استمرار القمع الهندي في كشمير: مداهمات واعتقالات واسعة

واصلت القوات الهندية حملتها العنيفة في مقاطعات كشمير المحتلة، مع عمليات تفتيش ومداهمات مكثفة استهدفت نشطاء الحريات وأعضاء الجماعات الإسلامية ومنظمات مؤيدة للحرية.
الحملة شملت مناطق كولجام وشوبيان وإسلام آباد وسريناغار وبارامولا وجاندربال، حيث استخدمت السلطات قوانين صارمة مثل قانون منع الأنشطة غير القانونية (UAPA) لتبرير الاعتقالات والمداهمات.
وقالت مصادر محلية أن آلاف المنازل تعرضت للتفتيش خلال الأيام الأربعة الماضية، مما أدى إلى استجواب واحتجاز أكثر من 1500 شاب، بينهم طلاب ونشطاء وأعضاء جماعات مدنية. القوات الهندية صادرت وثائق وأجهزة رقمية، بما في ذلك الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التخزين، إضافة إلى مواد مطبوعة وكتب.
مداهمات واسعة في كولجام وشوبيان
في كولجام وحدها، تم تنفيذ عمليات تفتيش ومداهمات في أكثر من 200 موقع، مع أكثر من 400 عملية بحث خلال أيام قليلة. وأكدت الشرطة أن الهدف كان استهداف النشطاء المحليين وأفراد الجماعات المؤيدة للحرية.
وفي مدينة شوبيان، داهمت القوات منازل شخصيات بارزة مثل أمير جماعة الإسلامي الدكتور حميد فياض، وزعيم حركة الحرية محمد يوسف فلاحي، إلى جانب عدة مبانٍ مرتبطة بالجماعة الإسلامية وحركة تحرير الهند.
وقد أدت هذه المداهمات إلى اعتقال عدد من الأشخاص، فيما خضع آخرون للاستجواب في مواقع مختلفة.
هذه المداهمات تمثل جزءًا من استراتيجية مستمرة للقمع، حيث تُركّز السلطات على استهداف الشخصيات المؤثرة فكريًا وسياسيًا، في محاولة لكسر أي مقاومة مجتمعية أو سياسية داخل المقاطعات المحتلة.
استهداف النساء والشباب في إسلام آباد وسريناغار
في منطقة إسلام آباد، استجوبت القوات نحو 500 شخص مرتبطين بمنظمات مؤيدة للحرية، بما في ذلك جماعة الإسلام السياسي.
وتم اعتقال عدد كبير منهم ونقلهم إلى سجن منطقة ماتان. الهدف كان إخضاع هذه الجماعات لتحقيقات طويلة، بينما يستخدم القانون كأداة لإبقاء المعتقلين محتجزين دون محاكمة فعالة.
أما في سريناغار، فقد نفذت مجموعة العمليات الخاصة (SOG) مداهمات واسعة في أكثر من 150 منزلًا، مع تركيز على منازل نشطاء حركة الحريات.
هذه العمليات تعكس نمطًا متكررًا: استخدام الأمن كذريعة لقمع أي صوت مستقل، بما في ذلك الشباب والنساء. ويشير مراقبون إلى أن النساء غالبًا ما يتعرضن لمعاملة أشد، مع حرمان من التواصل مع عائلاتهن، كوسيلة لإخضاع المجتمع وإرهاب السكان المحليين.
عمليات التفتيش في بارامولا وجاندربال ومناطق أخرى
في غاندربال، استهدفت عمليات التفتيش أفرادًا ومقارًا مرتبطة بالجماعات الإسلامية ومنظمات مؤيدة للحرية، مع اعتقالات متعددة للاستجواب.
ونُفذت حملات مماثلة في سوبور وزاينجير ورافي آباد، حيث تم مداهمة أكثر من 25 موقعًا مرتبطًا بالنشطاء المحليين والجماعات المدافعة عن الحقوق المدنية.
على مدار الأيام الأربعة الماضية، تعرضت آلاف المنازل في أنحاء الإقليم لمداهمات وتفتيشات متكررة، مما أدى إلى خلق حالة من الرعب والخوف بين السكان.
وقد صادرت القوات الهندية مجموعة متنوعة من المواد، تشمل وثائق رسمية وخاصة، أجهزة رقمية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التخزين، إضافة إلى كتب ومواد مطبوعة أخرى.
يشير خبراء إلى أن الهدف من هذه الحملات لا يقتصر على ملاحقة متهمين محددين، بل يشمل كسر الروح المجتمعية وإرسال رسالة بأن أي نشاط مستقل أو صوت معارض لن يُسمح به، وأن القانون سيُستخدم كأداة للقمع وليس للعدالة.
تأثير الحملة على الحياة اليومية والمجتمع المحلي
تسببت عمليات المداهمة المكثفة في اضطراب الحياة اليومية في كشمير، حيث توقفت الأنشطة التعليمية في بعض المدارس والجامعات بسبب الاعتقالات والتحقيقات. العائلات المحلية تعيش في خوف دائم من مداهمة منازلها، مع عدم القدرة على معرفة مكان وجود أبنائها المحتجزين.
الاقتصاد المحلي أيضًا تأثر بشكل كبير، إذ أغلقت بعض الشركات والمتاجر خوفًا من الانخراط في أي نشاط يُعد مخالفًا للسلطات. المستشفيات فقدت أطباء مهمين تم اعتقالهم أو إخضاعهم للاستجواب، مما أثر على تقديم الخدمات الصحية للسكان.
ويرى محللون أن هذه الحملة مستمرة منذ سنوات، لكن تكثيفها في الفترة الأخيرة يشير إلى محاولة دلهي للسيطرة الكاملة على السرد السياسي والاجتماعي في كشمير، وتحويل المنطقة إلى مساحة خاضعة بالكامل لسياسة القمع والإخضاع الأمني.



