كشمير

الكشميريون يحتجون بنيويورك ضد قمع الهند المتواصل

مودي قاتل.. صرخة تهز الضمير العالمي

في مشهد يعكس الغضب الشعبي المتصاعد إزاء الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الكشميري، شهدت مدينة نيويورك احتجاجًا سلميًا واسع النطاق، نظمه أبناء الجالية الكشميرية وأنصار حقوق الإنسان، على هامش الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ورفع المتظاهرون شعارات قوية تندد بما وصفوه بـ الإرهاب الذي تمارسه الدولة الهندية في جامو وكشمير المحتلة مؤكدين أن المجتمع الدولي لا يمكنه بعد اليوم غضّ الطرف عن الجرائم الممنهجة التي تُرتكب بحق الشعب الكشميري.

مودي قاتل”.. صرخة تهز الضمير العالمي

تصدرت الهتافات المطالبة بالحرية لكشمير ولافتات مثل “مودي قاتل” و”أوقفوا الإرهاب الهندي”، مشهد الاحتجاج، بينما رُفعت صور ضحايا الانتهاكات، ومشاهد من القمع في الإقليم المحتل.

وبحسب  كشمير للخدمات الإعلامية، فإن المظاهرة “فضحت الوجه الحقيقي للهند الفاشية، ودمّرت السردية الرسمية لنيودلهي أمام المجتمع الدولي”.

تصعيد أثناء خطاب جايشانكار

تزامن الاحتجاج مع خطاب وزير الخارجية الهندي س. جايشانكار داخل قاعة الأمم المتحدة، ما أضفى بُعدًا رمزيًا قويًا على المظاهرة.

حيث اشتدت الهتافات خارجيًا كلما حاول جايشانكار الدفاع عن موقف بلاده من كشمير، ما جعل كلمته، بحسب مراقبين، تبدو ضعيفة ومفككة وغير مقنعة.

وفي حديثه لـوسائل الإعلام، قال الناشط الكشميري أمير علي شاه، أحد منظمي المظاهرة:

“جايشانكار تحدث كما لو أن لا شيء يحدث في كشمير، بينما الواقع هو سجن مفتوح واحتلال ممنهج مدعوم بالقمع. هذه الاحتجاجات هي صوت الشعب الحقيقي.”

مشاركة سياسية ودينية واسعة

وقد لفتت المظاهرة الأنظار بانضمام زعماء من الطائفة السيخية، وناشطين أمريكيين وباكستانيين، فضلًا عن عدد من ممثلي منظمات حقوق الإنسان. وقالت غزالة حبيب، رئيسة جمعية أصدقاء كشمير الدولية:

“الهند تروج لديمقراطية زائفة، لكن العالم يرى الحقيقة. لقد فشلت دبلوماسية مودي في إخفاء الجرائم. كشمير لن تخضع”.

كما أكد الدكتور غلام نبي مير، من منظمة كشمير العالمية للسلام، أن استمرار الصمت الدولي يشجع الهند على تصعيد انتهاكاتها، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في كشمير.

ردود أفعال سياسية وتحذيرات

من جانبه، قال عضو الكونغرس الأميركي السابق بول فيندلي، في تصريح له على هامش المظاهرة، إن “استمرار الصراع في كشمير لا يُهدد فقط الأمن الإقليمي، بل يُعرض الاستقرار الدولي للخطر”، داعيًا الأمم المتحدة إلى تفعيل قراراتها المتعلقة بكشمير بدلًا من الاكتفاء بالإدانات اللفظية.

كما أصدر السيناتور الباكستاني مشتاق أحمد خان بيانًا أشاد فيه بالمظاهرة، معتبرًا إياها “تأكيدًا على أن القضية الكشميرية حية، وأن الجاليات المسلمة والمضطهدة لن تصمت أمام جرائم الاحتلال الهندي”.

في المقابل، حاولت البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة التقليل من شأن الاحتجاج، ووصفت المتظاهرين بأنهم “يخدمون أجندات معادية للهند”. إلا أن محللين اعتبروا ذلك رد فعل دفاعي يعكس القلق من توسع الضغوط الدولية.

دعوات إلى تحرك أممي

وشدد المتظاهرون على ضرورة إعادة فتح ملف كشمير داخل أروقة الأمم المتحدة، مع تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تضمن حق تقرير المصير للشعب الكشميري.

وقال خالد أنور، ناشط من الجالية الكشميرية في كندا، إن “العالم احتشد لأوكرانيا وفلسطين، وحان الوقت لأن يقف مع كشمير. لا يمكن تبرير احتلال قائم منذ 1947، مهما كانت المصالح”.

كشمير على أعتاب تحرك جديد؟

أثبتت مظاهرة نيويورك أن القضية الكشميرية لم تُنسَ، وأن زخم الدعم الشعبي والسياسي في تصاعد، مدعومًا بشهادات الضحايا وتوثيق الجرائم.

وفي وقت تسعى فيه الهند إلى توسيع نفوذها الدولي، تقف أمام اختبار حقيقي للعدالة والشرعية الدولية.

فهل تستجيب الأمم المتحدة لنداء المظلومين في كشمير؟ أم تستمر في صمتها؟

الجواب، كما يقول المتظاهرون، لن يطول انتظاره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى