قائد الجيش الهندي يهدد وباكستان ترد

في بيان استفزازي مشوب بالتهديدات، حذر قائد الجيش الهندي الجنرال أوبيندرا ديفيدي يوم الجمعة من أن نيودلهي لن تظهر أي ضبط نفس في حالة اندلاع نزاع عسكري جديد مع باكستان.
وفي كلمة ألقاها أمام قوات الجيش في قطاع أنوبجاره بولاية راجستان، أكد الجنرال ديفيدي أن الهند ستتصرف بحزم وقوة إذا تكرر الصراع،
مهددًا بإعادة النظر في “مكانة باكستان على الخريطة العالمية” في حال استمرت في مقاومة ما وصفه بـ”مخططات نيودلهي”. كما كرر اتهامات تتعلق بـ”الإرهاب العابر للحدود”، داعيًا القوات الهندية إلى الاستعداد لأي عمل عسكري قادم.
ويرى محللون أن تصريحات الجنرال الهندي تمثل محاولة لإخفاء الإحراج الذي تعرضت له الهند خلال المواجهة العسكرية التي وقعت في مايو الماضي، والتي ردت خلالها باكستان بقوة عبر عملية “بنيان أون مارسوس”. فقد أظهرت إسلام آباد قدرة غير متوقعة على الصمود أمام العدوان الهندي.
وأوضح المراقبون أن هذا النوع من الخطابات النارية ليس جديدًا، وأنه يلجأ إليه الجيش الهندي كلما فشل في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، وذلك لمحاولة كسب الدعم الشعبي داخليًا.
واعتبروا أن الجنرال ديفيدي لا يهدف فقط إلى تشويه صورة باكستان، بل يسعى كذلك إلى تقويض النضال الشرعي لشعب كشمير من أجل الحرية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن شنت الهند خلال “عملية سيندور” ضربات جوية وبرية على ما قالت إنها “قواعد إرهابية” داخل الأراضي الباكستانية، إلا أن العملية لم تسفر عن أي مكاسب استراتيجية ملموسة، مما اضطر القيادة الهندية إلى التراجع تحت ضغط دولي واسع.
يُضاف إلى ذلك أن تصريحات ديفيدي التي تعكس تهديدًا بعدم ضبط النفس تؤكد موقف نيودلهي العدواني، في تناقض واضح مع الدعوات الدولية المتكررة إلى ضبط النفس والحوار السلمي لحل النزاع في كشمير.
ويشير المحللون إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تسعى فيه الهند إلى تأجيج المشاعر القومية داخليًا، خاصة بعد الانتكاسات العسكرية الأخيرة، بهدف تحفيز الدعم الشعبي وتحضير القوات على الحدود لأي تصعيد محتمل.
،تؤكد هذه التطورات أن سياسة التصعيد والتهديد قد تزيد من تعقيد الأزمة في كشمير، وأن الاستمرار في هذا النهج لن يؤدي إلا إلى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.:
باكستان ترد
أدانت باكستان بشدة التصريحات العدوانية التي أدلى بها قائد الجيش الهندي الجنرال أوبيندرا ديفيدي، واعتبرتها محاولة يائسة لتمويه إخفاقات نيودلهي في مواجهتها الأخيرة مع القوات الباكستانية في مايو الماضي.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان رسمي أن مثل هذه التصريحات لن تزيد باكستان إلا إصرارًا على الدفاع عن سيادتها ودعم نضال شعب كشمير المشروع من أجل حقوقه المشروعة.
وشددت باكستان على أن سياسة التهديدات والتصعيد لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات في المنطقة، داعية إلى ضبط النفس والحوار كسبيل وحيد لحل النزاع في كشمير.
وذكرت أن نيودلهي تتحمل مسؤولية أمن واستقرار المنطقة، وأن عليها التوقف عن التلاعب بقضية كشمير وإثارة الفتن، مؤكدة استعدادها الكامل لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمن شعبها وحدودها.
كما نوهت باكستان بالدعم الدولي المتزايد لقضية كشمير العادلة، مشيرة إلى أن حقوق الإنسان والعدالة يجب أن تكونا الركيزتين الأساسيتين لأي حل مستدام.