أخبار

الاحتفال بالذكرى 34 على استقلال أفغانستان

دمر الاتحاد السوفيتي ثم الأمريكان أفغانستان
في شهر فبراير الماضي مر نحو 34 عامًا على استقلال أفغانستان وتحررها من قبضة الاتحاد السوفيتي،

ففي الخامس عشر من فبراير 1989، حضرت الجموع المبتهجة لمشاهدة آخر القوات السوفيتية تغادر أفغانستان عبر «جسر الصداقة» الذي يربط ضفتي النهر-الحدود بين أفغانستان والاتحاد السوفيتي السابق.

🔹 غورباتشيف: إرسال القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان «خطأ فادحا»

بعد عشر سنوات من النزاع، سقط 1،5 مليون قتيل من الجانب الأفغاني وحوالي 15 ألفا من الجانب السوفيتي، وقد هزمت مقاومة الأفغان الجيش الأحمر.

وكانت مجموعة صغيرة من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي قررت وبشكل سري اجتياح أفغانستان في 27 ديسمبر 1979.

والاجتياح تقرر رسميا لمساعدة «الشقيق» الأفغاني المرتبط بالكرملين بمعاهدة صداقة وتعاون وقعت مع هذا البلد الذي أصبح شيوعيا إثر انقلاب حصل قبل عام من هذا التاريخ.

وكانت موسكو تعتقد أنها ستتمكن بسهولة من الانتصار بهذه الحرب على الجهاد الإسلامي،

لكنها عجزت عن قطع خطوط الإمدادات للمجاهدين الأفغان الذين كانوا يتلقون السلاح من الأمريكيين، والتمويل من السعودية، والدعم اللوجستي من باكستان.

وفي 14 ابريل 1988، تعهد الاتحاد السوفيتي، من خلال المشاركة في التوقيع على اتفاقات جنيف، بأن يسحب قواته –التي تفوق 100 ألف جندي- قبل 15 شباط 1989.

خطأ كبير

وقد حصل الانسحاب على مرحلتين، أتاحت كل واحدة منهما سحب حوالي 50 ألف رجل. واستمرت الأولى من 15 مايو إلى 15 أغسطس 1988.

 الاحتفال بيوم التحرير في أفغانستان في 15 فبراير كل عام

وكان يفترض أن تبدأ الثانية في 15 نوفمبر، لكنها أرجئت بسبب الضغط العسكري للمجاهدين. وبدأت بسرية تامة مطلع ديسمبر.

الظروف كانت صعبة

فقد تعين على أرتال الآليات الآتية من كابول عبر طريق سالانغ الذي يعبر سلسلة جبال يبلغ ارتفاعها 3600 متر، مواجهة أقسى شتاء منذ 16 عاما في أفغانستان.

كذلك واصلت المقاومة الإسلامية ضغوطها وقتل رجال في المعارك حتى نهاية الانسحاب.

وفي 15 فبراير، رحبت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، ومجلس الوزراء، بالجنود «الذين عادوا إلى وطنهم بعدما قاموا بواجباتهم الوطنية والدولية بنزاهة وشجاعة».

واضافت الرسالة «بناء على طلب الحكومة الشرعية لأفغانستان، توليتم حماية شعبها ونسائها وأطفالها وكبار السن والمدن والقرى، وتوليتم حماية الاستقلال الوطني وسيادة دولة صديقة».

إلى أي مدى تبدو سويسرا مُحايدة فعلاً؟

في السنوات الأخيرة، ابتعدت سويسرا هي الأخرى عن المفهوم التقليدي للحياد وتوجّهت بشكل أكبر نحو المجتمع الدولي.

لكن النبرة كانت مختلفة في صحافة موسكو. وكتبت صحيفة برافدا، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، «بفرح عودة الجنود، تختلط الآلام الناجمة عن الخسائر والأفكار المريرة».

الآن أفغانستان دولة ذات سيادة ويجب احترامها

وفي 2003، قال الرئيس السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشيف، إن «اللجنة المركزية تسلمت أعدادا كبيرة من الرسائل التي تدعو إلى وقف الحرب.

وقد كتبتها أمهات وزوجات الجنود وأخواتهم (…)

وقال ضباط إنهم غير قادرين على أن يبرروا لمرؤوسيهم لماذا نقاتل وما كنا نفعله هناك وما أردنا الحصول عليه». وأضاف إن إرسال القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان «خطأ فادحا».

-حرب أهلية-

في 15 فبراير 1989، كتب المراسل الخاص لوكالة فرانس برس آلان بوبيون،

«لم تنتشر في كابول أي دعاية ولم ينظم أي احتفال خاص بمناسبة مغادرة آخر جندي سوفياتي،

انسحب وسط لامبالاة تامة من الرسميين ومن الشعب نفسه».

وأضاف «لقد رحلوا»، اكتفى سكان كابول بالقول، رافعين أيديهم إلى السماء،

وهذه حركة تترجم شعورا لدى القسم الاكبر من سكان العاصمة: الارتياح والقلق في آن بسبب غموض المستقبل.

وفي حيرتان، كان الجنرال بوريس غروموف آخر جندي سوفيتي يعبر «جسر الصداقة» في الساعة 11،30 بالضبط.

فَقَدَ نحو  11.5 ٪ من الأفغان حياتهم في الصراع السوفيتي.

ويؤكد محمد صالح الذي كان آنذاك بائعا متجولا أن الناس احتفلوا بانسحاب القوات الروسية.

وأضاف هذا الرجل المسن الذي يبلغ اليوم السادسة والسبعين من العمر، لوكالة فرانس برس،

«لكن عندما رأينا الحرب الأهلية والمعارك العنيفة التي تلتها، قلنا انه كان من الأفضل لو بقيت في أفغانستان».

وفي 1992، استقال الرئيس محمد نجيب الله، منهيا بذلك الشيوعية في أفغانستان.

وستحل محله حكومة منبثقة من المجاهدين الأفغان، سرعان ما نشبت الخلافات بين فصائلهم.

وهكذا تقاتلت فصائل المجاهدين ودخلت البلاد في حرب أهلية تلاها وصول طالبان إلى الحكم في 1996.

ثم غيابها «طالبان» عن المشهد 20 عامًا، ثم العودة مرة أخرى لتولي مقاليد الحكم في البلاد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى