخم، الذي انخفض إلى 4.9%، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل 2018.