مقالات

التركيز على كشمير المحتلة في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

الطاف حسين واني

مع احتفال العالم باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في الخامس والعشرين من نوفمبر، من الضروري أن نتأمل في الحقائق المروعة التي تواجهها النساء في مناطق الصراع، وخاصة في كشمير المحتلة من قبل الهند.

ويذكرنا هذا اليوم بالعنف والتمييز المستمرين اللذين تعاني منهما النساء على مستوى العالم،

وفي كشمير، ترسم الإحصاءات صورة مروعة للانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان.

الاغتصاب الجماعي أو التحرش

من يناير 1989 إلى أكتوبر 2024، شهدت كشمير عددًا مذهلاً من النساء المعرضات للعنف.

تشير التقارير إلى أن 22980 امرأة قد ترملت، وواجهت 11265 امرأة أعمالًا مروعة من الاغتصاب الجماعي أو التحرش.

 بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 2500 أرملة نصفية – نساء اختفى أزواجهن أثناء احتجازهم لدى القوات المسلحة،

مما تركهن في حالة من الغموض، اجتماعيًا وقانونيًا.

ويتفاقم الوضع بسبب اعتقال ناشطات مثل آسيا أندرابي وفهميدة صوفي ونهيدة نسرين

والعديد من الأخريات اللاتي سُجن بسبب الدعوة إلى حق تقرير المصير.

العنف ضد المرأة في كشمير

إن إرث العنف ضد المرأة في كشمير يتخلله العديد من حوادث الاغتصاب الجماعي التي وقعت على مر السنين، والتي غالبًا ما شملت القوات المسلحة الهندية.

ومن أكثر الحالات شهرة مذبحة كونان بوشبورا، التي وقعت في 23 فبراير 1991.

أثناء عملية بحث، اغتصب الجنود جماعيًا 83 امرأة من جميع الأعمار،

مما ترك علامة لا تمحى على المجتمع وسلط الضوء على الإفلات من العقاب الذي ترتكب به مثل هذه الأفعال.

وبالمثل، تضمنت جريمة الاغتصاب الجماعي في شانبورا في 7 مارس 1990، الاعتداء الوحشي على العديد من النساء من قبل أفراد قوة شرطة الاحتياطي المركزية،

حيث روى الضحايا رعب جرهم من منازلهم وانتهاكهم.

ولم يتوقف العنف مع مرور الوقت؛ بل استمرت الحوادث في الظهور، مثل اغتصاب جماعي في وافوسا في 22 أبريل 1997،

حيث اعتدى أفراد مسلحون على العديد من النساء، بما في ذلك قاصرات.

وفي حادث آخر في 5 أكتوبر 1998، اغتصب جندي امرأة تبلغ من العمر خمسين عاماً في دودا، وقد صرح صراحة بأن هويتها كمسلمة تبرر العنف ضدها.

وتعكس هذه الحوادث نمطاً مزعجاً من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهو ليس انتهاكاً لحقوق الإنسان فحسب، بل إنه أيضاً سلاح يستخدم لفرض السيطرة وإثارة الخوف داخل المجتمع.

الصحة العقلية في كشمير

وبحسب «مسح الصحة العقلية في كشمير لعام 2015» الذي أجرته منظمة أطباء بلا حدود،

فإن 50% من النساء (مقارنة بـ 37% من الرجال) يعانين من الاكتئاب المحتمل؛

و36% من النساء (مقارنة بـ 21% من الرجال) يعانين من اضطراب القلق المحتمل؛

و22% من النساء (مقارنة بـ 18% من الرجال) يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة.

إن تأثير هذا النوع من العنف يتجاوز إلى حد كبير الصدمة الجسدية والنفسية المباشرة التي يعاني منها الضحايا.

فهو يمزق الأسر ويحطم المجتمعات ويديم دورة العنف والتمييز التي تؤثر على الأجيال القادمة.

والنساء، اللاتي يشكلن في كثير من الأحيان العمود الفقري لأسرهن ومجتمعاتهن، يجدن أنفسهن مهمشات وموصومات، مما يجبرهن على الصمت والعزلة.

الاعتراف بقدرة النساء الكشميريات على الصمود والمقاومة

في هذا اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، من الأهمية بمكان الاعتراف بقدرة النساء الكشميريات على الصمود والمقاومة،

واللاتي يواصلن النضال ضد هذه المظالم. لقد عمل الناشطون والمنظمات بلا كلل لرفع مستوى الوعي، وتقديم الدعم للناجيات، والدعوة إلى تحقيق العدالة.

ومع ذلك، بعد إلغاء المادة 370 والمادة 35/أ، بثت وكالة التحقيقات الوطنية ثقافة الخوف والترهيب للناشطين والمنظمات من خلال مداهمة المكاتب وإغلاقها ومصادرة جميع السجلات وما إلى ذلك.

ومن ناحية أخرى، فإن الطريق إلى الشفاء والمساءلة محفوف بالتحديات، حيث تواجه العديد من النساء الوصمة المجتمعية والخوف من الانتقام بسبب التحدث.

التصدي للعنف ضد المرأة في كشمير

إن المجتمع الدولي يلعب دوراً حيوياً في التصدي للعنف ضد المرأة في كشمير.

ومن الضروري محاسبة الجناة وضمان حصول الناجيات على الدعم والعدالة التي يستحقونها.

ولابد أن تكون الدعوة لحقوق المرأة في طليعة جهود بناء السلام في المنطقة،

مع الاعتراف بأن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه دون معالجة العنف المنهجي الذي تواجهه النساء.

وعلاوة على ذلك، من الضروري تعزيز أصوات النساء الكشميريات في المحافل العالمية، وضمان الاستماع إلى تجاربهن ومطالباتهن بالعدالة.

ولابد من إعطاء الأولوية لروايات الناجيات، ولابد من الاعتراف بحقوقهن باعتبارها أساسية لأي حوار هادف حول الصراع في كشمير.

التضامن مع نساء كشمير

وبينما نحتفل بهذا اليوم، فلنتضامن مع نساء كشمير وفي مختلف أنحاء العالم اللاتي ما زلن يعانين من العنف والتمييز.

 إنه نداء للعمل من أجل أن تعمل الحكومات والمنظمات والأفراد بشكل جماعي من أجل مستقبل تستطيع فيه النساء أن يعشن حياة خالية من العنف والخوف.

إن القضاء على العنف ضد المرأة ليس مجرد قضية نسائية؛ بل هو قضية حقوق إنسان تتطلب التزام المجتمع بأسره.

وفي الختام،

فإن اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة يشكل تذكيراً بالغ الأهمية بالحاجة الملحة إلى معالجة التحديات المحددة التي تواجهها النساء في مناطق الصراع مثل كشمير.

ومن خلال الجهود المستدامة والدعوة والالتزام بالعدالة فقط يمكننا أن نأمل في خلق عالم

حيث تكون النساء حقاً خاليات من العنف ويمكنهن الازدهار في أمان وكرامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى