مقالات

خارطة طريق قانونية لحل قضية كشمير

الدكتور سيد نذير جيلاني.

لا تزال كشمير خاضعةً تمامًا للولاية القضائية للأمم المتحدة. ويضمن بند التحكيم رقم 6 في قرار مجلس الأمن رقم 91 (1951) كرامة أراضي الدولة ومبدأ تقرير المصير.

في 5 أغسطس 2019، تولّت الهند سلطات لم تكن تمتلكها قط. “يُثبت بند التحكيم في القرار 91 أن كشمير ليست قضية داخلية أو ثنائية، بل نزاع دولي غير محسوم يخضع لولاية الأمم المتحدة. يحتفظ مجلس الأمن بسلطة إجبار محكمة العدل الدولية على التحكيم.

مما يجعل إجراءات الهند الأحادية باطلة قانونيًا. يدعو مجلس جامو وكشمير لحقوق الإنسان الأمم المتحدة إلى إنفاذ قراراتها وإعادة حق تقرير المصير لشعب جامو وكشمير..

في 30 مارس 1951، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 91، الذي أكد حقيقةً لا تزال قائمةً حتى اليوم كما كانت آنذاك: لا يمكن تقرير وضع جامو وكشمير من جانب واحد.

وأكد القرار أن مستقبل الإقليم يعتمد على استفتاء حرّ ونزيه يُجرى برعاية الأمم المتحدة. لكن هذا القرار يخفي وراءه أداةً قويةً لطالما تم تجاهلها، ألا وهي **الفقرة 6**، التي تدعو إلى التحكيم برعاية محكمة العدل الدولية في حال عدم توصل الهند وباكستان إلى اتفاق.

هذا الشرط التحكيمي ليس اقتراحًا، بل هو توجيه من مجلس الأمن. قبلت كلٌّ من الهند وباكستان إطار الأمم المتحدة، مما يعني أنه لا يمكن لأيٍّ منهما ادعاء السيادة على الإقليم أو رفض تدخل طرف ثالث.

إن تصرفات الهند في 5 أغسطس 2019، بإلغاء المادة 370 وضمّها جامو وكشمير من جانب واحد، تُمثّل انتهاكًا مباشرًا لهذه الالتزامات الرسمية التي قُطعت للأمم المتحدة وباكستان والشعب الكشميري.

القرار 91، المُعزز بالقرار 122 (1957)، يُجمّد مسألة السيادة ويحظر اتخاذ أي إجراءات محلية لتغيير وضع كشمير. وقد أُدمج التحكيم بقيادة محكمة العدل الدولية في هذا الإطار كآلية إنفاذ، مما أتاح للمجلس مسارًا واضحًا لكسر الجمود الحالي. لقد حان الوقت لإعادة النظر في هذا البند واستعادة الرقابة الدولية.

لفترة طويلة، ادعت الهند أن كشمير مسألة ثنائية أو داخلية. تُثبت الفقرة السادسة عكس ذلك: فقد ألزم مجلس الأمن نفسه بالتحكيم المحايد، وقراراته لا تزال ملزمة قانونًا بموجب القانون الدولي.

ومن خلال تفعيل هذا البند، يمكن للأمم المتحدة تأكيد مسؤوليتها الأساسية عن السلام والأمن، وإحياء عملية قبلتها الهند سابقًا، لكنها تسعى الآن إلى التهرب منها.

قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 91 (1951) الصادر في 30 مارس 1951، والذي يؤكد أن وضع جامو وكشمير لا يمكن تحديده من جانب واحد، ويجب حلّ المسألة من خلال **استفتاء حرّ ونزيه برعاية الأمم المتحدة**.

ومن المهم أن الفقرة 6 من القرار تُنشئ آلية تحكيم مُلزمة: “يدعو الأطراف… إلى قبول التحكيم في جميع نقاط الخلاف العالقة… على أن يُجري هذا التحكيم مُحكّم أو هيئة مُحكّمين، يُعيّنها رئيس محكمة العدل الدولية بعد التشاور مع الأطراف”.

ويعزز هذا البند حل النزاعات عن طريق طرف ثالث ويضع كشمير بشكل ثابت تحت الولاية القضائية المستمرة للأمم المتحدة.

يحثّ مجلس جامو وكشمير لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، على المطالبة بتنفيذ الفقرة السادسة من القرار رقم 91.

هذا ليس حلاً جديداً، بل هو التزامٌ دائم. إن تطبيق هذا البند لن يُواجه الأحادية الهندية فحسب، بل سيُعيد أيضاً مصداقية منظومة الأمم المتحدة، مُوفراً للشعب الكشميري العدالة والحماية الدولية التي وُعد بها منذ أكثر من سبعة عقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى