الأمم المتحدة توافق على قرار باكستان حول «الحق في تقرير المصير»
اعتمدت لجنة رئيسية تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس بالإجماع قرارا يجدد الالتزام العالمي بمبدأ تقرير المصير للشعوب التي لا تزال خاضعة للاحتلال الاستعماري والأجنبي.
وشاركت في رعاية القرار 64 دولة، الذي قدمه سفير باكستان لدى الأمم المتحدة منير أكرم،
وتم تبنيه دون تصويت في اللجنة الثالثة للجمعية العامة التي تضم 193 عضوا، والتي تتعامل مع القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية.
إن هذا القرار، الذي شاركت باكستان في تقديمه منذ عام 1981، يعمل على تركيز اهتمام العالم على الشعوب التي لا تزال تناضل من أجل حقها غير القابل للتصرف في تقرير المصير، بما في ذلك شعب فلسطين وكشمير.
ومن المتوقع أن يتم عرض النص على الجمعية العامة للموافقة عليه الشهر المقبل.
حق تقرير المصير من حقوق الإنسان
وقال السفير أكرم، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، أثناء تقديمه لمشروع القرار:
إن حق الشعوب في تقرير مصيرها يوفر أساساً هائلاً يُبنى عليه صرح حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع.
وقال إن هذا الحق قد تم تدوينه في العديد من الوثائق الدولية،
بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية.
وقد تم تفصيل هذا التعريف من قبل مختلف المحاكم والخبراء القانونيين.
وقال: تقريباً جميع المستعمرات السابقة والشعوب المقهورة، الممثلة في هذه اللجنة الموقرة اليوم كدول ذات سيادة، ضمنت استقلالها من خلال ممارسة حقها في تقرير المصير،
مشيراً إلى أنه كانت هناك حالات حيث كانت الشعوب المحتلة تتعرض للانتهاكات.
وما زالوا محرومين بشكل منهجي من هذا الحق، وهم مضطرون إلى مواصلة نضالهم الشجاع من أجل إعماله.
وأضاف المبعوث الباكستاني أن الوسائل والأساليب التي تواصل بها قوى الاحتلال قمع النضال المشروع من أجل تقرير المصير وحشية وقمعية،
بما في ذلك استخدام القوة العسكرية المجردة، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية.
وبموجب أحكام مشروع القرار، ستعيد الجمعية العامة تأكيد الإعمال العالمي لحقوق جميع الشعوب،
بما في ذلك الشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية والأجنبية والأجنبية، في تقرير المصير كشرط أساسي لضمان حقوق الإنسان ومراعاتها بشكل فعال.
وقف التدخل العسكري الأجنبي
كما أعلن القرار معارضة الجمعية العامة الصارمة لأعمال التدخل العسكري الأجنبي والعدوان والاحتلال،
حيث إنها أدت إلى قمع حق الشعوب في تقرير المصير وغيره من حقوق الإنسان في أجزاء معينة من العالم.
ودعا الدول المسئولة إلى الوقف الفوري لتدخلها العسكري في البلدان والأقاليم الأجنبية واحتلالها، وكذلك جميع أعمال القمع والتمييز والاستغلال وسوء المعاملة.
وتأسف الجمعية العامة أيضا لمحنة الملايين من اللاجئين والمشردين الذين شردوا من ديارهم نتيجة لهذه الأعمال،
وتؤكد من جديد حقهم في العودة إلى ديارهم طوعا بأمان وشرف.
ويحث مجلس حقوق الإنسان على إيلاء اهتمام خاص لانتهاكات حقوق الإنسان،
وخاصة الحق في تقرير المصير، الناجمة عن التدخل العسكري الأجنبي أو العدوان أو الاحتلال.
كما يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريرا إلى الدورة القادمة للجمعية العامة حول هذه المسألة.
مندوب الهند يعترض
وفي شرحه لتصويت الهند، كرر مندوب هندي موقف نيودلهي بأن الحق في تقرير المصير هو حق للمستعمرات التي لا تتمتع بالحكم الذاتي، وهو ما يسمح للناس باختيار هياكل حكمهم بحرية.
وقال المندوب الهندي إن الهند مستعمرة سابقة، مدعيا أن الحق في تقرير المصير لا يمكن تطبيقه لتقويض المؤسسات والمجموعات الديمقراطية داخل الدول ذات السيادة.