مائدة مستديرة حول منظمة شنغهاي.. وأولويات السياسة الباكستانية
2024-02-24
استضاف مركز الدراسات الصينية الباكستانية (CPSC) في معهد الدراسات الاستراتيجية (ISSI) مائدة مستديرة بعنوان «منظمة شنغهاي للتعاون: سياسة باكستان وأولوياتها وفرصها».
وألقى السفير (ر) بابار أمين، أول منسق وطني لباكستان لمنظمة شنغهاي للتعاون، كلمة رئيسية.
وقدم مناقشون بارزون من الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر وجهات نظرهم، وفقا لبيان صحفي.
قدمت المائدة المستديرة رؤى قيمة حول الدور المحوري القادم لباكستان في منظمة شنغهاي للتعاون في الفترة التي تسبق قمة مجلس رؤساء الحكومات (CHG) التي ستستضيفها باكستان بالإضافة إلى رؤيتها للتعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي. وفي كلمته الترحيبية، أكد السفير سهيل محمود المدير العام السابق لمنظمة شنغهاي للتعاون على أهمية منظمة شنغهاي للتعاون كمنصة عبر إقليمية.
وسلط الضوء على أهمية منظمة شنغهاي للتعاون في الوسط العالمي المعاصر، والفرص المتاحة لباكستان في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للقيام بدور قيادي في المنظمة، والتحديات التي ينبغي وضعها في الاعتبار فيما يتعلق بأهداف منظمة شنغهاي للتعاون ودورها في المستقبل. وأبرز أنه منذ إنشائها في عام 2001، نمت منظمة شانغهاي للتعاون لتصبح «عائلة كبيرة» تضم 26 دولة، بما في ذلك الدول الأعضاء والمراقبين وشركاء الحوار.
وأضاف أن منظمة شنغهاي للتعاون تمثل 60 في المائة من مساحة اليابسة في المنطقة الأوروبية الآسيوية و40 في المائة من سكان العالم وحوالي 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ولا تزال المنظمة تحمل «روح شنغهاي» المتمثلة في الثقة المتبادلة والمساواة واحترام التنوع والسعي إلى تحقيق التنمية المشتركة، في مقابل أي منظورات محصلتها صفر أو مفاهيم المواجهة الجيوسياسية أو الصدام الحضاري.
وأكد سهيل محمود كذلك أن باكستان تعتبر منظمة شانغهاي للتعاون منصة مهمة منذ البداية وأن مسؤوليات البلاد القادمة في مختلف المجالس وكذلك الهيئة العليا لصنع القرار، مجلس رؤساء الدول ، تنطوي على فرص مهمة لتعزيز أهداف منظمة شانغهاي للتعاون للسلام والاستقرار الإقليميين.
سيكون من المهم لباكستان أن تكون مبدعة واستباقية على حد سواء وهي تقود مختلف اجتماعات منظمة شنغهاي للتعاون وعمليات القمة في عام 2024 وما بعده.
واختتم كلمته بتسليط الضوء على التحديات التي قد تواجه المنظمة في شكل تنوع الدول الأعضاء،
وآثار التنافس بين القوى الكبرى، والطبيعة المتغيرة للتهديدات الأمنية في المنطقة، ودعا إلى حل دقيق لهذه التحديات بالتشاور الوثيق بين الدول الأعضاء.
وأوجز بابار أمين، في كلمته الرئيسية، الأهداف الاستراتيجية لباكستان داخل المنظمة.
وسلط الضوء على جهود باكستان لتعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا من خلال منصة منظمة شانغهاي للتعاون وشدد على أهمية الربط وتطوير البنية التحتية، لا سيما في معالجة أزمات الطاقة.
وأشار إلى أن باكستان يمكن أن تعمل كشريك طبيعي مع منظمة شانغهاي للتعاون لتعزيز الترابط والتجارة والتعاون الاقتصادي في المنطقة. يتماشى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) بشكل طبيعي مع أهداف منظمة شانغهاي للتعاون من أجل الترابط الإقليمي وتعزيز التجارة.
ويمكن لباكستان أيضا أن تساعد البلدان الأعضاء في المنظمة في مجال التعاون الأمني نظرا لخبرتها الواسعة في مجال مكافحة الإرهاب وتعاونها مع آلية الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابعة لمنظمة شنغهاي للتعاون.
