مقالات

الاختناق الاقتصادي في كشمير: دعوة إلى الاهتمام العالمي بالوضع في جامو وكشمير

بقلم: رايس مير

تجد جامو وكشمير نفسها اليوم في قبضة حصار الاختناق الاقتصادي ذي عواقب وخيمة على شعبها. فقد أدى الإغلاق المتكرر والمطول لطريق سريناغار-جامو السريع، وهو الطريق الوحيد الصالح للاستخدام في جميع الأحوال الجوية الذي يربط الوادي بالعالم الخارجي، إلى انهيار منهجي لاقتصاد المنطقة.

وبالنسبة للكشميريين العاديين، كان هذا يعني العيش تحت ضغط اقتصادي لا يُطاق، إلى جانب شبح القمع السياسي المستمر.

تتعفن السلع القابلة للتلف، وخاصةً تفاح كشمير المشهور عالميًا وغيره من الفواكه، بسبب نقص النقل في الوقت المناسب. ويقف البستانيون والتجار الذين يعتمدون على صناعة الفاكهة – عصب الاقتصاد الريفي في كشمير – عاجزين أمام ضياع جهودهم الشاقة على مدار العام في شاحناتهم المتوقفة.

كما شُلّت الصناعات والشركات المحلية، غير قادرة على تحمل الانقطاعات المتكررة في سلاسل التوريد. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار السلع الأساسية ارتفاعًا حادًا، مما جعل البقاء اليومي للأسر البسيطة معاناةً حقيقية.

وتشير تقديرات متحفظة إلى أن الخسائر الناجمة عن قطع الطرق وإغلاقها تتجاوز 1000 كرور روبية، وهو رقمٌ مذهلٌ لاقتصادٍ هشٍّ أصلًا.

السياق السياسي

ما قد يبدو للغرباء مجرد فشل لوجستي، يُنظر إليه داخل كشمير كجزء من استراتيجية أوسع نطاقًا ومتعمدة للخنق الاقتصادي في ظل الاحتلال.

ومع تولي حزب بهاراتيا جاناتا زمام الأمور، يعتقد كثير من الكشميريين أن الأزمة ليست عرضية، بل هي سياسة مدروسة لإضعاف المنطقة وتهميش شعبها وتآكل هويتهم.

لا يمكن تجاهل الخلفية السياسية. في أغسطس/آب 2019، ألغت حكومة الهند من جانب واحد المادتين 370 و35أ من دستورها، منهيةً بذلك الوضع الخاص للحكم الذاتي في جامو وكشمير التي تحتلها الهند .

وقد أثارت هذه الخطوة، التي نُفذت في ظل إغلاق عسكري شامل ودون موافقة السكان المحليين، تساؤلات جدية حول الشرعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت السلطة مركزية في نيودلهي، مانعةً الكشميريين من سلطة اتخاذ القرار في السياسة والاقتصاد والموارد الطبيعية، وحتى الأوقاف الدينية، مثل ممتلكات الأوقاف.

لقد عمّقت هذه المركزية التهميش السياسي للأصوات الكشميرية. وإلى جانب القمع الاقتصادي، والقيود المفروضة على المجتمع المدني، وتقييد حرية الصحافة، نتجت بيئة خانقة تُكبت فيها المعارضة. تمنح قوانين صارمة، مثل قانون السلامة العامة (PSA) وقانون (منع) الأنشطة غير القانونية (UAPA)، سلطات واسعة للقوات الهندية، التي اعتُقل الآلاف تحت مراقبتها.

وقد حوّل وجود أحد أكبر تجمعات العسكريين وشبه العسكريين في العالم الحياة المدنية إلى محنة يومية.

كسر الجمود: إعادة فتح طريق سريناغار-راولبندي

لمعالجة الشلل الاقتصادي، تحتاج كشمير إلى أكثر من مجرد حلول مؤقتة، بل تحتاج إلى استعادة شريانها التجاري والتواصلي التقليدي. ويمكن أن تكون إعادة فتح طريق سريناغار-راولبندي التاريخي خطوةً حيويةً إلى الأمام.

لن تقتصر هذه الخطوة على إنعاش التجارة والتبادل التجاري فحسب، بل ستخفف أيضًا العبء عن المزارعين والتجار، وتعيد التواصل بين الناس، وتساعد على استقرار المنطقة ككل.

نداء إلى المجتمع العالمي

لا يمكن السماح باستمرار الصمت القسري في كشمير، المُحافظ عليه من خلال الترهيب والمراقبة والقوة الغاشمة، دون أي تحدٍّ. فكثيرًا ما يُستهدف الصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان والقادة السياسيون أو يُحتجزون أو يُكممون،

بينما يعيش المواطنون العاديون في جوٍّ من الخوف. هذه ليست مجرد قضية محلية، بل هي أزمة حقوق إنسان ذات تداعيات عالمية.

لقد حان الوقت للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والحكومات الديمقراطية أن تقوم بما يلي:

• الاستماع إلى أصوات الكشميريين، بدلا من رفضها أو إسكاتها.

• المطالبة بالمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في ظل الإفلات من العقاب

• الدعوة إلى استعادة الحريات الاقتصادية والسياسية في المنطقة.

• دعم الحلول السلمية والديمقراطية للنزاع طويل الأمد في كشمير.

يجب ألا يُترك الكشميريون يعانون في صمت. حقهم في الكرامة والفرص الاقتصادية والحرية السياسية مُكرّس في القانون الدولي،

ويتوافق مع ضمير الإنسانية. يجب ألا يتجاهل العالم هذا الخنق المُطوّل. الشفافية والمساءلة والعدالة مُلحّة.

يستحق شعب جامو وكشمير أن يعيشوا، لا تحت الحصار، بل بحرية تقرير مصيرهم. وأي شيء أقل من ذلك يُعد خيانةً لمبادئ العدالة والديمقراطية العالمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى