10 ملايين محفظة رقمية لمستفيدي “بينظير” نحو اقتصاد بلا نقد في باكستان

في مشهد وصفه رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف بـ”التاريخي”، أُطلق أمس الإثنين مشروع إدخال 10 ملايين محفظة رقمية لمستفيدي برنامج دعم الدخل بينظير بوتو (BISP).
جاء الإعلان في احتفال رسمي بالعاصمة إسلام آباد، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، إلى جانب ممثلين عن شركاء التنمية الدوليين مثل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).
المبادرة تُعدّ نقلة نوعية في مسار التحول نحو اقتصاد بلا نقد في باكستان، إذ تستهدف الشرائح الفقيرة والمهمشة التي لطالما اعتمدت على المعاملات النقدية المباشرة.
من خلال هذه المحافظ الرقمية، سيصبح بإمكان ملايين الأسر تلقي مخصصاتهم الاجتماعية بطريقة أسرع وأكثر أمانًا، بعيدًا عن الوسطاء الذين غالبًا ما يرتبط حضورهم بمظاهر الفساد أو التأخير.
في خطابه خلال حفل الإطلاق، شدد شهباز شريف على أن المشروع ليس مجرد خدمة تقنية، بل هو أداة إصلاحية تهدف إلى تحقيق الشفافية والعدالة في توزيع الموارد.
وأكد أن “المعاملات الرقمية تختصر الوقت، تقضي على الفساد، وتدفع باكستان إلى الأمام بخطى أسرع”. كما أشار إلى أن هذه الخطوة ستُسهم في بناء الثقة بين المواطن والدولة، وتعزز قدرة الحكومة على مراقبة وتوجيه الدعم حيث يجب أن يذهب بالضبط.
ويعكس المشروع أيضًا طموح الحكومة في توسيع الشمول المالي، عبر إدماج ملايين الأسر الفقيرة في النظام المصرفي والمالي الرسمي، ما يفتح أمامهم أبوابًا جديدة للتعامل مع البنوك، والحصول على قروض صغيرة، والاستفادة من فرص التجارة الإلكترونية.
أما على المستوى السياسي، فيُعتبر الإعلان محاولة لإظهار التزام الحكومة الحالية بتبني إصلاحات رقمية جريئة قادرة على تقليل البيروقراطية وتحسين كفاءة الدولة، في وقت تواجه فيه باكستان تحديات اقتصادية متراكمة وضغوطًا مالية كبيرة.
بهذا، فإن إطلاق “المحافظ الرقمية” لمستفيدي BISP لا يمثل مجرد مشروع تنموي، بل هو رمز لتحول أوسع تحاول باكستان من خلاله مواكبة العصر الرقمي، والتأسيس لاقتصاد أكثر شفافية وعدالة واستدامة.