كشمير

أزمة تعليمية خانقة في كشمير: آلاف الطلاب بلا معلمين

معلم واحد لأكثر من 32 ألف طالب

تشهد العملية التعليمية في جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند  انهيارًا مقلقًا، في ظل أرقام رسمية صادمة تكشف عن وجود أكثر من 32 ألف طالب يتلقون تعليمهم في مدارس لا يعمل بها سوى معلم واحد.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على واقع تعليمي مأزوم، يتعارض تمامًا مع مزاعم حكومة ناريندرا مودي بشأن تحسين البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية بعد إلغاء الوضع الخاص للإقليم في أغسطس 2019.

معلم واحد لـ32 ألف طالب

وفقًا لتقرير صادر عن  كشمير للخدمات الإعلامية، تعمل 1,371 مدرسة في الإقليم بمعلم واحد فقط، بينما يبلغ عدد الطلاب المسجلين فيها 32,303 طالبًا، وهو ارتفاع واضح عن تقارير سابقة أشارت إلى 1,330 مدرسة تضم 31,054 طالبًا.

ويؤكد هذا التزايد فشل السياسات التعليمية المتبعة في الاستجابة لاحتياجات السكان التعليمية الأساسية.

إغلاق واسع للمدارس الحكومية

في سياق متصل، شهد عام 2024 وحده إغلاق أكثر من 4,400 مدرسة حكومية، بسبب انخفاض أو انخفاض طفيف  في عدد المسجلين.

وبحسب نظام معلومات المقاطعات الموحد للتعليم (UDISE)، تم حذف هذه المدارس من السجلات الرسمية، ليصبح العدد الإجمالي للمدارس الحكومية في الإقليم 23,117 مدرسة فقط حتى يوليو 2024.

ويرى مراقبون أن إغلاق هذا العدد الكبير من المدارس لا يعكس فقط أزمة إدارية، بل هو مؤشر خطير على انعدام البيئة التعليمية المناسبة، في ظل اضطرابات سياسية وأمنية متصاعدة، وعزوف أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم إلى مدارس تعاني من نقص حاد في الموارد والكوادر.

تناقض مع الخطاب الرسمي

تزعم الحكومة الهندية أن إلغاء المادة 370 من الدستور أدى إلى “نقلة نوعية” في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم، إلا أن الواقع الميداني يروي قصة مختلفة إذ تعاني المدارس من غياب البنية التحتية، وانعدام الكادر التعليمي، وتدني الخدمات الأساسية، وسط بيئة قمعية تتجاهل حق الأطفال في التعليم.

آراء الخبراء والحقوقيين

قال الدكتور محمد إقبال شاه، أستاذ السياسات التعليمية في جامعة كشمير: “نحن أمام كارثة تعليمية حقيقية. لا يمكن الحديث عن تطوير أو مستقبل بينما يُجبر آلاف الأطفال على الدراسة في ظروف غير إنسانية، مع غياب الحد الأدنى من مقومات العملية التعليمية.”

أما الناشط الحقوقي فرحان أنصاري، فاعتبر أن ما يحدث هو “عقاب جماعي ممنهج”.

وأضاف:”الهند لا تستخدم التعليم كوسيلة للتنمية، بل كأداة للسيطرة. تقليص عدد المدارس وغياب المعلمين ليس صدفة، بل سياسة محسوبة لعزل الإقليم ثقافيًا وفكريًا.”

دعوات للمساءلة الدولية

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية لإجراء تحقيق مستقل في واقع التعليم في جامو وكشمير، وسط مطالبات بإعادة فتح المدارس المغلقة، وتوفير الكادر التعليمي، وضمان بيئة تعليمية آمنة وعادلة لكل طفل.

في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب الكشميريين معلقًا بين الوعود الحكومية والخطاب الإعلامي.

وبين واقع تعليمي بائس لا يعكس سوى الإهمال الممنهج والتجاهل المتعمد لحق أساسي من حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى