روح سبتمبر: الدفاع عن الحدود، ودعم الحرية

سامارا خاكسار
لم تبدأ قصة سبتمبر 1965 التي لا تُنسى عند حدود واغاه، ولا بتقدم الدبابات نحو لاهور. بدأ النضال في وديان كشمير الخضراء، حيث كان الشوق للحرية يشتعل منذ عام 1947. استبدَّ القلق بالشعب الكشميري بحلول منتصف الستينيات، بسبب نكث وعود الاستفتاء، والقمع، وحرمانه من حق تقرير المصير.
ردًّا على ذلك، شنَّت باكستان عملية جبل طارق، بهدف دعم المقاومة الكشميرية ضد الاحتلال الهندي. بعد ذلك بوقت قصير، غيَّر ما حدث مصير جنوب آسيا.
كان الرد الهندي على المقاومة شديدًا من خلال تصعيد الأعمال العدائية، داخل كشمير ولاحقًا عبر الحدود الدولية كان ذلك صباح يوم 6 سبتمبر 1965، عندما شنت القوات الهندية هجومًا مفاجئًا على لاهور، والتي كانت واثقة من أن نصرًا سريعًا في متناول أيديها. ومع ذلك، في أعماق غيوم الذعر واجهت مقاومة شرسة.
وقف المواطنون والجنود معًا بحزم، وذكّروا العالم بأن سيادة باكستان غير قابلة للتفاوض. إن يوم 6 سبتمبر لا يُنسى ليس فقط بسبب الاشتباكات العسكرية
ولكن أيضًا للإرادة الجماعية لأمة شابة. هجر المزارعون الحقول لحفر الخنادق. تكاتف المعلمون والطلاب والعمال وتطوعوا للدفاع المدني. خاضت كل أسرة الحرب وأصبحت كل أسرة جزءًا من المجهود الحربي.
وفوق كل ذلك، نحتت شجاعة القوات المسلحة الباكستانية أساطير خالدة. وبينما كان متمسكًا حتى أنفاسه الأخيرة، احتضن الرائد راجا عزيز بهاتي الشهادة، رمزًا للشجاعة التي حددت هذا اليوم.
انتهت الحرب دون أي تحولات إقليمية، إلا أن أهميتها تكمن في مكان آخر. أثبتت الحرب أنه على الرغم من صغر حجم باكستان عسكريًا، إلا أنها لا يمكن إخضاعها بالعدوان.
يسلط سبتمبر 1965 الضوء على أن الدول لا تُدافع عنها بالسلاح وحده، ولكن بالوحدة والمرونة والروح التي لا تُقهر. كشف هذا الصراع عن حقيقة لا تزال تتردد أصداؤها؛ إذ يظل نزاع كشمير محوريًا للسلام والأمن الإقليميين.
نشأت عملية جبل طارق من نضال كشمير من أجل تقرير المصير، وهو نضال لا يزال مستمرًا حتى اليوم. لقد مرت عقود، ولا يزال شعب جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند محتلاً، ويواجه حظر التجول وانتهاكات حقوق الإنسان والهندسة الديموغرافية.
تُخنق أصوات هؤلاء المقاتلين من أجل الحرية، لكن تصميمهم يردد نفس العزيمة التي أشعلت شرارة الحركة في الستينيات.
يوم الدفاع أو يوم الشهداء هو أكثر من مجرد إحياء ذكرى الماضي العسكري لباكستان. إنه يذكرنا بمسؤولية لم تنته. وكما طُلب التضحية في عام 1965 للدفاع عن الحدود، فإن اليوم يتطلب المثابرة في الدفاع عن المبادئ والعدالة والكرامة وحق الشعوب في العيش بحرية.
إن تضامن باكستان مع كشمير ليس مجرد مسألة تاريخ مشترك وتضحيات وغيرها الكثير، بل هو أيضًا التزام أخلاقي متجذر في نفس روح المقاومة التي حددت 6 سبتمبر.
ومع تطور التحديات اليوم، لم تعد ساحة المعركة تتكون من الدبابات والخنادق فقط، بل امتدت إلى السرديات والدبلوماسية والتصورات العالمية.
وكما دُفع عن الأرض في عام 1965 بدماء الشهداء، يجب على جيل اليوم الدفاع بالمعرفة والحقيقة والوحدة والدعوة. إن الأمن القومي غامض بدون التماسك الاجتماعي ووضوح الرؤية والقوة المؤسسية.
يدعو يوم الدفاع إلى تذكر مزدوج: تكريم تضحيات الماضي مع الارتقاء إلى مستوى مسؤوليات الحاضر. إنه يدفع الباكستانيين إلى طرح سؤال صعب، كيف يمكن ترجمة روح عام 1965 إلى بناء المرونة في مواجهة الانقسامات الداخلية؟ كيف يمكن تحويل الوقوف في وحدة مع كشمير إلى مناصرة عالمية فعالة؟ والأهم من ذلك، في عصر تُخاض فيه الحروب بقدر ما تُخاض في بقايا الأفكار كما في ساحات القتال،
كيف يمكن إعادة تعريف التضحيات؟ درس سبتمبر 1965 خالد؛ فهو يضمن أنه عندما تقف الأمة موحدة، لا يمكن لأي قوة إخضاعها. واليوم تحيي باكستان شهدائها، ويجب عليها أيضًا تجديد تعهدها بحماية السيادة لتعزيز الوحدة ودعم حقوق الكشميريين الذين ما زالوا ينتظرون فجر الحرية.
يوم الدفاع ليس مجرد استذكارٍ للذكرى، وتمجيدٍ لأبطالنا، والتأمل في تضحياتهم. بل هو إدراكٌ لأهمية روح التضحية اليوم كما كانت قبل ستة عقود. نجد القوة لبناء مستقبلٍ تسوده حدودٌ آمنة، وعدالةٌ لا تُنكر، وشعبٌ حر.
علينا أن نسأل أنفسنا: في وحدتنا الوطنية، هل نواصل حقًا روح عام ١٩٦٥، والتزامنا بكشمير، وعزمنا على مواجهة تحديات اليوم؟