أخباركشمير

بشأن كشمير.. الهند ترفض وساطة ترامب وخان يندهش

كتب- السيد التيجاني

باتت القضية الكشميرة، سبباً رئيسياً للخلاف الذي دام لسنوات، بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان ، علي حق السيادة عليها، حيث ينقسم إقليم كشمير إلى شطرين أحدهما بإدارة هندية والآخر بإدارة باكستانية، كما اندلعت بين الدولتين حروب علي هذه المنطقة.

وتظل قضية كشمير، حجر عثرة في أي علاقات ثنائية بينهما والقضية الأساسية التقليدية للنزاع الإقليمي بين البلدين.

وتتعدى شراكة الهند وباكستان مسألة الحدود المشتركة، فهما تتشاركان بالتاريخ والثقافة واللغة، إلا أن هناك خلافات على عدة جبهات، تدفع إلى استمرار المناوشات بين الجارتين النوويتين.

وتصاعدت حدة بين الهند وباكستان منذ فبراير الماضي عندما وقع هجوم على قافلة عسكرية هندية بكشمير، وقتها أعلنت جماعة مسلحة متمركزة في باكستان مسؤوليتها عنه مما دعا الهند لإرسال طائرات حربية إلى باكستان.

وفي اليوم التالي أمرت باكستان طائراتها بدخول الجانب الهندي من كشمير مما أثار تكهنات باتساع نطاق الأزمة.

حيث جددت باكستان أمس الأربعاء رغبتها في عقد حوار جاد مع الهند؛ لإيجاد حل سلمي لقضية كشمير وانهاء النزاع بها، وفقاً لرغبة وطموح الشعب الكشميري.

جاء هذا على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الباكستانية، والذي أكد إن باكستان تسعي دائما للفت انتباه العالم وتذكيره بكشمير، والوضع الإنساني المتدهور هناك، وذلك في كافة المحافل الدولية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الباكستانية.

وأضاف أنه خلال زيارة عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني إلي واشنطن، شدد على ضرورة وأهمية حل النزاع العالق في المنطقة.

وقدم ترامب نفسه وسيطاً بين هاتين الجارتين حيث عرض، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في واشنطن الوساطة بين البلدين، لحل هذا النزاع في كشمير، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب”.

وقال ترامب خلال اجتماع مع خان في البيت الأبيض، إنه يحب أن يكون وسيطا مشيراً إلي أن رئيس الوزراء الهندي طلب منه القيام بدور في النزاع المستمر لأكثر من 70 عاما.

وأعرب خان عن تأييده لانخراط ترامب في هذا النزاع، قائلا: إن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب “الدور الأهم”.

وقال ترامب للصحفيين الاثنين إن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي طلب منه أثناء اجتماع في اليابان الشهر الماضي أن يكون وسيطا بشأن كشمير إذا رغب في ذلك.

وكان ترامب يتحدث في البيت الأبيض قبيل إجرائه محادثات مع خان الذي رحب بجهود الولايات المتحدة للتوسط بين الجارتين قائلا إنه سيحمل آمال أكثر من مليار شخص في المنطقة.

لكن التصريحات أثارت انتقادات وعاصفة سياسية في الهند التي طالما تصدت لأي مقترح بتدخل طرف ثالث في التعامل مع قضية كشمير ذات الأغلبية المسلمة والتي تعتبرها نيودلهي جزءا من البلاد.

حيث رفضت الهند، تلك الوساطة، كما رفضت ما قاله الرئيس الأمريكي بأن رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي طلب مساعدة الولايات المتحدة بشأن هذه القضية.

كما قالت الحكومة الهندية الثلاثاء إن مودي لم يطلب مطلقا من الرئيس الأمريكي المساعدة في وساطة مع باكستان بشأن منطقة كشمير.

ونشر المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الهندية، رافيش كومار، تغريدة بعد تعليقات ترامب قال فيها: “لم يتقدم (مودي) بمثل هذا الطلب” مؤكداً علي أن موقف بلاده ثابت بشأن كل القضايا العالقة مع باكستان والتي تتم مناقشتها على المستوى الثنائي فقط”.

فيما أضفت تصريحات ترامب المزيد من التوتر على العلاقات السياسية مع الهند والتي تقع تحت ضغوط بالفعل بسبب التجارة.

وقال وزير الشؤون الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار أمام المشرعين الغاضبين إن مودي لم يطلب أي مساعدة من ترامب بشأن كشمير، مشيراً أنه كان ضمن الوفد الهندي في قمة مجموعة العشرين باليابان حيث التقى ترامب مع مودي.

وأضاف جايشانكار أن ترامب، أدلى بتصريحات معينة لإظهار أنه مستعد للتوسط إذا طلبت الهند وباكستان ذلك.

واندهش خان الثلاثاء من رد فعل الهند بشأن عرض الوساطة الذي تقدم به ترامب، وقال ”أجيال من الكشميريين عانت وتعاني يومياً من وضع إنساني يحتاج إلى حل للصراع“.

وتتنازع الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان الإسلامية السيادة على كشمير المقسمة الواقعة في جبال الهمالايا، وخاضت الدولتان النوويتان حربين في إطار هذا الصراع منذ الاستقلال في 1947.

وتسعى باكستان منذ وقت طويل لتطبيق قرارات أصدرتها الأمم المتحدة قبل عقود وتدعو لإجراء استفتاء في الإقليم لتحديد مستقبله. وتقول الهند إن الأمم المتحدة ليس لها دور في كشمير حيث يقاتل مسلحون انفصاليون القوات الهندية منذ سنوات.

وبموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون الاستقلال الهندي، كان لدى كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلى الهند أو باكستان. واختار وقتها حاكمها” هاري سينغ، الهند، فاندلعت الحرب عام 1947 واستمرت مدة عامين.

دخلت كشمير مرحلة الصراع بين الهند وباكستان، وبدأت حرب أخرى في عام 1965 ، في حين خاضت الهند صراعاً قصيراً، لكن مريراً مع قوات مدعومة من باكستان في عام 1999، وحينها أعلنت كل من الهند وباكستان أنهما قوتان نوويتان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى