أخبارسلايدر

الفيضانات في باكستان… أزمة متفاقمة تضرب الزراعة والصناعة

تعيش باكستان هذه الأيام واحدة من أسوأ موجات الفيضانات التي شهدتها منذ سنوات، حيث اجتاحت السيول عدة مناطق زراعية وصناعية، مخلّفة خسائر فادحة على المستويين الاقتصادي والإنساني.

بدأت الأزمة بعد هطول أمطار موسمية غير معتادة خلال الأسبوعين الماضيين، زاد من حدتها إطلاق المياه من سدود هندية على نهر السند، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في عدة مناطق جنوب وشرق البلاد.

بعض المناطق سُجّل فيها أعلى مستوى فيضان منذ عام 2010.

أضرار زراعية جسيمة

بحسب تقارير حكومية، غمرت مياه الفيضانات أكثر من 1.8 مليون فدان من الأراضي الزراعية، بما فيها مساحات شاسعة من مزارع الأرز، القطن، الذرة وقصب السكر. هذه المحاصيل تُعد حيوية للاقتصاد الباكستاني، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعاني منها البلاد.

المزارعون في إقليم البنجاب وولاية السند، الأكثر تضررًا، أبلغوا عن فقدانهم للموسم الزراعي بالكامل، فيما حذّرت نقابة المزارعين من احتمال ارتفاع أسعار الغذاء بشكل حاد خلال الأسابيع المقبلة.

ضربات للصناعة أيضًا

لم تسلم المناطق الصناعية من الكارثة. عشرات المصانع، خاصة في إقليم السند، توقفت عن العمل بسبب غمر البنية التحتية بالمياه، مما أدى إلى تعطل الإمدادات وفقدان آلاف الوظائف المؤقتة.

وذكرت وزارة المالية أن الخسائر التقديرية حتى الآن قد تتجاوز 2 مليار دولار، مشيرة إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في التأثير طويل المدى على سلاسل التوريد والإنتاج.

جهود حكومية متواضعة

ورغم أن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، إلا أن الجهود الإغاثية ما زالت محدودة. فرق الإنقاذ تكافح للوصول إلى المناطق المنكوبة، خاصة تلك التي انقطعت عنها الطرق بسبب المياه.

المجتمع الدولي مدعوّ للمساعدة

دعت منظمات حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة، خصوصًا مع تزايد أعداد المشردين ونقص المواد الغذائية والدواء في المناطق المتضرر.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى