سمير حسين زعقوق يكتب: كيف نتضامن مع كشمير المحتلة؟
كشمير المحتلة تتعرض لظلم شديد؛ من إخوانها في العالم الإسلامي قبل المجتمع الدولي، فالجميع يتجاهل مأساتها، يتجاهلون عنصرية الهندوس تجاه أهلها المسلمين.
الدولة الوحيد التي لم تتوقف عن دعم قضية كشمير حتى الآن هي جمهورية باكستان الإسلامية، فمنذ أكثر من سبعين عامًا حتى اللحظة وباكستان لم توقف عن دعم شعب كشمير وقضيتة العادلة.
السؤال الذي يفرض نفسه.. كيف نتضامن مع كشمير؟
أنا مثلا بصفتي الصحفية أتضامن مع كشمير بنشر الوعي حول القضية وتاريخها وملابساتها، وأسعى جاهد لفضح عنصرية الهندوس تجاه إخواننا في كشمير المحتلة..
أنت كقانوني دورك في غاية الأهمية، تضامنك مع القضية يكون بعرض الجانب القانوني منها، بل والدفاع عن القضية في المحافل الدولية.
أما أنت كمسلم، فدورك أهم من دور الصحفي والقانوني، وهو أن تقوم برفع القضية إلى أحكم الحاكمين وأعادل العادلين..
ترفع أكف الضراعة إلى الله، وتعوه جلّ في علاه.. أن ينصر إخوانك المجاهدين في كشمير المحتلة وفي فلطين وفي بورما، وفي كل بقعة يتعرض فيه المسلمون إلى الاضطهاد.
كان لابد من هذه المقدمة ليعرف كل منا دوره في طابور الجهاد لنصرة قضايانا الإسلامية.
وفي السطور التاليات سأمارس دوري في التضامن ليس مع كشمير، فحسب،
لكن التضامن أيضًا مع مسلمي الهند المضطهدين وثقافتهم التي تتعرض للتغييب والإمحاء، وسأكتفي بمثال لكل منهما:
المثال الأول: مخطط الهندوس لتفريغ كشمير من سكانها المسلمين (تغيير ديموجرافيا الولاية)
حيث تقوم الحكومة الهندية بتنفيذ مخطط مدروس بعناية لمصادر ممتلكات المسلمين في كشمير المحتلة،
فقد استولت على مجموعة من المنازل المرتبطة بالجماعة الإسلامية في الأسابيع الأخيرة.
جاء في تقرير جمعه محيط الإسلام،
أن موجة المصادرة الأخيرة جاءت عندما تمت مصادرة 20 عقارًا على الأقل بناء على توصية من وكالة التحقيقات الحكومية الهندية سيئة السمعة.
ووردت أنباء عن استهداف عشرات الممتلكات الأخرى للمصادرة.
في واحدة من أكثر الأعمال دراماتيكية، تم وضع القوات الهندية في حالة تأهب للضبط في أمام منزل من طابقين في حي راقٍ في سريناغار كان في السابق منزل لزعيم المقاومة سيد علي جيلاني، رحمه الله.
نفذت المداهمة وكالة التحقيقات الوطنية الهندية بحضور الشرطة.
وقال أحد أفراد عائلة جيلاني، الذي تحدث إلى إذاعة صوت أمريكا شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا من انتقام رسمي، ربما كان العقار مملوكًا للجماعة الإسلامية، وهي منظمة محظورة الآن. قال أحد أفراد الأسرة «عشنا هناك لفترة قصيرة».
فرضت الهند حظراً على الجماعة الإسلامية لمدة 5 سنوات. وتم إغلاق المكتب الرئيسي بعد الحظر.
وقالت الجماعة الإسلامية إنها منظمة اجتماعية وسياسية ودينية لا علاقة لها بالتشدد.
وشنت وكالة الاستخبارات الوطنية الهندية غارات في ظل السلطة المتزايدة التي تلقتها عندما ألغت الحكومة الهندية الحكم الذاتي المحدود لكشمير في عام 2019.
ومنذ ذلك الحين، شنت الوكالة غارات عبر الوادي في محاولة لسحق المسلحين المقاومين.
وقد تم تنفيذ العديد من عمليات الاستيلاء الأخيرة على الممتلكات من قبل قوات شرطة تم تشكيلها حديثًا تسمى وكالة التحقيق الحكومية.
بلغت قيمة ممتلكات الجماعة الإسلامية المصادرة نحو مليار روبية [12.1 مليون دولار] تمت مصادرتها في عدة مناطق من الوادي.
وتم تحديد 188 عقارًا تابعًا للجماعة الإسلامية إما تم «إخطارها أو يتم إخطارها لمزيد من الإجراءات القانونية».
اتصلت إذاعة صوت أمريكا بالعديد من أعضاء الجماعة الإسلامية للتعليق ولكنهم جميعًا رفضوا التحدث خوفا من انتقام الهندوس منهم.
ونقلت قناة WION التلفزيونية الهندية عن فيجاي كومار، الذي يُعرف باسم المدير العام الإضافي لشرطة كشمير،
أن الشرطة ستصادر جميع ممتلكات الأشخاص أينما كان هناك مواجهة أو يتم استخدامها كمخبأ أو إيواء..، سيتم الاستيلاء على ممتلكاتهم.
تم إرفاق منزل زعيم منتدى الحرية لكافة الأحزاب الكشميرية شبير أحمد شاه في 4 نوفمبر الماضي. كان شبير أحمد شاه يستخدم المنزل المكون من طابقين كمكتب له.
وقال خبير قانوني، طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي لأسباب أمنية:
إن مصادرة الدولة لأي ممتلكات لا يجب أن تتم إلا بعد أن تقرر المحكمة أن الممتلكات تنتمي إلى منظمة غير مشروعة.
وقال الخبير: «يجب على الحكومة اتباع الإجراءات المنصوص عليها بالفعل بموجب القانون بدلاً من التصرف بشكل تعسفي».
من بين أولئك الذين تم الاستيلاء على منازلهم نسيمة بيغوم، تقيم بمفردها الآن داخل مطبخ المنزل الذي تقيم فيه الآن،
قالت بيغوم إن عائلتها متهمة بإيواء مسلحين قتلوا خلال تبادل لإطلاق النار في سرينيغار في سبتمبر 2020.
تقول بيغوم: «قالت الشرطة إن مسلحاً قُتل في حارة مجاورة لمنزلنا والاثنان الآخران داخل حديقتها».
«إنهم لا يصدقوننا أن المسلحين ربما تسللوا إلى مقرنا من مستعمرة مجاورة بعد أن أجرت الشرطة عمليات تفتيش».
وأضافت أن عائلتها غادرت المنزل بعد أن طرقت الشرطة بابهم خلال مداهمة منتصف الليل.
وقالت بيغوم: «لا أحد من أفراد عائلتي له علاقة بالمسلحين». وسألت «هل يستطيع أحد أن يقول لا للمسلحين؟».
كما شجبت بيغوم سجن أبنائها الثلاثة بتهمة «تعاطفهم مع المقاومينين».
أثارت مصادرة الممتلكات اعتراضات ليس فقط من منتقدي الحكم الهندي في كشمير ولكن أيضًا من الأشخاص المرتبطين بإدارة الدولة المدعومة من نيودلهي.
ومن بين هؤلاء المفتي محبوبة الذي وصف هذه الخطوة بأنها «عقاب جماعي لأهل كشمير».
وقالت في إشارة إلى إلغاء الحكم الذاتي لكشمير: «أرى ذلك بمثابة انتقام بعد الخطوة غير الديمقراطية في 5 أغسطس 2019».
«غدًا إذا اكتشفوا أن شخصًا ما كان عضوًا في جماعة المجاهدين، فهل سيصادرون تلك الممتلكات أيضًا؟
اليوم يحدث ذلك مع شخص ما وغدا يمكن أن يحدث مع أي شخص».
المثال الثاني:
الهند تمحو تاريخ القائد المسلم «تيبو سلطان» الذي قاوم الاستعمار البريطاني؟
حتى وقت قريب كان يُنظر إلى «تيبو سلطان» على نطاق واسع بين الهنود -على اختلاف أديانهم- على أنه مناضل عظيم، وشهيد في سبيل الحرية ضد الاحتلال الإنجليزي،
ولكن مع تفاقم موجة التعصب الديني ضد المسلمين، أصبح هناك رفض لرمزية تيبو سلطان،
بل ووصمه بأنه كان «إرهابيًّا مسلمًا يضطهد الهندوس».
وقامت حكومة ولاية كارناتاكا بتغيير اسم خط القطار الذي يربط بين مدينتي مايسور وبنجلور ليحمل اسم «ووديار»، بعد أن كان يسمى باسم «تيبو سلطان»
وقامت حكومة ولاية ماهاراشترا بمحو اسم «تيبو سلطان» من ملعب بومباي…
هكذا يتم محو كل ما يرتبط بالإسلام في الهند، فماذا أنتم فاعلون؟؟