مقالات

البروفيسور عبد الغني بوت: أحد أعمدة نضال كشمير

همايون عزيز سانديلا

تُمثّل وفاة البروفيسور عبد الغني بوت في سوبور عن عمر يناهز التسعين نهاية حقبة في حركة تحرير كشمير. كان أكثر من مجرد سياسي أو باحث، منارةً لشعبٍ حُرم من صوته، رجلاً ألهمت كرامته الهادئة والتزامه الراسخ بالعدالة أجيالاً. بالنسبة لعددٍ لا يُحصى من الكشميريين.

لم يكن قائداً فحسب، بل كان أيضاً معلماً ومرشداً ورمزاً للصمود؛ دليلاً على أنه حتى في وجه القمع، يمكن للسعي وراء الحقيقة وتقرير المصير أن يظل سلمياً ومبدئياً وثابتاً.

توفي البروفيسور عبد الغني بوت، المعروف باسم عبد الغني بهات، في 17 سبتمبر 2025 عن عمر ناهز 90 عامًا في سوبور، جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند.

وُلد بهات في جامو وكشمير عام 1935، وحصل على شهادات في اللغة الفارسية والاقتصاد والعلوم السياسية، ثم حصل على درجة الماجستير في اللغة الفارسية وشهادة في القانون من جامعة عليكرة الإسلامية. عمل أستاذًا للغة الفارسية حتى فصلته السلطات عام 1986 لموقفه المؤيد للحرية.

في يوليو 1986، شارك في تأسيس الجبهة الإسلامية المتحدة (MUF)، وهي ائتلافٌ وُلِدَ نتيجةً لسخطٍ شعبيٍّ في ظل إدارةٍ اعتقد الكثيرون أنها لا تستجيب لتطلعات كشمير.

عندما اكتسح مرشحو الجبهة الإسلامية المتحدة الرأي العام في انتخابات عام 1987، ألغى التزوير الواسع النطاق الذي مارسته الإدارة الهندية هذا التفويض.

وكعقابٍ على ذلك، سُجن العديد من نشطاء الجبهة الإسلامية المتحدة، بمن فيهم البروفيسور بهات.

في السنوات اللاحقة، قاد البروفيسور بوت المؤتمر الإسلامي في جامو وكشمير، وترأس مؤتمر الحريات لجميع الأحزاب (APHC). تحت قيادته، أكدت هذه المؤسسات التزامها بالحل السلمي لنزاع كشمير، مفضلةً الحوار على العنف.

وكثيرًا ما ذكّر المجتمع الدولي بأنه لا يمكن تجاهل معاناة الكشميريين العاديين؛ وأن الحل الدائم يجب أن يرتكز على العدالة والكرامة وحرية التعبير.

ما ميّز البروفيسور بوت ليس فقط نشاطه، بل نزاهته أيضًا. فقد ظلّ ملتزمًا التزامًا راسخًا بالمبادئ. ودافع دائمًا عن الحقوق المدنية.

ورفع صوته دفاعًا عن المفصولين والمعتقلين والمحرومين من حقوقهم.

وقد منحته دراسته، المبنية على أسس راسخة في الأدب والقانون والفكر السياسي، مكانةً رفيعة في أدواره؛ وساهمت سنواته الطويلة كمعلم في صقل أجيال من الكشميريين الذين آمنوا بالنضال السلمي.

بينما تنعى كشمير، يجب علينا نحن الملتزمين بحقوق الإنسان والسلام وتقرير المصير أن نتأمل في إرثه.

إن مواصلة عمله لا تعني مجرد إحياء ذكرى الراحل، بل مواصلة الدعوة إلى الشفافية والإنصاف، والأهم من ذلك، إلى صوت الكشميريين أنفسهم.

وقد أعرب مؤتمر جميع الأحزاب للحرية ومنظمات أخرى مؤيدة للحرية عن حزنها العميق، وقدمت تعازيها وصلواتها لعائلته.

لكن النضال الذي كرّس حياته له أصبح الآن أكثر إلحاحًا، لأن ثمن الصمت باهظ للغاية.

الدرس الخالد: أثبت البروفيسور عبد الغني بوت أن القوة لا تكمن في المقاومة فحسب، بل في قول الحقيقة في ظل الظلم. في عصر الاضطرابات، يُلزم مثاله الكشميريين وغيرهم ممن يهتمون بمصيرهم بمواصلة المطالبة بالعدالة – بشجاعة وسلام وإيمان راسخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى