محمد علي جناح: صانع باكستان

يُعد محمد علي جناح من أبرز الشخصيات في تاريخ باكستان، ويُلقب بـ”قائد الأعظم” (Quaid-e-Azam)، أي القائد العظيم. وُلد في 25 ديسمبر 1876 في كراتشي، وكان منذ صغره يتمتع بشخصية قوية وذكاء لافت.
درس القانون في بريطانيا، وعاد إلى الهند ليبدأ مسيرته كمحامٍ ناجح. لكن ما لبث أن دخل المعترك السياسي، وانضم أولاً إلى حزب المؤتمر الهندي، مدافعًا عن حقوق المسلمين داخل الهند التي كانت تحت الحكم البريطاني.
ومع تصاعد الخلافات بين المسلمين والهندوس، أدرك جناح أن المسلمين بحاجة إلى وطن مستقل يضمن حريتهم وهويتهم الدينية. وهكذا بدأ قيادته لحركة إنشاء دولة خاصة بالمسلمين، تحت راية الرابطة الإسلامية.
في فترة ما بين الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، أصبح جناح رمزًا للوحدة والعزم. كان معروفًا بلباقته، وحنكته السياسية، وقدرته على التفاوض.
خاض مفاوضات طويلة مع البريطانيين وقادة الهندوس، مصرًّا على مطلبه: دولة مستقلة للمسلمين.
وبفضل إصراره، وقيادته الحكيمة، تم الإعلان عن تأسيس دولة باكستان في 14 أغسطس 1947. أصبح محمد علي جناح أول حاكم عام للدولة الجديدة، وكان يحلم بأن تكون باكستان دولة ديمقراطية تحترم القانون وحقوق الأقليات.
رغم تدهور صحته، استمر في خدمة بلاده حتى وفاته في 11 سبتمبر 1948، بعد عام واحد فقط من تأسيس باكستان. ورغم قصر فترة حكمه، إلا أن إرثه لا يزال حيًا في وجدان الشعب الباكستاني.
محمد علي جناح لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل كان حلم أمة بأكملها تحقّق بفضل رؤيته وشجاعته. وستظل ذكراه خالدة كأبٍ مؤسس لدولة قامت على الإيمان والوحدة والتضحية.