وأضاف السفير بابار أمين أنه من خلال المشاركة النشطة في اجتماعات ومبادرات منظمة شانغهاي للتعاون، تهدف باكستان إلى تعزيز علاقاتها التاريخية مع آسيا الوسطى ومواصلة توطيد شراكتها التعاونية الاستراتيجية الشاملة مع الصين.
وقال إن الأولويات الاستراتيجية الرئيسية لباكستان داخل منظمة شانغهاي للتعاون تشمل ترسيخ نفسها كشريك موثوق به، لا سيما على النقيض من مشاركة الهند الانتقائية وانحيازها المتصور للتفضيلات الغربية.
وقال إن باكستان تسعى إلى تعزيز التعاون الأمني غير التقليدي من خلال آلية RATS داخل منظمة شنغهاي للتعاون، وتعزيز التعاون في مسائل الدفاع والأمن.
بالإضافة إلى ذلك، توفر منصات منظمة شانغهاي للتعاون فرصا للمشاركة البناءة مع الهند، مما يوفر سبلا للاجتماعات الثنائية المستقبلية والحوار على الهامش.
أكد المدير التنفيذي لمركز التميز للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الدكتور لياقات علي شاه، على الطبيعة متعددة الأوجه لجدول أعمال منظمة شانغهاي للتعاون، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق.
وشدد على إمكانية التآزر بين منظمة شانغهاي للتعاون ومبادرة الحزام والطريق، وبالتالي مع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، أمر ضروري لتعزيز التكامل الإقليمي.
كما شدد على الحاجة إلى الشمولية والمشاركة متعددة الأطراف في التعاون الاقتصادي في منتدى منظمة شنغهاي للتعاون.
ولكي يتحقق ذلك بشكل أفضل من الجانب الباكستاني، يجب أن يكون هناك تنسيق أفضل في صنع السياسات وتنفيذها.
وفي معرض حديثها عن تحديات وفرص التكامل المالي داخل منظمة شنغهاي للتعاون، أكدت الدكتورة شازيا غاني، كبيرة الباحثين المشاركين في مركز غرونوبل لبحوث الاقتصاد في فرنسا، على أهمية فهم الاقتصادات المتنوعة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وضرورة وجود فائض قابل للتصدير للاستفادة من الإمكانات الاقتصادية بشكل فعال.
وأضافت أن هناك حاجة في منصة منظمة شانغهاي للتعاون لمناقشة آفاق التداول بالعملات الإقليمية، مثل الرنمينبي، حيث يبدو التحول إلى التداول بعملات أخرى أمرا لا مفر منه الآن.
دعا رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة بيشاور، الدكتور سيد حسين شهيد سهروردي، إلى إعادة تعريف علاقات القوة داخل منظمة شنغهاي للتعاون،
مشددا على أولوية الاقتصاد على النماذج الأمنية التقليدية.
وسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الإقليمية والمجاورة وشدد على أهمية تعزيز الترابط الإقليمي.
وأضاف أن المنصات متعددة الأطراف مثل منظمة شانغهاي للتعاون يمكن أن تسهل الحوار والمناقشة بين الجهات الفاعلة المتخاصمة، مما يسمح بتخفيف المخاوف المتعلقة بالأمن للسماح بمزيد من النشاط التجاري والاقتصادي في المنطقة.
وفي وقت سابق، سلط مدير مركز الدراسات الصينية الباكستانية الدكتور طلعت شابير الضوء في كلمته الافتتاحية على تولي باكستان المقبل للرئاسة السنوية الدورية للهيئات الإدارية لمنظمة شنغهاي للتعاون بما في ذلك مجلس رؤساء الحكومات ومجلس الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب ومجلس رؤساء الدول.
وأكد أن هذه الفرصة ترمز إلى التزام باكستان بتعزيز الترابط ومكافحة الإرهاب إقليميا وعالميا، مما يجعلها حجر الزاوية للتكامل الإقليمي في إطار منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي كلمته الختامية، أكد رئيس مجلس المحافظين في ISSI خالد محمود على التركيز المزدوج لمنظمة شنغهاي للتعاون على الاقتصاد والأمن، مشبها إياها بعربة ذات عجلتين.
وشدد على أهمية تعددية الأطراف في التصدي للتحديات المعاصرة وحث منظمة شنغهاي للتعاون على الشروع في مشاريع غير تقليدية لتعزيز التعاون والتنمية الإقليميين.