
وجّه رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف تعليماته العاجلة إلى جميع الإدارات الفيدرالية المختصة، وعلى رأسها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث ووزارة تغير المناخ، بالبقاء في حالة استعداد قصوى وتقديم كل أشكال الدعم لضحايا الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد خلال الأيام الأخيرة.
وفي منشور له على منصة “X” اليوم، عبّر شهباز شريف عن تضامنه مع المتضررين قائلاً إن هذه الكارثة سببت معاناة إنسانية هائلة، غير أن الشعب الباكستاني، من مزارعين وعمال ونساء وأطفال، أظهروا شجاعة استثنائية وصلابة نادرة في مواجهة المحنة.
وأضاف أن الباكستانيين يرفضون الاستسلام لليأس رغم قسوة الظروف التي فرضتها الفيضانات.
إشادة بالجهود المحلية
أشاد رئيس الوزراء بالتحركات السريعة التي تقودها رئيسة وزراء البنجاب مريم نواز شريف في عمليات الإغاثة، مثمنًا الدور الحيوي للفرق الميدانية التي تعمل على مدار الساعة لمساعدة المتضررين.
كما أثنى على الجهود الدؤوبة التي تبذلها القيادات المحلية في خيبر باختونخوا والسند وجيلجيت بالتستان وآزاد كشمير، مؤكدًا أن روح التضامن الوطني تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الكوارث الطبيعية.
حجم الكارثة
تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة والسيول الجارفة في تشريد آلاف الأسر، وانهيار مئات المنازل، وإتلاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما ينذر بخسائر اقتصادية جسيمة خاصة في قطاع الزراعة.
كما شهدت عدة مناطق انقطاعًا في شبكات الطرق والكهرباء، ما صعّب من عمليات الإنقاذ والإغاثة.
وبحسب تقارير ميدانية، فإن عشرات الضحايا لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات والانهيارات الأرضية، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وقد دفعت هذه الظروف السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق، وسط تحذيرات من استمرار موجة الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة.
التزام حكومي شامل
أكد شهباز شريف أن الحكومة الفيدرالية ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع حكومات الأقاليم لتأمين المأوى العاجل، والمساعدات الغذائية، والخدمات الطبية للنازحين.
مشددًا على أهمية التنسيق الفعال بين الإدارات الفيدرالية والمحلية لضمان وصول المساعدات إلى جميع المتضررين في الوقت المناسب.
كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى مساندة جهود باكستان في مواجهة هذه الكارثة، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ويؤكد محللون أن الاستجابة الفعّالة لهذه الأزمة ستكون اختبارًا لقدرة الحكومة على إدارة الكوارث، وتعزيز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، في وقت تتطلب فيه البلاد تكاتفًا وطنيًا شاملًا لتجاوز آثار الفيضانات المدمرة.