حملة قمع شرسة في الهند ضد تعبير سلمي عن محبة النبي محمد ﷺ

شنت السلطات الهندية، بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، حملة قمع واسعة ضد المسلمين في عدة ولايات هندية، بسبب عرض أو نشر شعار “أحب محمدًا”، الذي عبّر من خلاله المواطنون عن محبتهم للنبي محمد ﷺ خلال مناسبة المولد النبوي الشريف.
وذكرت قناة الجزيرة أن أكثر من 2500 شخص وُجّهت إليهم اتهامات، فيما تم اعتقال العشرات، في حملة وصفتها منظمات حقوقية بـ”غير المسبوقة” في استهدافها لحرية التعبير الديني لدى المسلمين.
وبحسب كشمير للخدمات الإعلامية، وقعت الاعتقالات والمداهمات في ولايات تحكمها حكومة الحزب الحاكم، مثل أوتار براديش، غوجارات، ماهاراشترا، تيلانجانا، أوتاراخاند، وجامو وكشمير المحتلة.
حيث قامت الشرطة بمداهمة منازل المسلمين، واعتقال رجال وشباب، بل وهدم بعض منازلهم باستخدام الجرافات، دون أوامر قضائية.
وكانت شرارة الحملة قد اندلعت من مدينة كانبور في ولاية أوتار براديش، عندما عرض المسلمون لوحات ضوئية كُتب عليها “أحب محمدًا” خلال احتفالات المولد النبوي.
بناءً على شكاوى من نشطاء ينتمون إلى تيار الهندوتفا القومي، سجلت الشرطة قضايا ضدهم بتهمة “إثارة العداوة على أسس دينية” – وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات
وسرعان ما انتشرت الحملة إلى مدن وولايات أخرى، وشهدت مدينة بريلي اعتقال 75 شخصًا، بينهم العالم الديني المعروف توقير رضا.
بالإضافة إلى تنفيذ عمليات هدم لمنازل بدون قرارات قضائية، في انتهاك واضح للإجراءات القانونية.
منظمات حقوقية هندية ودولية أعربت عن قلقها العميق من هذه الممارسات. وقالت جمعية حماية الحقوق المدنية (APCR) إن السلطات “تُجرِّم الهوية الإسلامية” من خلال إساءة استخدام القانون، رغم أن شعار “أحب محمدًا” لا ينتهك أي مادة من مواد الدستور الهندي، الذي يكفل حرية الدين والتعبير في المادتين 25 و19(1)(أ).
أما منظمة العفو الدولية فقد وصفت الحملة بأنها “سابقة مثيرة للقلق”، محذّرة من أن قمع التعبير الديني السلمي يشكل انتهاكًا واضحًا للدستور الهندي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة تندرج في إطار سياسات ممنهجة يتبعها حزب بهاراتيا جاناتا منذ وصوله إلى السلطة عام 2014 بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والتي تتضمن تسليح القانون واستهداف المسلمين، وفرض رواية طائفية تربط الإسلام بالاضطراب الأمني.
وتتزايد المخاوف من أن تتحول هذه السياسات إلى نهج دائم يهدد التعايش الديني والسلم الأهلي في واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم.