
في خطوة تعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية، أكدت باكستان وكندا التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات التكيف مع تغير المناخ والتنمية المستدامة والأمن الغذائي.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد اليوم في إسلام آباد بين وزير تغير المناخ والتنسيق البيئي الدكتور مصدق مالك، والقائم بأعمال المفوضية العليا الكندية في باكستان لوك مايرز.
مناقشة آثار الفيضانات المدمرة
خلال اللقاء، استعرض الوزير الباكستاني حجم الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد.
مؤكداً أن التحدي الأكبر سيظهر بعد انحسار مياه الفيضانات، حيث ستترك وراءها دماراً هائلاً في البنية التحتية والقرى والموارد الزراعية. وأوضح أن هذه الكوارث المناخية لا تهدد فقط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في باكستان، بل تؤثر أيضاً على الأمن الغذائي لملايين المواطنين.
كندا تعبر عن تضامنها مع باكستان
من جانبه، أعرب الدبلوماسي الكندي لوك مايرز عن تضامن كندا العميق مع الشعب الباكستاني، ونقل تعازي بلاده للخسائر البشرية والمادية التي نجمت عن الفيضانات.
وأكد أن أوتاوا تتابع بقلق تطورات الوضع في باكستان، مشيراً إلى أن التعاون في قضايا المناخ أصبح ضرورة مشتركة، خاصة للدول الأكثر عرضة للظواهر المناخية المتطرفة.
تعزيز الشراكة في التكيف مع المناخ
اتفق الجانبان على أهمية تطوير استراتيجيات مشتركة للتكيف مع تغير المناخ، بما يشمل تبادل الخبرات في مجالات إدارة الكوارث، والزراعة الذكية، وحماية الموارد الطبيعية.
وأكد الدكتور مصدق مالك أن باكستان بحاجة ماسة إلى دعم دولي لتعزيز قدرتها على مواجهة آثار الكوارث البيئية، مشيراً إلى أن الفيضانات الأخيرة تمثل إنذاراً جديداً حول خطورة التغير المناخي على منطقة جنوب آسيا.
التركيز على التنمية المستدامة والأمن الغذائي
ناقش الاجتماع أيضاً آفاق التعاون في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما في قطاعات الزراعة والمياه والطاقة النظيفة. كما شدد الطرفان على ضرورة الاستثمار في تقنيات حديثة لضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة، خاصة مع تزايد التحديات الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
وأشار الجانب الكندي إلى إمكانية دعم مشاريع باكستانية في مجالات الزراعة المستدامة والري الفعّال، بما يساهم في الحد من الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي الأخضر.
دعوة للتعاون الدولي الأوسع
في ختام اللقاء، شدد الوزير الباكستاني على أن مواجهة آثار تغير المناخ ليست مسؤولية دولة واحدة، بل تتطلب جهداً جماعياً من المجتمع الدولي.
ودعا إلى شراكات استراتيجية مع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية لتمكين باكستان من التعافي من آثار الفيضانات وتعزيز قدرتها على الصمود في المستقبل.
أهمية الخطوة للمستقبل
يعكس هذا الاجتماع بين باكستان وكندا إدراكاً متبادلاً بأن التغير المناخي يمثل التهديد الأكبر للعالم في القرن الحادي والعشرين. ومن شأن تعزيز التعاون الثنائي أن يفتح الباب لمزيد من المبادرات العملية التي تدعم المجتمعات المتضررة من الكوارث وتعزز التنمية المستدامة في باكستان.