قلعة لاهور: جوهرة التاريخ الباكستاني

تُعد قلعة لاهور (Lahore Fort)، أو كما تُعرف محليًا بـ”شاهي قلعہ”، من أبرز المعالم التاريخية في باكستان، وهي تحفة معمارية شاهدة على عصور من المجد والثقافة الإسلامية في شبه القارة الهندية.
تقع هذه القلعة في مدينة لاهور، عاصمة إقليم البنجاب، وتُطل مباشرة على مسجد بادشاهي الشهير، مما يكوّن مشهدًا ساحرًا يجمع بين الفن المعماري والروح الإسلامية.
شُيدت القلعة على مراحل مختلفة عبر العصور، إلا أن معظم ملامحها الحالية تعود إلى عهد الإمبراطور المغولي أكبر العظيم في القرن السادس عشر،
حيث أعاد بناءها بأسلوب معماري مزج بين الطابع الفارسي والهندي والمغولي. وتوسعت القلعة لاحقًا خلال حكم الإمبراطور شاه جهان، الذي أضاف لمسات فنية مذهلة، أبرزها قاعة المرايا “شیش محل” والتي تُعد من أروع الأمثلة على استخدام المرايا والزخارف الزجاجية الدقيقة.
تحتوي القلعة على عدد من المباني والأفنية الفخمة، مثل قاعة الإمبراطور، وأروقة الحكم، والحدائق الجميلة التي كانت مكانًا للاحتفالات الملكية. كما أن موقعها الاستراتيجي جعل منها مركزًا سياسيًا وعسكريًا هامًا عبر القرون.
في عام 1981، تم إدراج قلعة لاهور ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو إلى جانب مسجد بادشاهي، تقديرًا لقيمتها التاريخية والمعمارية.
اليوم، تُعد القلعة وجهة سياحية رئيسية يقصدها الزوار من داخل باكستان وخارجها، لاكتشاف التاريخ العريق والروعة الفنية التي تمثل حضارة عظيمة مرت من هنا.
قلعة لاهور ليست مجرد مبنى قديم، بل هي صفحة حية من تاريخ باكستان، تروي قصص الملوك والفاتحين والفنانين الذين تركوا بصماتهم الخالدة على جدرانها.