
جدّدت وزارة الخارجية الباكستانية دعوتها للهند بضرورة الالتزام الكامل بمعاهدة مياه نهر السند، التي وُقّعت بين البلدين عام 1960 بوساطة البنك الدولي، وتنظم تقاسم مياه الأنهار المشتركة.
وقال المتحدث باسم الخارجية، شفقت علي خان، في إحاطته الأسبوعية، إن الهند لم تستخدم الآلية المقررة لتبادل المعلومات من خلال مفوضي مياه نهر السند، كما هو مطلوب بموجب المعاهدة. وأوضح أن نيودلهي شاركت بعض البيانات المتعلقة بالفيضانات عبر القنوات الدبلوماسية.
لكنها كانت “أقل تفصيلًا بكثير” مما اعتادت باكستان على تلقيه في الماضي، الأمر الذي يثير مخاوف تتعلق بالشفافية والتعاون.
وأكد خان أن إسلام آباد ترى في المعاهدة ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، داعيًا الهند إلى الالتزام بجميع أحكامها دون انتقائية.
ويأتي هذا الموقف في ظل تزايد التوترات بين الجارتين النوويتين، على خلفية خلافات ممتدة حول كشمير وقضايا مائية واقتصادية.
وعن قدرات بلاده الدفاعية، شدد المتحدث على أن باكستان دولة نووية مسؤولة وداعمة قوية للسلام والاستقرار،
لكنها “لن تتردد في الرد الحاسم على أي تهديد لسيادتها أو سلامة أراضيها”. وأضاف أن القوات المسلحة الباكستانية مجهزة بالكامل للتعامل مع أي سيناريو يهدد الأمن القومي.
وفي سياق منفصل، تطرق خان إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، واصفًا إياها بأنها “اعتداءات متكررة على دول ذات سيادة” تشكل مصدر قلق بالغ للأمة الإسلامية والمجتمع الدولي.
وأعلن أن قمة عربية-إسلامية استثنائية ستُعقد في الدوحة يوم الاثنين المقبل لتنسيق رد جماعي على هذه التطورات.
خلفية عن معاهدة مياه السند
معاهدة مياه نهر السند، التي أُبرمت عام 1960، تُعد واحدة من أنجح الاتفاقيات المائية في العالم، إذ صمدت أمام الحروب والنزاعات المتكررة بين باكستان والهند. وبموجبها، خُصصت الأنهار الشرقية (بياس، رافي، ساتلج) للهند.
فيما خُصصت الأنهار الغربية (السند، جيهلوم، تشيناب) لباكستان، مع آليات لتبادل المعلومات بشأن مستويات المياه والتدفقات الموسمية.
لكن السنوات الأخيرة شهدت اتهامات متبادلة بانتهاك نصوص المعاهدة. فبينما تتهم باكستان الهند ببناء سدود ومشاريع مائية على أنهار مخصصة لها، تقول الهند إن باكستان تستغل الاتفاقية سياسيًا وتعرقل مشاريعها التنموية.
دلالات الموقف
يرى مراقبون أن تصريحات الخارجية الباكستانية تأتي في إطار سعي إسلام آباد إلى إعادة تسليط الضوء على قضية المياه باعتبارها أحد الملفات الحساسة في علاقتها مع نيودلهي.
كما أن ربط المتحدث بين هذه القضية والتهديدات الإقليمية الأخرى، بما في ذلك الاعتداءات الإسرائيلية، يعكس رغبة باكستان في إبراز نفسها كصوت فاعل في القضايا الإقليمية والدولية، مستندةً إلى مكانتها النووية والتحالفات الإسلامية.