أخبارسلايدر

معلم مسلم يتعرض للإهانة العلنية في الهند بسبب دعوته للمساواة

ازدواجية المعايير الدينية

أثارت حادثة جديدة في ولاية ماديا براديش بوسط الهند موجة غضب واسعة، بعدما أُجبر معلم مسلم على تقديم اعتذار علني مهين عقب مطالبته طلابه بعدم ارتداء الرموز الدينية داخل الفصل الدراسي،

في خطوة اعتبرها مؤيدو الحقوق المدنية محاولة لترسيخ المساواة، بينما استغلّتها جماعات قومية هندوسية لتصعيد التوترات الدينية.

تفاصيل الحادثة

وقع الحادث في مدرسة سانديباني بمدينة خارجون، حيث نصح المدرّس الزائر شاهروخ باثان طلاب الصف الثاني بالامتناع عن ارتداء التيلاك (علامة هندوسية على الجبين) أو الكالاوا (الخيط الأحمر المقدس حول المعصم)، مؤكداً أن الهدف هو تشجيع المساواة ومنع أي تمييز بين التلاميذ.

لكن هذه المبادرة البسيطة أثارت حفيظة جماعات هندوسية متطرفة، إذ اقتحم أعضاء من منظمة “ساكال هندو ساماج” المدرسة، وطالبوا بإذلال المعلم علنًا. وانتشر مقطع فيديو صادم على نطاق واسع،

يُظهر باثان وهو يُجبر على مسك أذنيه وأداء حركات القرفصاء وسط شعارات قومية هندوسية، قبل أن يُرغم على توقيع اعتذار مكتوب.

ازدواجية المعايير الدينية

يرى مراقبون أن الحادث يكشف نفاق الجماعات القومية الهندوسية، إذ بينما فرض حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) الحاكم حظرًا على ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات بحجة تعزيز العلمانية، فإن دعوة معلم مسلم لعدم إظهار الرموز الدينية الهندوسية قوبلت بالذم والإهانة.

يقول أحد موظفي المدرسة: “لم يكن باثان يقصد الإساءة. كان يريد فقط أن يشعر جميع الأطفال بالمساواة واحترام بعضهم بعضًا”. لكن الانتقائية في تطبيق “العلمانية” جعلت هذه الخطوة البسيطة تتحول إلى أزمة طائفية.

ردود الفعل الحقوقية

أدانت منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان الحادث، معتبرين أنه مثال حي على تآكل حقوق الأقليات في الهند.

وأكدت منظمات حقوقية دولية أن مثل هذه الحوادث تضعف النسيج العلماني للبلاد، وتحوّل المدارس إلى ساحات لتطبيق أيديولوجية الهندوتفا بصورة غير متوازنة.

مخاطر التصعيد

يشير محللون إلى أن التعليم أصبح جبهة جديدة لتصعيد التوترات الدينية في الهند. فبينما يتم التضييق على الممارسات الإسلامية باسم “الوحدة الوطنية”، تُعامل الطقوس الهندوسية كجزء من “التقاليد الثقافية”، مما يخلق حالة من التمييز الممنهج.

ويرى خبراء أن تكرار مثل هذه الحوادث يهدد بزيادة الشرخ الاجتماعي، ويؤدي إلى تفاقم الانقسامات بين الأغلبية الهندوسية والأقليات المسلمة، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى ترسيخ قيم المساواة والعيش المشترك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى