أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف التزام بلاده بمواصلة التعاون الوثيق مع إيران، بما يخدم مستقبلًا أكثر سلامًا وازدهارًا لكلا البلدين.
جاء ذلك خلال لقائه في إسلام آباد مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أردشير لاريجاني، الذي يجري زيارة رسمية إلى باكستان.
وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره للمواقف المبدئية التي تتخذها إيران تجاه القضايا الإقليمية، كما عبّر عن امتنانه لمواقف التضامن التي أبدتها طهران تجاه باكستان في الأوقات الصعبة.
وأكد شهباز شريف أهمية العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، داعيًا إلى تعميقها وتوسيع التعاون في مختلف المجالات.
من جانبه، ثمّن علي أردشير لاريجاني هذه المشاعر، مؤكدًا الحاجة إلى تعزيز العلاقات الباكستانية–الإيرانية في مجالات واسعة النطاق تحقق منفعة الطرفين.
ونقل لاريجاني شكر القيادة الإيرانية على الدعم الثابت الذي قدمته باكستان خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، معربًا عن تقديره للدور البنّاء الذي تلعبه إسلام آباد في دعم الحوار والدبلوماسية لتسوية النزاعات سلميًا.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول أبرز التطورات الإقليمية والدولية، مؤكدين أهمية تنسيق الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي.
كما تقرر قيام وفد برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إسحاق دار بزيارة إيران قريبًا لتعزيز التعاون، خاصة في مجالات الزراعة والاتصال.
وفي ختام اللقاء، أعرب شهباز شريف عن احترامه البالغ وتمنياته الطيبة للمرشد الأعلى السيد علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان.
يرى محللون سياسيون وخبراء في العلاقات الإقليمية أن اللقاء يعكس توجهًا باكستانيًا واضحًا نحو إعادة تنشيط علاقاتها مع الدول المجاورة، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة.
ويرجّح مراقبون أن التقارب مع إيران يحمل بعدًا اقتصاديًا وأمنيًا، خصوصًا في مجالات الطاقة وضبط الحدود وتعزيز التجارة الثنائية.
كما يشير خبراء دوليون إلى أن هذا الانفتاح قد يساعد البلدين على مواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك الأمن الإقليمي وعدم الاستقرار في المناطق الحدودية،
إضافة إلى تعزيز دورهما في ملفات التعاون الإقليمي. ويرى آخرون أن هذه التحركات قد تمهد لمرحلة جديدة من الدبلوماسية الاقتصادية التي تسعى إليها حكومة شهباز شريف لتحقيق استقرار اقتصادي وتنموي في الداخل الباكستاني.
