أخبارسلايدر

الهند: زعيم في حزب مودي يطالب بإخلاء أيوديا من المسلمين

دعوة مثيرة للجدل

أشعل السياسي البارز في حزب بهاراتيا جاناتا، فيناي كاتيار، موجة جديدة من الجدل والغضب بعد دعوته الصريحة للمسلمين بـ”مغادرة مدينة أيوديا”، في تصريحات اعتُبرت استفزازية وتهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي في المدينة التي لطالما كانت رمزًا للانقسام الطائفي في الهند.

وقال كاتيار، وهو أحد أبرز قادة حركة معبد رام، خلال حديثه للصحفيين المحليين:”على المسلمين عبور نهر ساريو ومغادرة أيوديا. يمكنهم الذهاب للعيش في غوندا أو باستي. أيوديا هي أرض الإله رام، ولا مكان فيها سوى لمعبد رام ماندير.”

 هدوء أعقب سنوات من النزاع

تأتي هذه التصريحات بعد سنوات من الهدوء النسبي في أيوديا، خاصة عقب قرار المحكمة العليا في نوفمبر 2019 الذي منح الهندوس الحق في بناء معبد رام على أنقاض مسجد بابري، مقابل تخصيص أرض بديلة للمسلمين في قرية دانيبور لبناء مسجد جديد.

ورغم خيبة الأمل، عبّر المسلمون عن قبولهم السلمي بالحكم، معتبرين ذلك خطوة للحفاظ على الوئام الاجتماعي. لم تُسجّل أي احتجاجات كبرى أو أعمال عنف منذ صدور القرار، وهو ما أشادت به جهات حقوقية دولية كعلامة على نضج المجتمع المسلم في الهند.

تصريح يُشعل الغضب

لكن تصريحات كاتيار قلبت المشهد، وأعادت أجواء التوتر والتخويف. قال أحد سكان أيوديا المسلمين:

“عشنا هنا لأجيال، وقبلنا قرار المحكمة لأننا نُقدّر السلام. والآن يأتي قادة كبار ليطلبوا منا الرحيل؟ أي عدالة هذه؟”

كما استنكرت شخصيات سياسية معارضة التصريح، واعتبرته محاولة مكشوفة لزرع الانقسام الطائفي من جديد، خاصة مع قرب الانتخابات المحلية في ولاية أوتار براديش.

عقبات أمام المسجد الجديد

رغم تخصيص الأرض في دانيبور، إلا أن بناء المسجد يواجه عراقيل عديدة، أبرزها رفض التصميم المعماري من قِبل السلطات، وتأخيرات في التصاريح والموافقات، ما أثار شكوكًا حول وجود نية مبيتة لتعطيل المشروع.

وأشار تقرير إعلامي إلى أن المشروع لم يُحرّك فعليًا على الأرض منذ ما يزيد عن عام، مما زاد من إحباط المجتمع المسلم الذي يرى أن المحكمة منحتهم حقًا شكليًا دون ضمانات للتنفيذ.

سياسة “إحياء الجراح”

يرى المحلل السياسي الهندي “أميت كومار” أن تصريحات كاتيار ليست مجرد رأي شخصي، بل جزء من استراتيجية مدروسة لإحياء ملف أيوديا سياسيًا، بعد أن فقد زخمه منذ اكتمال معبد رام.

وقال:”حزب بهاراتيا جاناتا بنى معبد رام، وهو الآن بحاجة لعدو جديد. المسجد هو الهدف التالي. خطاب الكراهية يُستخدم كوقود انتخابي.”

ويوافقه الرأي الناشط الاجتماعي “أنور حسين”، الذي أشار إلى أن تأخير بناء المسجد وتزامنه مع تصريحات كاتيار ليس مصادفة، بل تمهيد لتصعيد جديد يخدم أجندات سياسية.

خاتمة: قلق من عودة الاستقطاب

في الوقت الذي تأمل فيه الهند طي صفحة النزاعات الطائفية، تبرز تصريحات مثل تلك التي أطلقها كاتيار لتُذكّر بأن الانقسام لا يزال أداة سياسية فعّالة.

ويبقى السؤال: هل تتحرك المؤسسات الرسمية لإدانة هذه التصريحات أم تظل صامتة، ما يشجع على مزيد من التصعيد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى