سلايدركشمير

خسائر بمئات الكرور تهدد قطاع الفاكهة في كشمير

يشهد قطاع الفاكهة في جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند أزمة خانقة بعد استمرار إغلاق طريق سريناغار-جامو السريع لعدة أيام متواصلة، ما أدى إلى توقف حركة الشاحنات المحملة بالفواكه الطازجة المتجهة إلى الأسواق المحلية والخارجية.

ووفقًا لتقارير إعلامية محلية، فقد تجاوزت الخسائر حتى الآن 200 كرور روبية، مع توقعات بأن تصل إلى 400 كرور روبية إذا لم يتم فتح الطريق بشكل عاجل.

يُعد طريق سريناغار-جامو السريع الشريان الحيوي الذي يربط وادي كشمير ببقية أنحاء الهند، ويُستخدم لنقل المنتجات الزراعية وعلى رأسها الفاكهة.

لكن الإغلاق المتكرر لهذا الطريق الحيوي تسبب في شلل شبه كامل لأحد أهم القطاعات الاقتصادية في المنطقة، وهو قطاع البستنة الذي يُشكل المصدر الأساسي لدخل مئات الآلاف من العائلات.

سوق الفاكهة في سوبور يتوقف عن العمل

ذكرت كشمير للخدمات الإعلامية أن ثاني أكبر سوق للفواكه في آسيا، الكائن في بلدة سوبور، اضطر إلى تعليق نشاطاته التجارية لمدة يومين متتاليين بسبب الحصار.

ويُعتبر هذا السوق القلب النابض لتجارة التفاح والكمثرى والعديد من المحاصيل الأخرى، حيث يعتمد عليه آلاف المزارعين والتجار لتسويق منتجاتهم.

وقال فايز أحمد مالك، رئيس جمعية مزارعي وتجار الفاكهة في كشمير:

“شحنات الفاكهة سريعة التلف، وخاصة كمثرى باغوغوشا وتفاح غالا، بدأت تتعفن على جانب الطريق. نحن نواجه بالفعل خسائر ضخمة تجاوزت 200 كرور روبية، وإذا لم يُفتح الطريق فقد تصل إلى 400 كرور روبية. لذلك قررنا تعليق جميع الأنشطة التجارية لمنع المزيد من الخسائر.”

معاناة المزارعين وخسائر مضاعفة

المزارعون في مختلف أنحاء الوادي أعربوا عن استيائهم الشديد من الوضع الراهن. وقال المزارع فايز أحمد من سوبور: “نشعر وكأننا نعيش مأساة عام 2022 من جديد، حيث تكبدنا حينها خسائر فادحة. واليوم نحن أمام كارثة أكبر قد تدمر مصدر رزقنا بالكامل.”

أما المزارع عبد الرشيد من رفي آباد فأوضح أن الأسعار انهارت بشكل ملحوظ: “الصندوق الذي كان يُباع بـ600 روبية انخفض إلى 400 روبية فقط. إذا لم تتدخل السلطات فورًا وتمنح الأولوية لشاحنات الفاكهة، فإن هذه الصناعة ستنهار بالكامل.”

قطاع استراتيجي مهدد بالانهيار

يعتمد اقتصاد كشمير بشكل كبير على البستنة، ويُعتبر التفاح والكمثرى من أبرز الصادرات الزراعية التي توفر دخلاً أساسياً لآلاف الأسر. وتقدر الجهات المحلية أن نحو 700 ألف أسرة في وادي كشمير تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على هذا القطاع. ومع استمرار إغلاق الطريق السريع، يواجه هذا الاقتصاد الزراعي خطر الانهيار التام.

وقد طالب التجار والمزارعون السلطات الهندية بضرورة التدخل السريع لإعادة فتح الطريق، أو على الأقل تخصيص ممر خاص للشاحنات المحملة بالفواكه الطازجة، محذرين من أن استمرار الأزمة سيُدمر صناعة استراتيجية لطالما شكلت العمود الفقري لاقتصاد الإقليم.

أزمة إنسانية واقتصادية

لا تقتصر تداعيات الأزمة على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى البعد الاجتماعي، حيث يعتمد عشرات الآلاف من العمال الموسميين على موسم الفاكهة في توفير قوت يومهم. ومع توقف حركة النقل وفساد البضائع، يواجه هؤلاء العمال شبح البطالة والجوع.

ويُجمع الخبراء الاقتصاديون على أن استمرار الحصار قد يؤدي إلى تراجع إنتاجية القطاع الزراعي بشكل حاد، وانخفاض الاستثمارات المستقبلية في البستنة، ما يعني كارثة طويلة الأمد للاقتصاد المحلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى