مقالات

خليفة بن زايد صديق باكستان وقائد العطاء الإنساني

حمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي*

نشعر بالألم والحزن برحيل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي انتقل إلى جوار ربه، بعد مسيرة حافلة ومميزة بالقيادة والريادة والخير والعطاء، والتمكين، وعزاؤنا في تقليد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مقاليد الحكم، واستكمال مسيرة الخير والعطاء والتقدم والازدهار، خير خلف لخير سلف.

لقد فقدنا جميعاً قائداً فذاً جاء في الزمن الصعب، وكان رجل المرحلة، واجتازها بكل نجاح واقتدار وبحكمة وصبر، ليفسح لنا الطريق واسعاً وممهداً لنسير عليه بكل قوة وثقة عبر الزمن.

فقدنا قائداً محنّكاً وابناً باراً،  رجل جمع بين القيادة والقدرة على الريادة وبين البساطة والتواضع والإنسانية، لذلك كان قريباً إلى قلوب الجميع.

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»  كان محبا  للسلام والتسامح والعطاء الإنساني، وهو صاحب شخصية قيادية فذة  سعت طوال حياتها من أجل تعزيز السلام والاستقرار والأمن في كل بقاع العالم، ومن أجل إحلال السلام، ونشر قيم الإخاء والتسامح بين الجميع، وكان رحمه الله لا حدود لعطائه الإنساني والخيري.

في فترة حكمه شهدت العلاقات الإماراتية – الباكستانية قفزات وشراكة ديناميكية بين البلدين، وكان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، يكنّ حباً خاصاً في قلبه لشعب باكستان، ويرعى باهتمام الجالية الباكستانية المقيمة في دولة  الإمارات وقد بادله شعب باكستان هذا الحب بكل احترام، و يتمتع هذا القائد العظيم بمكانة كبيرة وعميقة في قلوب الباكستانيين.

وعرف عن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ممارسة عدد من الهوايات، بما في ذلك الصيد بالصقور «القنص»، وكانت باكستان المفضلة لممارسة هذه الهواية حيث انعكس ذلك على اهتماماته العديدة، خصوصاً من خلال دعمه لعدد من المشروعات البيئية، بما في ذلك برامج إكثار وتحرير الصقور وطيور الحبارى لا سيما في جمهورية باكستان الإسلامية.

ومن شرق الأرض لغربها فإن المواقف الإنسانية سيخلدها التاريخ للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لا سيما في باكستان التي شهدت في فترة حكمه تطور في العمل الإنساني والخيري والتنموي الذي تقدمه دولة الإمارات لدعم الأشقاء في باكستان.

ويعد المشروع الإماراتي في باكستان الذي انطلق عام 2011 بهدف مساعدة الشعب الباكستاني في مواجهة آثار الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد خلال عام 2010، نقلة نوعية على طريق دعم التنمية والاستقرار في باكستان بتوجيهات ودعم الوالد الراحل، لا سيما أن المشروع يتبنى منهجاً تنموياً شاملاً.

ففي يناير 2019 بدأت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وفي إطار المرحلة الثالثة للمشروع بتنفيذ 40 مشروعاً تنموياً وإنسانياً في جمهورية باكستان الإسلامية، بتكلفة تبلغ 200 مليون دولار يتم تمويلها من قبل صندوق أبوظبي للتنمية.

وجاء تنفيذ مشروعات المرحلة الثالثة استكمالاً للمشاريع التي نفذتها إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان خلال المرحلتين الأولى والثانية في العديد من الأقاليم والمناطق الباكستانية خلال الفترة من عام 2011 إلى عام 2017، والتي بلغ عددها 165 مشروعاً وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 420 مليون دولار.

وشملت مشاريع المرحلة الثالثة خمسة مجالات رئيسية هي الطرق والجسور والتعليم والصحة ومجال توفير المياه ومجال الزراعة، بالإضافة إلى تقديم العديد من المساعدات الإنسانية التي تشمل توزيع المساعدات الغذائية للسكان الفقراء والمحتاجين والنازحين وتنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.

وتنفيذا لتوجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» قدمت حملة دولة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال التي نفذت بجمهورية باكستان الإسلامية خلال الفترة من عام 2014 ولغاية نهاية شهر سبتمبر الماضي 418 مليونا و956 ألفا و226 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأكثر من 71 مليون طفل باكستاني تقل أعمارهم عن الخمس سنوات.

وفي العام 2005، وعندما ضرب زلزال شديد القوة باكستان، بادرت دولة الإمارات بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» في إرسال المساعدات المادية والعينية وفرق الإنقاذ والإغاثة لضحايا ومصابي الزلزال، إضافة إلى اعتماد مبلغ مائة مليون دولار لتقديم مساعدات عاجلة وإنشاء مساكن للمتضررين من الزلزال الذي أسفر عن وقوع آلاف الضحايا.

كما أمر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أيضاً بإقامة مستشفيات ميدانية في المناطق التي تعرضت للزلزال وذلك لتقديم المساعدات الطبية العاجلة وتوفير الدواء والعلاج للمصابين والجرحى، إضافة إلى مشاركة فريق البحث والإنقاذ الإماراتي بالمساعدة في عمليات الإنقاذ والانتشال في المناطق الأكثر تضررا التي لم تصل إليها فرق الإنقاذ بعد.

ختاماً ..

نشكر المشاعر الطيبة للشعب والمسئولين الباكستانيين وتعازيهم الحارة تجاه قائد دولة الإمارات ونقدر عالياً إعلان جمهورية باكستان الإسلامية الحداد الوطني، وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، حداداً على فقيد الوطن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «طيب الله ثراه».

 وستبقى دولة الإمارات على خطى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله»، الذي انتخب بالإجماع من حكام دولة الإمارات رئيسا للدولة، لاستكمال مسيرة التقدم والرفعة والازدهار، وفي تعزيز العلاقات الراسخة مع باكستان وغيرها من الدول لتحقيق آمال وتطلعات شعوب العالم في الخير والنماء.

***

*سفير الإمارات العربية المتحدة في جمهورية باكستان الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى